يكسب المدربون كلٌ بأسلوبه التدريبي والتكتيكي وطريقة لعبهم الخاصة، التي تحتاج إلى أدوات وخطط حتى تميز اللاعبين وتظهر ما لديهم من مهارات قد تكون بعض المرات كامنة من خلال زرع الثقة في اللاعب من قبل المدرب، ولو نعود إلى سيرة المدربين الناجحين نجد أنهم حصلوا على البطولات وتحقيق الألقاب وحققوا الرغبات بطريقتهم الخاصة وفكرهم المتفرد. مهما امتعض الإعلاميون في حديثهم، وسخط الصحافيون في كتاباتهم، وأبدى المحللون الفنيون ردات الفعل تجاه أسلوب المدرب وطريقته، واحتجاج الجماهير على التشكيلة، فجميعهم سينسون كل ما قيل من كلام سلبي عندما يحقق منتخبهم الفوز المقرون بالمستوى الجيد والنتيجة المبهجة. الغالبية العظمى لم يكونوا مقتنعين باختيارات مدرب منتخبنا الوطني الإيطالي روبرتو مانشيني التي كانت تضم في معظمها عناصر شابة، يرون أنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية ونحن نخوض في غِمار منافسات التصفيات الآسيوية والعالمية مع قرب بطولة القارة قريباً. عرفنا مانشيني مع منتخب بلاده عندما عمل بطريقته بضمه العناصر الشابة نجح وأنجز، وكذلك مع الفريقين العملاقين إنتر ميلان ومانشستر سيتي عندما أعطوه الصلاحية الكاملة أضاف لتاريخه ونفسه نجاحات جمة. وقد ينجح مع منتخبنا عندما يعمل بطريقته الخاصة. ما أقدم عليه الإيطالي الكبير مع منتخبنا في الآونة الأخيرة بدمجه العناصر الشابة، والزج بهم كأساسيين على حساب لاعبين ذَوي خبرة لم يتم استدعاؤهم في المعكسر المنقضي مؤخراً تؤكد على شجاعة المدرب في الخوض في هذه المغامرةِ القوية. أنا من ناحيتي أهنئ المدرب القدير مانشيني ليس في تحقيق انتصارات في بداية مشوار التصفيات في مباراتين أوزبكستان والأردن، بل لأنه أحسن التوقيت المناسب في إشراك المواهب الشابة، وعرف كيف يمنحهم الفرصة والثقة ليكونوا رافداً مهماً لباقي المشاركات في التصفيات الآسيوية والعالمية وكأس القارة التي ستقام بعد فترةٍ بسيطة في العاصمة القطرية الدوحة. ختاماً: «المدرب الشجاع هو من يتخذ قراراته دون خوف من كلام الإعلام وردة فعل الجمهور، خاصةً إذا كان واثقاً من عمله في سبيل تحقيق النجاح». حسين البراهيم