نعيش منذ التاسع والعشرين من أكتوبر آفاقاً جديدة في عالم الطب من خلال ملتقى الصحة العالمي التي تستضيفه أراضي المملكة العربية السعودية وهو المؤتمر الأضخم من نوعه على مستوى العالم، حيث يمثل الملتقى تجربة فريدة وغنية وغامرة تجمع نخبة النخبة من أفضل المتخصصين والقائمين على برنامج الرعاية الصحية وكذلك خبراء صناعة العافية والصحة والمنظمات الرائدة في شتى المجالات الصحية من جميع أنحاء العالم. حيث تعمل هذه الفعالية كجسر تواصل بمفهوم ورؤية غير مماثلة لكي يتشارك الأفراد والمنظمات المتشاركة في الرؤى والطروحات لبحث سبل التعاون والاستفادة والتطوير وتبادل المعرفة والعلم ونمو الأعمال على كافة المستويات وفتح سوق جديدة تبادلية بين الأطراف المتعاونة. في هذه النسخة من الملتقى العالمي وبما يليق مع قيمة وقامة مملكتنا العزيزة، كان مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات هي الوجهة الأمثل للاستضافة بما يتماشى مع الرؤية الثرية للمملكة وانعكاساً لحاضرها الباهر ومستقبلها الأكثر إشراقاً، فقد تم توسيع نطاق المعرض ليستوعب مساحات أكثر وفرصاً أكبر لكافة الأفراد والمنظمات باختلاف مستوياتها، كذلك لاستيعاب أحداث استثنائية ومثالية تتمثل في عرض وبيان الأجهزة والابتكارات والأساليب الحديثة في عالم صناعة الرعاية والصحة العالمية. يتيح الملتقى العالمي للصحة فرصة التعرف واستشراف المستقبل، وطرح أكثر من مئة متحدث مرموقين على كافة مستويات صناعة الصحة العالمية تغطي كلماتهم ومشاركاتهم كافة جوانب هذه الصناعة من تطوير الصناعة ومستقبل الصحة الوقائية وكذا التمريض والرعاية الصحية المصاحبة، والأنظمة الصحية، والتطور التكنولوجي وجودة النظام الصحي والتحكم ومكافحة العدوى، والتطورات في شتى المجالات ذات العلاقة، حيث ابتدأ معالي وزير الصحة المؤتمر بطرح مشروع التأمين الصحي للمواطنين خلال السنوات القريبة دعماً لتوجه رؤية 2030. استمرت النقاشات منذ اليوم الأول واستمرت لثلاث أيام تطرح التوجهات والرؤى المستقبلية والمعوقات الحالية والبحث في نطاقات التحسين الممكنة في علم الجودة الخاص بالرعاية الصحية، وما يواجه النظم الصحية من مشكلات تمويلية والحاجة إلى مداخيل من أجل التحسين والتطوير، فعلى هامش المؤتمر كان هنالك 8 منتديات مباشرة شخصية تتيح فرصة مقابلة وإنشاء أواصر مع رواد المجال والاستفادة من خبراتهم والتعلم منهم. كذلك هنالك أكثر من 30 جلسة تفاعلية تغطي الأفرع المختلفة التي تم ذكرها. تناول الملتقى كذلك دور التطوير والابتكار في التحول الحالي والمستقبلي تجاه نظام صحي أكثر ثباتاً واستقراراً دون التخلي عن كامل مسؤوليته البيئية والاجتماعية على حد سواء، وهذا الأمر نراه متوحداً مع الرؤى والآفاق التي بدأ الاهتمام بها يتزايد في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بصناعة العافية وهذا المفهوم الذي بدأ يحتل جزءاً متوقعاً له أن يزداد في المستقبل القريب بكونه نوعاً جديداً من أنواع السياحة العلاجية والاستشفائية وجعلها لاعباً رئيساً في مجال السياحة العلاجية والاستشفائية ومركز ثقل كبيراً في صناعة الرعاية الصحية بشكل عام، وكذلك للفت أنظار المستثمرين وتشجيعهم على ضخ الأموال وبدء المشروعات في مجال الصحة والعافية، كما أشار مدير برنامج تحول القطاع الصحي د. خالد الشيباني خلال ندوة تتحدث عن التحول الصحي في المملكة. كما هدف الملتقى إلى جذب المستثمرين عن طريق عرض رحلتهم الاستثمارية وتوفير منصة مخصصة لهم وتبسيط الإجراءات ومنح التسهيلات، حيث يوضح وجود وزارة الاستثمار أهم المحطات والمسار الذي ستتبعه رحلتهم من استصدار التصاريح والالتزامات والاشتراطات وكذلك إطلاعهم على التحديثات الجديدة في القوانين المنظمة. نسخة هذا المؤتمر على الأراضي السعودية مختلفة وتحمل في طياتها تجربة غنية وفريدة للغاية سواء على جانب الموضوعات والنقاشات المطروحة أو المستحدثات الجديدة التي تتفرد بها نسخة هذا الملتقى من مناطق مختلفة، والتي تدعم بصددها رؤية المملكة وتصيغ رؤيتها في إطار التحول نحو نهضة صحية أكثر شمولية على المستوى التنظيمي أو الاستثماري أو التقني أو الريادة في مجالات طبية معينة بعينها وكذلك المجالات الأخرى المخدمة والمحيطة بالمجال الصحي. هنالك أكثر من 70 شركة ومؤسسة مختلفة من 20 دولة على مستوى العالم تشارك في هذه النسخة من الملتقى العالمي، كذلك العديد من الرعاة الذين يهدفون إلى تعظيم الاستفادة وطرح رؤياهم وتعزيز سبل التعاون في المجال الصحي والرغبة في الاستثمار في مشروعات تدور في فلك رؤية 2030، وهذا أمر يعظم للمملكة أقصى قدرات الاستفادة الممكنة، لا سيما باستحداث منطقتي الاستثمار والتحول اللتين خصصتهما وخططت لهما المملكة والقائمون على المؤتمر وقد برعوا في ذلك.