النقل التلفزيوني.. صداع مزمن!

ما زال النقل التلفزيوني لمسابقاتنا المحلية يشكل صداعًا مزمنًا لكل المهتمين بشأن الرياضة السعودية، إذ لم يواكب بعد النقلة التاريخية التي تمر بها رياضتنا وأوصلتها إلى مكانة عالمية حتى أصبحت ملاعبنا محط أنظار العالم، خصوصًا بعد تواجد النجم الكبير كريستيانو رونالدو الذي يحظى بشعبية كبيرة حول العالم، جعلت محبيه يحرصون على مباريات دورينا بسبب لعبه في صفوف النصر، منهم من تواجد في المدرجات، وآخرين اكتفوا بمشاهدته تلفزيونيًا.
والحديث هنا عن أمور عدة، من بينها جودة الصورة، وكفاءة النقل، والجرافيكس، وعدد الكاميرات، وعمل المخرجين خلال المباريات، فليس من المنطق أن يُفاجأ المشاهد في عام 2023م بانقطاع البث خلال المباراة لسبب فني، ومن غير المقبول أن يعجز الحكام وحتى المحللون التحكيميون في اتخاذ قرار حول لقطة تحكيمية بسبب عدم كفاية الكاميرات، ولا يمكن قبول عمل بعض المخرجين الذين يتجاهلون لقطات مهمة، يتفوق عليهم فيها هواة في المدرجات سواء كانوا من صناع المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى جماهير، سواءً كانت لقطات جدلية أو حتى تلك التي تظهر جمالية مدرجات الأندية، وتفاعل الجماهير، وهي المشكلة التي لم يسلم منها مدرج نادٍ معين، وتضرر منها الجميع!
فالمليارات التي تُضخ في الكرة السعودية يجب أن يواكبها نقل تلفزيوني لا يقل عن ذلك الذي نراه في الملاعب الأوروبية، وهذا يتطلب عملا كبيرا على هذا الملف من قبل المسؤولين، فما رأيناه هذا الموسم يفترض ألا يتكرر في الموسم المقبل، لا سيما وأنه سيتواجد في أنديتنا نجوم عالميون آخرون، من شأنهم زيادة شعبية بطولاتنا، وانتشار دورينا بشكل أكبر عالميًا، كما أن نقل مباريات المسابقات الكروية السعودية على قنوات أجنبية أو حتى عربية يزيد الحمل على المسؤولين في هذا الملف الذي أشبع طرحًا، فالمشاهد الأوروبي مثلًا لا يمكن أن يرضيه أي نقل تلفزيوني، لأنه يشاهد المباريات بجودة عالية، وليس لديه استعداد لمتابعة لقاء كروي في التلفزيون أو حتى التطبيقات بجودة أقل من تلك التي تعوّد عليها، هذه النقطة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار إن أردنا انتشارًا واسعًا لدورينا ومبارياته.