نار «الأصلية» أم هجير «التشاليح» ؟    492 ألف برميل نفط يومياً وفورات يومية    مقامة مؤجلة    هوس «الترند واللايك» !    صعود الدرج.. التدريب الأشمل للجسم    تقنية مبتكرة لعلاج العظام المكسورة بسرعة    التنفس بالفكس    أمير حائل يرفع التهنئة للقيادة نظير المستهدفات التي حققتها رؤية المملكة 2030    مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل يهنئ القيادة نظير ماتحقق من مستهدفات رؤية 2030    افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة    أمير جازان ونائبه يهنئان القيادة بما تحقق من إنجازات ومستهدفات رؤية المملكة 2030    60 مزارعا يتنافسون في مهرجان المانجو    هيئة السوق المالية تصدر النشرة الإحصائية للربع الرابع 2023م.    الصحة: رصد 15 حالة تسمم غذائي في الرياض    "أوبرا زرقاء اليمامة" تبدأ عروضها بحضور عالمي    الهمس الشاعري وتلمس المكنونات    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه أوزبكستان في ربع نهائي كأس آسيا    أمين الرياض يحضر حفل السفارة الأميركية    تحول تاريخي    المملكة تبدأ تطبيق نظام الإدخال المؤقت للبضائع    العين يكشف النصر والهلال!    تشجيع الصين لتكون الراعي لمفاوضات العرب وإسرائيل    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    فلسطين دولة مستقلة    محمية الإمام تركي تعلن تفريخ 3 من صغار النعام ذو الرقبة الحمراء في شمال المملكة    الفيحاء يتجاوز الطائي بهدف في دوري روشن    تفكيك السياسة الغربية    القيم خط أحمر    لو ما فيه إسرائيل    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس جمعية «قبس»    مقال «مقري عليه» !    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة أمام الرياض    الكشف عن مدة غياب سالم الدوسري    أرامكو السعودية و«الفيفا» يعلنان شراكة عالمية    ريال مدريد في مواجهة صعبة أمام سوسيداد    مانشستر سيتي يضرب برايتون برباعية نظيفة    النواب اللبناني يمدد ولاية المجالس البلدية والاختيارية    الهجوم على رفح يلوح في الأفق    سلمان بن سلطان يرأس لجنة الحج والزيارة بالمدينة    رئيس الشورى يرأس وفد المملكة في مؤتمر البرلمان العربي    حزمة الإنفاق لأوكرانيا تشكل أهمية لمصالح الأمن الأمريكي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال82 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية    أمير القصيم يثمن دعم القيادة للمشروعات التنموية    إطلاق برنامج تدريبي لطلبة تعليم الطائف في الاختبار التحصيلي    مريض سرطان يؤجل «الكيماوي» لاستلام درع تخرجه من أمير الشرقية    "ذكاء اصطناعي" يرفع دقة الفيديو 8 أضعاف    مستشفى ظهران الجنوب يُنفّذ فعالية "التوعية بالقولون العصبي"    «رؤية 2030»: انخفاض بطالة السعوديين إلى 7.7%.. و457 مليار ريال إيرادات حكومية غير نفطية في 2023    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    استمرار هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة على المملكة    تسليم الفائزات بجائزة الأميرة نورة للتميُّز النسائي    أدوات الفكر في القرآن    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    النفع الصوري    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة على عتبة الريادة العالمية للطاقة المتكاملة وبالحلول التحولية العصرية

في غمرة احتفالات المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في 23 سبتمبر2022 تطوي عاما يدوي بمنجزات فريدة متلاحقة في شتى مناحي الحياة الكريمة الملهمة بعجلة الإنتاج المبتكر في شتى قطاعات الدولة، ولا سيما هيمنة قطاع الطاقة بمنظومته الضخمة ونقلاته المبهرة لعالم أكثر أمنا للطاقة السعودية الموثوقة بالإمدادات والحلول المستدامة لكافة مشكلات الطاقة في العالم.
