استأنف التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورياته المعتادة في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمالي سورية، بعد تقليصها إثر الضربات الجوية التركية على المنطقة، وفق ما أفاد مصدر عسكري كردي. حيث انطلقت دوريات للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في اتجاهين مختلفين من قاعدة رميلان في شمال شرق البلاد، برفقة مقاتلين من قوات سورية الديموقراطية. ورافقت كل دورية عدة مدرعات، رفعت الأعلام الأميركية ورافقها سيارات عسكرية لقوات سورية الديموقراطية، وجالت إحداها في قرى متاخمة للحدود التركية قرب مدينة المالكية الحدودية، فيما توجهت الاخرى شرقاً باتجاه الحدود العراقية. وقلّص التحالف الدولي دورياته إثر الضربات التركية، التي استهدفت بدءاً من 20 نوفمبر مواقع سيطرة قوات سورية الديموقراطية، وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، وعلى وقع تهديدات أنقرة بشن هجوم بري وشيك في المنطقة. وقال مصدر عسكري كردي، طلب عدم الكشف عن هويته، "استأنف التحالف الدولي بالتنسيق مع قوات سورية الديموقراطية دورياته المعتادة في شمالي شرق سورية، بعدما قلصها إثر الضربات التركية على المنطقة". وتراجعت الدوريات، وفق المصدر، من 20 دورية أسبوعياً، إلى نحو خمس أو ست تقريباً بعد الضربات التركية. وقال "لم يتوقّف التنسيق بين قوات سورية الديموقراطية والتحالف، لكنه تراجع مع تقليص الدوريات، وحاجة قوات سورية الديموقراطية للتركيز على التصدي للتهديدات التركية وحماية مناطقها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تسيير دوريات أيضاً في محافظة دير الزور (شرق). ومنذ شنّت تركيا ضرباتها الجوية ثم تهديدها بشن هجوم بري، حثّت قوات سورية الديموقراطية واشنطن على اتخاذ موقف أكثر "حزماً" لمنع أنقرة من تنفيذ تهديداتها. وأبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، نظيره التركي خلوصي أكار أنّ واشنطن "تعارض بشدّة" شنّ أنقرة عملية عسكرية، ودعاه إلى خفض التصعيد، وفق ما أعلن البنتاغون. وحذّرت قوات سورية الديموقراطية من أن التصعيد التركي، يعرقل حملات ملاحقة التنظيم المتطرف، التي تضطلع بها مع التحالف الدولي، بعدما طال القصف مواقع تابعة لها، بينها قاعدة مشتركة مع التحالف ونقطة حراسة في مخيم الهول، الذي يضم عشرات الآلاف من النازحين وأفراد عائلات مقاتلي التنظيم. وقال عضو القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية محمود برخدان، "استهدفت تركيا مقاتلينا الذين كانوا يعملون بشكل مباشر مع التحالف الدولي في مخيم الهول، وكذلك القاعدة العسكرية المشتركة شمال الحسكة، ما أدى إلى وفاة عدد من المقاتلين". وأضاف "اضطررنا إلى وقف العمليات ضد خلايا داعش لأيام عدة، لكننا اليوم بدأنا بإعداد جدول جديد للبدء بعمليات ملاحقة داعش، بالتنسيق والاشتراك مع التحالف، اعتباراً من يوم السبت. والتحالف الدولي هو الداعم الرئيس لقوات سورية الديموقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنّفها أنقرة منظمة "إرهابية" وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود. وتنتشر بضع مئات من قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ويتواجدون في قواعد في محافظة الحسكة والرقة (شمال) ودير الزور.