معرض «جلال» للفنان التشكيلي فهد النعيمة

تجربة تنبض بالتوازن بين الحواس
المعرض خلق تجربة حسية متعددة الأبعاد
في معرض "جلال" للفنان التشكيلي فهد النعيمة، تتجسد رحلة فنية تتجاوز المفاهيم التقليدية للفن، متأصلة في الموروث ومتطلعة إلى آفاق التجريب المعاصر، يقدم النعيمة من خلال هذا المعرض تأملاً عميقًا في دورة الحياة ودورة الفن، حيث تلتقي الأشكال البصرية بالكثير من الأسئلة.
"جلال"
اختيار اسم "جلال" للمعرض ليس صدفة، فهو يحمل دلالات تراثية عميقة. الجلال، ذلك القماش الذي يُلف على الإبل لحمايتها من قسوة الطقس، يتحول هنا إلى رمزٍ لحماية الموروث وتزيينه، وكأن الفنان يعيد صياغة علاقة التراث بالمعاصرة من خلال هذا الغلاف الواقي، الذي يعكس في الآن ذاته الصلابة والرقة.
موازنة
في هذه التجربة، يبرز النعيمة كفنان يوازن ببراعة بين عالمين: عالم الأصالة الذي يستمد قوته من التراث، وعالم التجريب الذي لا يخشى تفكيك الرموز القديمة وإعادة تشكيلها في قوالب معاصرة. معرض "جلال" ليس مجرد استعراض لمفردات التراث، بل هو محاولة لإعادة النظر في تلك المفردات بعيون الحاضر، حيث تتحول الإبل من رمز مادي إلى فكرة مجازية تحمل معاني العطش والارتواء، الصمود والتكيف.
تجارب حسية
استخدام النعيمة للأقمشة كوسيط بصري مع الفيديو المسلط عليها عبر البروجكتر، يخلق تجربة حسية متعددة الأبعاد. تلك الأقمشة التي تتحرك في الفراغ وكأنها صفحات من موروث لا يزال يتنفس، تُصبح مساحة للتأمل، حيث تظهر خطوط الإبل على تلك الأقمشة بأسلوب بسيط ومجرد، لكنها تحمل في طياتها عمقاً دلالياً يشير إلى العلاقة الوثيقة بين الإنسان والطبيعة، وبين الماضي والحاضر. هذه الخطوط المختزلة، وكأنها أثر بيد فنان يعرف جيداً كيف يستدعي روح التراث دون أن يثقلها بالتفاصيل، تدعونا للدخول في حوار صامت مع الصورة، ومع ما تمثله من معانٍ بعيدة عن التصوير الواقعي.
رؤية بصرية
في "جلال"، يقدم النعيمة تجربة تنبض بالتوازن بين الحواس، حيث تتداخل الرؤية البصرية مع التأمل الفكري. إنه عمل يجسد نضج الفنان الذي يمتلك أدواته بعمق، ليعيد تشكيل المشهد الفني بطريقة تجمع بين بساطة العرض وثراء الفكرة. هذه التجربة، رغم أنها فردية، تعطي انطباعاً بعمقها وكأنها عمل مؤسساتي متكامل، تمتد جذوره في التراث، لكنها تنمو بحرية في تربة الحاضر، مستشرفة آفاق المستقبل.
* فنان سعودي
جانب من معرض «جلال» لفهد النعيمة
الفنان زمان جاسم مع فهد النعيمة