وتقف المملكة بالفعل على عتبة ريادة العالم في الطاقة المتكاملة الشاملة للنفط والغاز الأقل انبعاثاً في العالم، والطاقات المتجددة بزعامة الشمسية، وتنافسية طاقة الرياح مروراً بالطاقة النووية التي اقرت المملكة بدء مشروعاتها السلمية لتوفير الطاقة النظيفة والطاقة الخضراء وقودا للصناعة والنقل إلى ان نجحت المملكة بتصدير الوقود الأخضر من الامونيا للعالم بدءا باليابان بصفقات شحن تواصل ابحارها، بعد ان نجحت وشرعت بصناعة واستخدام الوقود الأخضر الهيدروجيني وقودا للنقل.
في وقت لم تغفل قادة البلاد ما يتجلى للعالم من أزمات متفاقمة في الطاقة من شح الامداد وتطاير أسعار الوقود من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وكان تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله – وولي عهده الأمين على حرص المملكة على تعافي الاقتصاد العالمي، يتجلى في الجهود الريادية التي بذلتها، بالتعاون مع شركائها في تحالف أوبك بلس على أهمية الحفاظ على توازن أسواق البترول واستقرارها، منوهًا بدور اتفاق أوبك بلس التاريخي في ذلك، وأهمية المحافظة عليه.
قيادة سوق الطاقة
الأمر الذي ايقنه العالم بمحمل الجد، وهم يستمع مجدداً لنفس الثوابت الراسخة في عمق سياسة الطاقة السعودية العالمية حيث ايقن العالم عظم المهام التي يوكلها العالم على عاتق المملكة في قيادتها التاريخية لسوق الطاقة العالمي بالسياسات البترولية الحكيمة والرؤى السديدة بعيدة المدى لآفاق النفط وأسواقه بسلسلة ملاحم واساطير دونها التاريخ القديم ويدونها الحديث بأعظم الانتصارات في اصعب الأوقات.
وكان للمؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الدور الرائد التاريخي العظيم في نهضة الأمم ورقي حياة شعوب العالم حينما دشن بيديه الكريمتين، الثورة الصناعية السعودية البترولية الهائلة باكتشافات النفط الخام وبدء المملكة رفد بلايين سكان العالم بوقود الحضارة من البترول السعودي بخاماته المتعددة وإطلاق شحنة الزيت الأولى في مايو 1939، والتي كانت حدثاً بالغ الأهمية للعالم الذي ادار بوصلته صوب المملكة التي بدأت تنتقل بسرعة مذهلة من صناعة الطين، والتبن، واللٌبًن، والتمر وغيرها من الصناعات اليدوية البسيطة، إلى صناعة الطاقة ورسم معالمها وتشكيل مستقبلها.
وكان اعتراف المجتمع الدولي بالمملكة في السنة الأخيرة للحرب العالمية الثانية كمورد رئيس للزيت، قد أضاف بعداً جديداً إلى مكانتها الرفيعة في المجتمع الدولي ومع بدء جهود البناء أصبح زيت المملكة الوقود الرئيس للانتعاش والتطور الأوروبي حتى أن حكومة الولايات المتحدة سارعت إلى زيادة حضورها الدبلوماسي في المملكة.
وفي العام 1938 تدفق باكورة إنتاج النفط بكميات تجارية من بئر الدمام رقم 7 التي أطلق عليها اسم "بئر الخير". فيما بدأ العالم أكثر تعطشاً لمصادر الطاقة الهائلة التي وهبها الله المملكة من ثروات النفط الخام والغاز الطبيعي التي تنامت اكتشافاتهما في عديد المواقع الشرقية من المملكة التي ترسخت قدراتها الإنتاجية حتى تمكنت من تحقيق رقم قياسي في إنتاج النفط الخام بلغ 500 ألف برميل في اليوم في عام 1949، وذلك بعد تسمية عملاقتها النفطية، شركة الزيت العربية الأمريكية "أرامكو".
