استقرت أسعار الذهب فوق مستوى 2100 دولار، أمس الأربعاء، وقرب ذروة قياسية سجلتها في الجلسة السابقة، مع تزايد الآمال في خفض أسعار الفائدة الأميركية بحلول منتصف العام، بينما يترقب المتعاملون تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن متانة الاقتصاد، واستقر السعر الفوري للذهب عند 2127.39 دولارا للأوقية بحلول الساعة 0829 بتوقيت غرينتش. ونزل الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.3 % إلى 2135.30 دولاراً. وسجلت الأسعار الفورية ذروة قياسية عند 2141.59 دولارًا للأوقية يوم الثلاثاء، لترتفع للجلسة الخامسة على التوالي. وقال أجاي كيديا، مدير شركة كيديا للسلع في مومباي، إن ارتفاع الذهب مدفوع بالمشاعر، والتي أثارتها البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة الأسبوع الماضي والتي أعطت مزيدًا من الوضوح بشأن خفض أسعار الفائدة في يونيو، وأضاف إنه بدون عوامل أخرى مؤثرة، مثل حركة الدولار، أو أي تصاعد في التوترات الجيوسياسية، فإن الذهب قد يشهد عمليات جني للأرباح. وارتفع مؤشر القوة النسبية للذهب الفوري على مدار 14 يومًا إلى 78، وهو أعلى بكثير من مستويات "التشبع الشرائي" عند 70. وكتب محللو سيتي في تقرير: "إن المراكز الخفيفة للغاية عبر منتجات الذهب المالية المدرجة (العقود الآجلة / الخيارات، صناديق الاستثمار المتداولة) والطلب الفعلي القوي (عملات الأسواق الناشئة، السبائك / العملات المعدنية)، تشير إلى أن هناك الكثير من المساحيق الجافة لاختبار الأسعار الإسمية الأعلى في عام 2024". ويزن المتداولون المخاطر التي تهدد صحة الاقتصاد الأميركي في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة وسيترقبون اليوم الأول لشهادة باول نصف السنوية أمام الكونغرس للحصول على مزيد من الوضوح بشأن الأمر نفسه، كما سيتم مراقبة بيانات سوق العمل الأميركية المقرر صدورها هذا الأسبوع عن كثب. وأي مفاجأة هبوطية يمكن أن تساعد في دعم الذهب. ويرى المتداولون أن هناك فرصة بنسبة 57 % لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في شهر يونيو. ويعزز انخفاض أسعار الفائدة جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا، وصعد البلاتين في المعاملات الفورية 0.7 % إلى 886.30 دولارا للأوقية، وصعد البلاديوم 1.3 % إلى 960.65 دولارا، بينما نزلت الفضة 0.1 % إلى 23.70 دولارا. وقال محللو السلع الثمينة لدى انفيستنق دوت كوم، انخفضت أسعار الذهب من أعلى مستوياتها القياسية في التعاملات الآسيوية ليوم الأربعاء، حيث ظل المتداولون في حالة من التوتر قبل شهادة مراقبة عن كثب من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، على الرغم من أن الهزيمة في الأسواق التي تحركها المخاطر تشير إلى المزيد من الطلب على الملاذ الآمن، وكانت المعادن الثمينة الأخرى متباينة، وتخلفت مكاسب الذهب إلى حد كبير هذا الأسبوع. وارتفعت العقود الآجلة للبلاتين 0.5 بالمئة إلى 89.60 دولارا للأوقية، في حين تراجعت عقود الفضة 0.5 بالمئة إلى 23.858 دولارا للأوقية. وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت بعض أسواق الخليج العربي باللون الأحمر قبل شهادة باول الرئيسة من بنك الاحتياطي الفيدرالي. وتراجعت أسواق الأسهم الرئيسة في الخليج في التعاملات المبكرة يوم الأربعاء قبيل شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول أمام الكونغرس لقياس دورة خفض أسعار الفائدة. ويبحث المتداولون عن البيانات الاقتصادية الأميركية وخطب صناع السياسات لتحديد متى سيبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة. وأظهرت أداة فيد واتش أن الأسواق تتوقع فرصة بنسبة 68 % أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير في يونيو، بالإضافة إلى 88 نقطة أساس من التخفيضات هذا العام. وظل المؤشر الرئيسي للسوق السعودية (تاسي)، على مكاسب بنسبة 0.7 %، بقيادة ارتفاع سهم مصرف الراجحي بنسبة 0.8 %، وارتفاع سهم شركة الاتصالات السعودية بنسبة 1.1 %. وفي مكان آخر، افتتحت شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية على ارتفاع بنسبة 0.3 %، ومن المتوقع أن يلتزم باول بخطته المتشددة نسبيًا ويؤكد أن صناع السياسة لا يتعجلون في خفض أسعار الفائدة. وأدت مجموعة مختلطة من البيانات الاقتصادية الأميركية يوم الثلاثاء -تباطؤ نمو الخدمات ولكن قفزة في طلبيات السلع الجديدة- إلى زيادة غموض الصورة الغامضة بالفعل لسياسة أسعار الفائدة. ويبدو أن البنوك المركزية نفسها قد تحولت إلى هواة الذهب في الآونة الأخيرة، وبعضها تضرر بسبب الخسائر الورقية في محافظ سنداتها، حيث أشار محللو بنك إيه ان زد، إلى تضاعف حصة البنوك المركزية في الطلب العالمي على الذهب إلى ثلاثة أمثالها تقريباً لتصل إلى 25-30 %. ويشير بنك أوف أميركا إلى أن ارتفاع الدين الوطني الأميركي بمقدار تريليون دولار كل 100 يوم يدفع المستثمرين إلى صفقات "خفض قيمة الديون" مثل الذهب والبيتكوين. وفي جميع أنحاء آسيا، لم ير المستثمرون سوى القليل في خطط النمو والسياسة الأخيرة في الصين لإثارة تحول في حذرهم بشأن التعرض لسوق كانت متخلفة لعدة سنوات. وارتفعت أسهم هونج كونج وانخفضت أسهم البر الرئيس الصيني. ويقود مؤشر ناسداك وول ستريت إلى الانخفاض مع تراجع شركة أبل. وفي الأسواق الناشئة، سمح البنك المركزي المصري للجنيه بالهبوط إلى مستويات قياسية ورفع أسعار الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس في اجتماع لم يكن مقررا، إيذاناً ببدء تخفيض قيمة العملة الذي طال انتظاره مع توقع الأسواق إجراء محادثات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي بشأن اتفاق. ومن الممكن أن تؤتي زيادة برنامج الصندوق ثمارها قريبا. وبالعودة إلى الأسواق المتقدمة، ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.3 %، ليتداول بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق يوم الاثنين، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأميركي بنسبة 0.3 %، مما يشير إلى المكاسب بعد عمليات بيع في الأسواق المتقدمة، وارتفع مؤشر إم إس سي آي الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.5 %، مدعومًا بالارتداد في هونغ كونغ، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 1.7 %، على الرغم من الأسهم القيادية الصينية البرية. وحددت بكين يوم الثلاثاء هدف النمو المتوقع على نطاق واسع بنسبة 5 % لعام 2024 في اجتماع برلمانها الرئيس الذي افتقر إلى إجراءات تحفيز كبيرة.