كانت إجاباته واضحة ترتكز على علم وخبرة وتتابع في الأفكار، وسلاسة في السرد لموضوع مهم يتعلق بسلوكيات الأطفال واضطراباتها، حيث أكد على الاضطرابات السلوكية والتطويرية من أكثر مشكلات الأمراض، وأن 10 % من الأطفال قد يصابون باضطرابات التطور والسلوك مثل تأخر النمو العام والتوحد والإعاقة الذهنية وفرط الحركة وتشتت الانتباه، وهذا الانتشار الكبير عام في أغلب المجتمعات العالمية، إضافةً إلى حديثه عن علاقة حليب الإبل بعلاج التوحد، ولمزيد من المعلومات والتفاصيل التقينا بالدكتور صالح بن محمد الصالحي -رئيس اللجنة العلمية للمركز الوطني لاضطرابات النمو الشامل بالمجلس الصحي السعودي-، فكان هذا الحوار. تطور وسلوك * مداخلة لأحد المهتمين بالأبحاث المتعلقة بحليب الإبل على إحدى القنوات التلفزيونية قال فيها: "إن حليب الإبل مفيد لأطفال التوحد" والسؤال ما حقيقة تلك المعلومة؟ * لا يوجد دليل علمي على فاعلية حليب الإبل أو أي نوع من أنوع التغذية كعلاج معتمد لاضطراب طيف التوحد. * نريد أن نلقي الضوء على الأمراض السلوكية للأطفال؟ * تعد الاضطرابات السلوكية والتطويرية من أكثر مشكلات الأمراض؛ إذ تشير الدراسات إلى أن 10 % من الأطفال قد يصابون باضطرابات التطور والسلوك مثل تأخر النمو العام والتوحد والإعاقة الذهنية وفرط الحركة وتشتت الانتباه، وهذا الانتشار الكبير عام في أغلب المجتمعات العالمية، كما يُشار إلى أن التشخيص المبكر والتدخلات العلاجية المبكرة لهما أثر كبير وتحسن جودة حياة المصاب وأسرته، وتقليل النفقات المادية في حال تأخر التدخل العلاجي. تدخل مبكر * هل يوجد علاج دوائي للأمراض السلوكية للأطفال؟ * لا يزال العلاج السلوكي التعليمي والتأهيل الطبي هما العلاجان المبنيان على البراهين والأدلة العلمية وتوصية الجهات العلمية العالمية ذات العلاقة، ونود أن ننوه بأهمية التدخل المبكر من خلال أنواع تعديل السلوك المعتمدة وأهمها التحليل السلوكي التطبيقي بعدد ساعات لا تقل عن 20 ساعة بالأسبوع مع علاج النطق والتخاطب والعلاج الوظيفي حسب حاجه الطفل، كما نؤكد على أهمية التدخل من خلال الوالدين، حيث ثبت فاعلية ذلك بالدليل العلمي ويجب تدريبهم وإشراكهم بخطة التدخل العلاجي والتعاون المستمر حتى يتم تحقيق الأهداف العلاجية وهي التمكن من مهارات التواصل ودخول المدرسة بالعمر المناسب، كما أن التعليم المعياري والمواءمة العلمية لهما أثر كبير جداً في تحسن المصابين وفتح الطريق لحياة عملية وتخفيف العبء على الأسرة والمجتمع. تفاوت كبير * هل علاج الأمراض السلوكية يحتاج وقتاً طويلاً؟ * يوجد تفاوت كبير في مدة العلاج، ولا يمكن الجزم بمدة معينة؛ على حسب نوع الاضطراب، وشدته، وعمر الطفل عند البداية في العلاج، ومدى تعاون الأسرة والمدرسة، وغيرها من العوامل. * ما النصائح التي توجهونها لأولياء الأمور والمدارس للمحافظة على سلوكيات أبنائهم الطيبة؟ * ينبغي أن يكون هناك تواجد عاطفي لدعم السلوك السوي والجيد والاستمرار في ذلك، وليس فقط التواجد والعمل ووضع عواقب للسلوك غير الجيد؛ لأن ذلك من شأنه الإخلال بالتوازن العاطفي والاجتماعي لدى الطفل وله أثر على انخفاض الثقة بالنفس وتدني احترام الذات، كما نحث الأسر على الانتباه المبكر لأعراض اضطرابات التطور والسلوك وأخذ النصح الطبي بوقت مبكر. مسح الوطني * ما العلاقة التي تربط بين النمو والسلوك لدى الأطفال؟ * لا نستطيع فصل التطور الطبيعي -النمو- للطفل وسلوكياته؛ حيث إن ركائز النمو هي القدرات الحركية والوظيفية -استخدام الأيدي للمهارات الدقيقة مثل الكتابة والتوازن- النطق والتخاطب والتفاعل الاجتماعي، والقدرات الذهنية تؤثر وتتأثر بسلوكيات الطفل المبني على الخصائص السلوكية والبيئة الحاضنة للطفل، وكلما أصبحت البيئة إيجابية وداعمة ومحفزة؛ قلت المشكلات السلوكية، وقل أيضاً تأثير اضطرابات التطور والعكس صحيح، ولكل مرحلة من مراحل تطور الطفل ونموه، سلوكيات مقبولة وسلوكيات وجودها يعني اضطراب أو يحتاج تدخل المختصين، أو قد تكون سلوكيات طبيعية وجزء من تطور الطفل نمائياً وفضوله الذي يساعده في اكتساب المعرفة والنمو معرفياً واجتماعياً وعاطفياً، وهنا يأتي دور الأسرة والرعاية الصحية والتعليمية للاكتشاف المبكر والتحفيز والمعالجة. ومن المهم الإشارة إلى اعتماد المقام السامي لبرنامج المسح الوطني لجميع الأطفال عند عمر سنتين، وكذلك السجل الوطني؛ ومن المتوقع تطبيق هذا المسح اكتشاف الحالات مبكراً وتقديم الخدمات وتفعيل دور الأسرة بالوقت المناسب تماشياً مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية. 3 - 10 % من الأطفال قد يصابون باضطرابات التطور والسلوك د. صالح الصالحي