ومع غزارة تدفق إنتاج البترول السعودي، أصبح من الضروري على شركة أرامكو أن توسيع نطاق أعمالها في قطاع التوزيع أيضًا. ففي عام 1950، أنجزت الشركة خط الأنابيب عبر البلاد العربية "التابلاين" الذي يبلغ طوله 1,212 كلم والذي يعد الأطول في العالم ويربط المنطقة الشرقية في المملكة بالبحر الأبيض المتوسط مما أسهم في اختزال زمن وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا بشكل كبير. وبعد عامين من التنقيب في مياه الخليج العربي الضحلة، اكتشفت الشركة حقل السفانية في عام 1951م والذي يعد أكبر حقل نفط بحري على مستوى العالم. وفي عام 1958م، تجاوز إنتاج شركة أرامكو من النفط الخام مليون برميل في سنة تقويمية واحدة.
وبحلول عام 1962م، حققت الشركة إنجازًا مهمًا آخر، حيث بلغ الإنتاج التراكمي للنفط الخام 5 بلايين برميل. وبحلول عام 1981م، وللمرة الأولى تجاوز شحن النفط الخام والمنتجات البترولية من الفرضة البحرية في رأس تنورة بليون برميل سنويًا. وطوال سبعينيات القرن العشرين، لم تنحصر جهود الشركة في إثبات مكانتها كقوة اقتصادية للمملكة فحسب، بل تضمنت أيضًا احتضانها للتراث السعودي.
وفي عام 1973م، اشترت الحكومة السعودية حصة قدرها 25 % في أرامكو وزادت هذه الحصة لتصل إلى 60 % في العام التالي. وفي عام 1980م، امتلكت الحكومة السعودية شركة أرامكو بأكملها لتنشئ بعد ثمانية أعوام شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) رسميًا، لتكون شركة جديدة تتولى جميع مسؤوليات شركة أرامكو بقيادة معالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، الذي أصبح أول رئيس سعودي للشركة في عام 1984م، ثم أول رئيس لأرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين في عام 1988م.
قيادة أزمات الطاقة
واليوم يضع العام اجمع ثقته في المملكة العربية السعودية بحسن قيادتها لكافة ازمات الطاقة في العالم على مر التاريخ بأكبر الانتصارات لحلول الطاقة، بعد نجاحها في تأسيس وقيادة أكبر تحالف نفطي عالمي مشترك في تاريخ البشرية المتمثل في تحالف أوبك بلس ويضم منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، ودول أخرى منتجة رئيسة من خارج المنظمة ليشكل انتاج المجموعة نحو نصف الإنتاج العالمي للنفط.، معززة بقوة القيادة السعودية التي لطالما اوجدت الحلول المقنعة لأصعب فصول الصناعة، ويقود الان الازمة بنجاح برؤى سعودية متجددة الفكر مرنة المنهج في ضبط ايقاعات امدادات النفط المتزنة عرضاً وطلباً للسوق العالمية منذ الجائحة وحتى الحرب الان، بقوة 23 دولة برئاسة السعودية تمضي في اجتماعاتها الشهرية بنتائج وقرارات حازمة متوافقة عادلة تواكب تطورات أسواق النفط اليومية وتقلباتها الحادة إلى الاستقرار الذي تشهده اليوم امدادات الطاقة للسوق البترولية العالمية.
والمملكة اليوم في عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، يحفظهما الله، تشرق اليلاد بعهد جديد غير مسبوق من النقلات التنموية الاقتصادية الصناعية البترولية الشاهقة التي تغمر البلاد بالتقنيات السعودية المبتكرة والتكنولوجيا الحديثة النظيفة التي تدير أبار النفط والغاز وتجارته واستغلال قوة الابتكار لتطوير إنتاج الموارد التقليدية وغير التقليدية، وتطوير مزيج الطاقة الخاص بالمملكة استجابة للتغيرات في العرض والطلب، وتأسيس برنامج استدامة الطلب على البترول برئاسة ولي العهد.
