قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الاثنين إن عدد القتلى في تركيا جراء الزلازل الكبيرة التي وقعت الشهر الماضي ارتفع إلى 48448 قتيلا، وذلك في الوقت الذي تسارع فيه السلطات لإنشاء مدن من الحاويات لإيواء المشردين من الكارثة على المدى الطويل. وارتفع إجمالي عدد القتلى، بما في ذلك من لقوا حتفهم في سورية، إلى أكثر من 54 ألفا. وقال صويلو في مؤتمر صحفي في ملطية، أحد الأقاليم التي ضربها الزلزال، إن 6660 أجنبيا، معظمهم من السوريين، لقوا حتفهم في تركيا جراء الزلازل، مضيفا أن السلطات ما زالت تحاول تحديد هوية 1615 ضحية. وتسبب الزلزال والهزات القوية اللاحقة له في إصابة أكثر من 115 ألف شخص في تركيا وتشريد الملايين الذين لجؤوا إلى الاحتماء في الخيام أو الانتقال إلى مدن أخرى. وتعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بإعادة بناء المنازل في غضون عام، لكن الأمر سيستغرق عدة أشهر قبل أن يتمكن الآلاف من مغادرة خيامهم أو الحاويات التي يعيشون فيها والتخلي عن الاصطفاف يوميا من أجل الطعام والانتقال إلى مساكن دائمة. وقال صويلو إن الحكومة تعتزم تشييد 115585 حاوية لإيواء أكبر عدد ممكن العائلات في 239 موقعا بالمنطقة المتضررة، مضيفا أنه جرى إنشاء 23 موقعا حتى الآن تضم 21 ألف حاوية ويعيش فيها 85 ألف شخص. وقال إنه تم نصب 433536 خيمة منذ وقوع الزلزال في 354 موقعا، مضيفا أنه سيتم منح الشركات أماكن عمل مؤقتة جديدة في الأيام العشرة المقبلة. وقال صويلو إنه جرى إزالة أنقاض 5321 مبنى من أصل 36257 مبنى انهار جراء الزلازل، بينما جرى هدم ستة آلاف مبنى من أصل 18219 مبنى كان من المقرر هدمها فورا وإزالة أنقاضها. وقال إن المباني المنهارة وتلك المقرر هدمها فورا تمثل 25 بالمئة فقط من أعمال الهدم والإزالة، بينما تشكل المباني الأخرى المتضررة بشدة والتي تحتاج إلى هدم وإزالة أنقاضها ما يصل إلى 75 بالمئة. من جانب آخر قالت لجنة تحقيق عينتها الأممالمتحدة أمس الاثنين إن المنظمة الدولية والنظام السوري وجهات أخرى يتحملون مسؤولية تأخر وصول المساعدات الطارئة إلى السوريين بعد الزلزال الذي وقع الشهر الماضي. ويأتي هذا الاتهام في وقت تتعرض فيه الأممالمتحدة لانتقادات متزايدة بسبب دورها في أعقاب الزلزال الذي أسفر عن مقتل نحو ستة آلاف في سورية، معظمهم في الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة قرب الحدود التركية. وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو في بيان إنه "رغم وجود الكثير من الأعمال البطولية وسط المعاناة، فقد شهدنا أيضا إخفاقا بالجملة من جانب الحكومة والمجتمع الدولي بما في ذلك الأممالمتحدة في توجيه المساعدات الضرورية بسرعة إلى السوريين الذين هم في أمس الحاجة لها". وأضاف البيان أن هذه الجهات أخفقت في التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية والسماح بعبور المساعدات المنقذة للحياة من خلال أي طريق ممكن، مما جعل السوريين يشعرون "بالخذلان والإهمال ممن يفترض منهم حمايتهم في أحلك الأوقات". وتقول النظام السوري إنه يتعين أن تمر المساعدات الإنسانية عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها، لكن يُسمح بعبور إمدادات إلى منطقة الشمال الغربي عبر الحدود مع تركيا بموجب آلية يقرها مجلس الأمن الدولي.