تاريخ وطن وامتداد أمجاد

ذكرى يوم التأسيس، قصة تُروى كل عام عن حكايا بلد عظيم، فصولٌ تخُط بدايات ليست بقريبة، وتُسطر ذكريات امتدّت لثلاثة قرون من القوة والعزة والمكانة، خير ما يكون عليه الأساس والركيزة التي يقوم عليها كيان دولة رفيعة.
ذكرى يوم التأسيس، هي تأكيد جزل للعمق التاريخي الأصيل لهذه الدولة المباركة، وتصوير يعكس وثاق لحمتها الوطنية ضمن كيان متماسك القواعد والأركان، مشيّد على أسس متينة وقيم سامية، هذه الذكرى هي قيمة وهوية، نستذكر من ملامحها وقفات ومآثر، لأرض أبى شجعانها إلا أن تظل شامخة عزيزة، حرة أبيّة، حيث صولات مؤسسها الإمام محمد بن سعود على أعتاب الدرعية، وجولات موحدها الإمام عبدالعزيز آل سعود فوق ثرى نجد والرياض وماحولها، حتى تأسست كيانًا متفردًا بين الأمم، وموطن للأصالة والأمجاد والبطولات التي رسمها التاريخ بمداد من عراقة ومكانة وسؤدد كشاهد على بسالة وحكمة وبصيرة رموزها وأئمتها على مر العصور والأزمنة.
نحتفي في كل عام بهذه المناسبة، حيث نعتز ونفخر بالركائز والأسس والثوابت التي قامت عليها الدولة وتمسك بها قادتها، ولم تزل بهذا النهج والمنهاج حتى غدت منارة تتوالى منها الإنجازات والمكاسب في مختلف المجالات، نجاحات غير مسبوقة أمسىت بها بلادنا في موضع القيادة والريادة وصناعة التغيير على مستوى العالم حيث المكانة التي تليق بالمملكة العربية السعودية ومواطنيها حكومة وشعبًا.
يأتي الاحتفاء ب"يوم بدينا" ونحن نتأمل بدايات التعليم وتلاوات الكتاتيب، واهتمام القادة المتأصل منذ الجذور بهذه المنظومة حتى غدت -بفضل من الله- منظومة سبّاقة تضع بصمتها على خارطة التعليم بالعالم، مدركة أهميتها كعماد للنهضة والتطور، مستكملة الجهود على مختلف المستويات نحو تمكين الفرد من بناء المجتمع ونهضة الوطن وتقدمه، وعلى هذه الخطى وهذا اليقين الثابت تمضي جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل متمسكة بتعزيز القيم كمستهدف وغاية، سائرة نحو تقديم العلم والمعرفة بأعلى معايير الجودة والكفاءة، ساعية نحو تأهيل الشباب والإيمان بهم وبقدراتهم في عمارة الأرض وجودة الحياة وبناء المستقبل، فاحتلت -بفضل الله- ثم بسمو الغاية والهدف وحجم البذل والإنجاز مكانتها بين الجامعات تصنيفًا وإنجازًا وريادة على المستوى الأكاديمي والبحثي والمجتمعي.
خالص التهنئة بهذه المناسبة الغالية نرفعها إلى قيادتنا الرشيدة أيدهم الله، نحمل معه وعد يتجدد من الجامعة ومنسوبيها أن نلتزم بالوفاء بذلاً وعطاء وعملاً وإخلاص، يصحبه الدعاء الصادق بأن يحفظ المولى عز وجل مملكتنا من كل سوء، وأن يديم على بلادنا أمنها ورخائها ونموها وازدهارها فتظل علامة فارقة في صفحات التاريخ.
*رئيس الجامعة المكلف