قطاع الطاقة السعودي يهيمن بمنظومة ضخمة ونقلاته المبهرة عالمياً
ولكن الامر لم يقف عند ذلك الحد من القيادة السعودة الناجحة لإدارة سوقا الطاقة العالمي، بل بلغ الامر هموماً عالمية سعودية بيئية تشريعية أكبر وأكثر ثقلاً في مشكلات انبعاثات الصناعة والطاقة العالمية تحملها المملكة على عاتقها بكل ثقة واقتدار ووضعت الحلول العاجلة المساعدة في حماية كوكب الأرض من شتى الاضرار، لتنجح المملكة بالتعهد بقيادة زمام الاقتصاد الدائري للكربون الذي بادرت به المملكة واقرته مجموعة العشرين بالرياض والقمم التالية.
وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان فيما يتعلق بالطاقة وأمن إمداداتها تحديداً: كان اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة العشرين، الذي عُقد تحت مظلة رئاسة المملكة العربية السعودية للمجموعة، في 27و28 سبتمبر 2020م، على خلفية التداعيات غير المسبوقة لجائحة كوفيد-19 على الاقتصاد العالمي، حاسما ومؤثرا، وذلك لأنه عبر عن الإدراك التام لدى الوزراء أن الأزمة قد أسهمت في زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية، من خلال تأثيرها القوي على موازين العرض والطلب، وتأثيرها كذلك على وصول الطاقة إلى مستهلكيها، وما نتج عن ذلك من آثار هائلة للجائحة على الشعوب والمجتمعات الأكثر عُرضةً للتضرر بها".
الدور المحوري للمملكة
تواصل المملكة دورها الريادي في قيادة سوق الطاقة العالمي للاستقرار، والازدهار إلى الابتكار في ظل ما تمثله المملكة من دور محوري في امن الطاقة العالمي لوفرة إمداداتها المأمونة والموثوقة لمختلف انحاء العالم بنحو 10 مليون برميل يوميا تضخها للسوق العالمي وفق التزاماتها بحصص امدادات النفط العالمية المشتركة في تحالف أوبك+.
وبالرغم مما يمثله تحالف أوبك+ من أهمية استراتيجية قصوى في قراراته لمصلحة الاقتصاد العالمي من تداعيات توازن واستقرار أسواق النفط العالمي، ونجاح المملكة في تأسيس وتنظيم وقيادة تحالف أوبك+ لبر الأمان، إلا ان المملكة تنظر لتحالف او تجمع نقطي تكنولوجي عالمي مماثل يحقق مثيل منجزات أوبك + التاريخية المتعددة، تجمع ما بين امن الطاقة العالمي بوفرة البراميل المطلوبة للسوق، مع غمرة التحول لنظم الطاقة الأكثر محافظة على كوكب الأرض في انتاج وتصدير النفط الخام الأقل انبعاثا للكربون بأحدث النظم التكنولوجية، إلا أن الأكثر اثارة في ثورة المملكة التحولية للطاقة النظيفة قدرتها على اقناع قمة العشرين بأهمية تحديد كافة الأنشطة والمصادر للانبعاثات الغازية والكربونية الضارة والتي تتجاوز مجرد صناعة النفط والغاز، بل تشمل شتى أنواع الصناعة والاعمال الانشائية الضخمة للمباني وعموم تعدد المصادر الملوثة المسببة للانبعاثات الكربونية.
التكنولوجيا في صميم الابتكار
ولفت وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى ان التكنولوجيا تعد في صميم الابتكار الحاسم في المستقبل مثل اقتصاد الهيدروجين، واستدامة الهيدروكربونات والبتروكيماويات وأنظمة الطاقة الذكية. وستكون تكنولوجيا الابتكار أمرًا حيويًا لأننا جميعًا نطلق المبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى توليد نصف احتياجاتنا من الطاقة المحلية من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 والطموحات للوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2060 وإذا ساعدتنا التكنولوجيا يمكننا حتى تحقيق ذلك الرقم قبل ذلك التاريخ.وقال سموه هذا كل ما في الأمر أننا سنقوم بإثبات التكنولوجيا ومن ثم نشرها لاحقًا. مع ذلك نعتقد أنه يمكننا أخذ زمام المبادرة. كما تعلمون أمثلة على الهيدروجين في عزل الكربون، وعزل الكربون عند التقاط الهواء، وكذلك الهيدروجين الأخضر وبالتأكيد الهيدروجين الأزرق، لدينا عوامل التمكين، ولدينا الإرادة، ولدينا القدرة، ولدينا المهندسين، ولدينا البرامج، ولدينا الشباب، فلا تقلل من شأن الشباب السعودي الطموح اليوم. لقد كنت شخصًا متميزًا للعمل مع آلاف الآلاف من الشباب والشابات في المملكة العربية السعودية. وأرى تصميمهم كل يوم، وأرى التزامهم كل يوم، وأرى إرادتهم ليكونوا من يحققون المستقبل.
واعترف العالم بنجاح المملكة في اقناع معظم صناعة الطاقة في العالم بإن التكنولوجيا الحديثة هي التي تحدد قوة مستقبل النفط وديمومته، وان اهتماماتها تتجاوز مجرد الإنتاج والتصدير لتصل لشغف الابتكار، وأنه وبقدر سعيها لاستكشاف مزيد من الثروات النفطية والغازية التي حباها الله، وهو بنفس القدر من الاهتمام باستكشاف التقنيات التي تجعل منه وقوداً أخضرا متداولا لكافة شعوب العالم، في إشارة إلى عمق الرؤية السعودية المتفائلة لمستقبل الطاقة وانه وبمقدورها تحقيق المعجزات في أفضل استخدامات الطاقة بالعمل الدولي المشترك المنظم الذي تحكمه المصلحة العامة واقتصادات الدول كافة، وجاءت مصادقة وزراء النفط في مجموعة العشرين في الرياض وروما على مبادرة المملكة للاقتصاد الدائري للكربون تأكيداً لما تعيشه البلاد من مراحل اقوى نضجاً وازدهاراً في صناعة الطاقة في أكبر معترك تكنولوجي تشهده صناعة النفط في العالم، من جهود سعودية استثنائية لجعل النفط المصدر الآمن الموثوق الأكثر موائمة واستدامة للبيئة، حيث تسعى المملكة لبرهنة ذلك بعد ان وجدت الاهتمام والقبول المعزز من وزراء الطاقة في الدول العشرين الأقوى اقتصاداً في العالم.
وكانت المملكة قد أعلنت عن منازلتها للكربون منذ عقود من المنبع للمستهلك بأقل الانبعاثات الكربونية التي تعهدت المملكة باحتوائها وإدارتها وتحويلها لمنتجات ذات قيمة عبر الاقتصاد الدائري للكربون، والاقتصاد الدائري للبلاستيك في أكبر معترك تكنولوجي تخوضه المملكة في تاريخ الصناعة.
وفي الوقت الذي تقود المملكة العالم في تحولات الطاقة النظيفة المستدامة ومصادقة قمة العشرين 2020 على تبني مبادرات المملكة الريادية الحيوية التي تشرّع التحول لنظم الطاقة الأكثر كفاءة ليس في خفض الانبعاثات، بل في منع تسرب انبعاثات الصناعة للغلاف الجوي واستغلالها بفتح اقتصاداً جديداً للكربون في رحلته التحولية المثيرة من حالته الضارة في حال اطلاقه في الجو، الى المنتج الصحي الخام ذو القيمة المضافة حين التقاطه وجمعه واستغلاله.
الأمر الذي يهيئ لبناء مصانع جديدة تستخدمه لقيما لإنتاج مواد كيميائية معينة ذات قيمة وطلب في أسواق البتروكيميائيات، بخلاف استخداماته الشاسعة والهامة التي تعزز انفتاح أكبر في تنوع مصادر اللقيم لدعم تنافسية الصناعة الكيميائية مثل ما يحدث الان في المملكة والتي شرعت في بناء معامل ومصانع خاصة لالتقاط التسربات الغازية من صناعة الغاز الطبيعي، والكربونية من صناعة النفط والبتروكيميائيات وجمعها وتخزينها وإعادة تدويرها وإزالتها.
ونجحت المملكة برفع سقف الطموح المأمول لمواجهة التحديات البيئية المرتبطة بالتغير المناخي، فقد رفعت مستوى إسهاماتها المحددة وطنياً، وذلك بتخفيض الانبعاثات بمقدار (278) مليون طن بشكل سنوي، بحلول عام 2030، كما أعلنت استهدافها للوصول للحياد الصفري في عام (2060) من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وبما يتوافق مع خطط المملكة التنموية، وتمكين تنوعها الاقتصادي، وبما يتماشى مع "خط الأساس المتحرك"، ويحفظ دورها الريادي في تعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية، وفي ظل تطوير وتطبيق التقنيات اللازمة لإدارة وتخفيض الانبعاثات.
مزيج الكهرباء
وأعلنت المملكة عن تفاصيل أكثر من 53 مبادرة تبنتها المملكة يفوق حجم استثماراتها بحوالي 185 مليار دولار، منها الوصول بالطاقة المتجددة بحصة 50% من الطاقة الإنتاجية لمزيج الكهرباء، ومبادرة البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، وبناء واحد من اكبر مراكز انتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، في مدينة نيوم، حيث تطمح المملكة لإنتاج أربعة مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر والازرق، وبناء أكبر مجمع لاحتجاز واستخدام وتخزين الكربون بطاقة تصل إلى 44 مليون طن، بحلول 2030.
تنامى تدفق الزيت
في وقت تنعم المملكة بتنامى تدفق عمليات الزيت الخام من الاف الابار إلى 60 معمل في البر والبحر تمر عبر خطوط الأنابيب ومنها إلى المستفيد النهائي إما للأسواق العالمية أو للمصافي المحلية. ويعتبر حقل الغوار النفطي الأكبر في الاحتياطيات في العالم بقدرة 3,8 ملايين برميل يومياً، فيما تعتبر بقيق أكبر منشآت أرامكو لمعالجة النفط في العالم بطاقة نحو 6 ملايين برميل يوميا.
لتحتل المملكة مكانتها التي تليق بها ضمن بلدان مجموعة العشرين التي تمثل أكثر من 80٪ من إجمالي الناتج المحلي في العالم، و75 % من التجارة العالمية، وحوالي 70 % من سكان العالم، وأن لقراراتها تأثير جذري، وأنها تعمل على خلق زخم لتعزيز جهود الإصلاح على الصعيدين الوطني والعالمي، وهي جديرة باستضافة اجتماع قمة العشرين في نوفمبر وكافة أعمالها على مدى العام 2020.
في الوقت الذي قاد سمو ولي العهد شخصياً أكبر ملفات الطاقة الاستراتيجية الصعبة في تاريخ المملكة بالحلول والتوافق والنجاح الباهر الذي يجمع دول العالم في اقتصاد واحد يحكمه البترول الذي لطالما ظلت قضاياه مستعصية. تولت المملكة أكبر قضايا معترك سوق الطاقة العالمي واضطراباته ونكساته بما فيها من تعرض صناعة البترول في العالم للانهيار بعد تهاوي الأسعار للسالب في أبريل 2020، وشاهد العالم كيف ترجو الدول العظمى المملكة لتتدخل في حلول الطاقة العالمية، وبالرغم من القوة البترولية الهائلة للولايات المتحدة وروسيا بصفتهما زعيما انتاج وتصدير النفط في العالم بعد المملكة وحصتهما تمثل نحو 26 % من إجمالي الإنتاج العالمي، إلا انهما اعترفا للعالم بأن الحل بيد المملكة لاستعادة استقرار السوق البترولية، وأن ليس هناك ثمة حلول في مجال الطاقة والبترول ان لم تكن الرياض عاصمته.
لقاء المؤسس الملك عبدالعزيز بالرئيس الأميركي روزفلت وتشكيل عهد جديد لمستقبل الطاقة
خادم الحرمين يدشن أحد مشروعات الطاقة
خطوط النفط القديمة
بدايات متواضعة لإنتاج النفط بالمملكة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.