توجه الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي، أمس الأربعاء لمدينة إزيوم بشرقى البلاد، التي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها مؤخراً، وقال: إن القوات استعادت المزيد من الأراضي من القوات الروسية. وإن علم أوكرانيا يرفرف مجدداً في منطقة خاركيف. وأضاف "نحن نتحرك في اتجاه واحد فقط، وهو الأمام حتى النصر". وأظهرت الصور زيلينسكي، وهو يقوم بتحية الجنود الأوكرانيين المشاركين في الهجوم المضاد للقوات الروسية. يشار إلى أنه تم استعادة إزيوم منذ أيام. وأن المدينة تعد منفذاً لمنطقة دونباس الصناعية، وكان يبلغ عدد سكانها أكثر من 40 ألف شخص قبل اندلاع الحرب. إلى ذلك حددت الحكومة الأوكرانية الضمانات الأمنية التي تعتبرها ضرورية للبلاد، بمجرد انتهاء حربها مع روسيا. وتنص الخطة التي وضعها رئيس الإدارة الرئاسية أندريه يرماك، والأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن، على ما يحتاج إليه الجيش الأوكراني من المعدات والتدريب من حلفائه الغربيين، لضمان قدرته على الدفاع عن سيادته في المستقبل. وتقترح الخطة، أن تضمن العديد من الدول الأوروبية، فضلاً عن الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا وتركيا، أمن أوكرانيا، وأن تواصل أوكرانيا جهودها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. في حين قالت أوكرانيا سابقاً إنها مستعدة للتخلي عن هدفها المنصوص عليه دستوريا، المتمثل في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مقابل وقف إطلاق النار، لكنها تقول الآن إنها مهتمة حصراً بالعضوية الكاملة، بدلاً من ضمانات أمنية أكثر تحرراً. الأرض تحترق من ناحية أخرى، حذر الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف، الذي أصبح واحداً من أكثر السياسيين المؤيدين للحرب في روسيا، من أن مقترحات أوكرانيا ستؤدي إلى "حرب عالمية ثالثة". وكتب مدفيديف على تليغرام: أن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي سيلزم الدول الأعضاء الأخرى بالدفاع عن أوكرانيا، مضيفاً أنه إذا كان الحلف يأمل في إضعاف روسيا بهذه الطريقة، فإنهم سيرون "الأرض تحترق". وفي هذا الصدد أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، انها ستزور كييف للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي كانت زوجته حاضرة في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ. وقالت فون دير لايين في خطابها عن حال الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي: "سأسافر إلى كييف للقاء الرئيس زيلينسكي لمناقشة استمرار المساعدات الأوروبية بالتفصيل". واقترحت فون دير لايين، التي زارت كييف مرتين منذ بداية الحرب، منح أوكرانيا وصولاً سهلاً إلى السوق الأوروبية الموحدة، ودمجها في منطقة الاتصال الجوال الحر، التابعة للاتحاد الأوروبي. كما أعلنت عن تمويل بقيمة مئة مليون يورو، للعمل على إعادة تأهيل المدارس مع السيدة الأولى لأوكرانيا. وكانت أولينا زيلينسكا وصلت إلى ستراسبورغ، واستقبلها البرلمان الأوروبي بتصفيق حاد، وستعود إلى كييف مع فون دير لايين. وحذرت فون دير لايين، من أن رفع العقوبات ليس مطروحًا الآن، مؤكدة أن الوقت هو وقت التصميم وليس التهدئة. وأضافت: سنخضع لاختبار مؤلم من قبل أولئك الذين يريدون الاستفادة من أي انقسام بيننا، هذه حرب على أمن طاقتنا وعلى اقتصادنا ومستقبلنا، انها حرب ضد الديموقراطية. يذكر أن الاتحاد الأوروبي قدم دعماً بأكثر من 19 مليار يورو من المساعدات المالية لأوكرانيا منذ بداية الصراع، وفرض عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا. وفي سياق ذلك، أفاد تقييم لمحللي الاستخبارات البريطانية، أن موسكو استخدمت طائرات مسيرة إيرانية، خلال حربها في أوكرانيا. إسقاط طائرة إيرانية وقال محللون تابعون لوزارة الدفاع البريطانية في تقريرهم اليومي أمس الأربعاء، إن روسيا تشتري أسلحة من الدول التي تخضع لعقوبات مثل إيران وكوريا الشمالية، في ظل نقص مخزونها. وكتب المحللون في تقرير جاء بعد يوم من تصريح أوكرانيا، أنها أسقطت طائرة مسيرة من طراز شاهد -136 بالقرب من مدينة كوبيانسك، بشمال شرق البلاد في هجوم مضاد، أنه من المرجح أن تكون موسكو قد استخدمت طائرات مسيرة في أوكرانيا لأول مرة. وأضاف التقرير" إسقاط طائرة شاهد-136 بالقرب من الخطوط الأمامية، يشير إلى احتمالية حقيقية أن روسيا تحاول استخدام هذا النظام لتنفيذ هجمات تكتيكية، بدلا من استخدامها ضد مزيد من الأهداف الاستراتيجية داخل الأراضي الأوكرانية". ويأتي هذا التقييم، في الوقت الذي تقول فيه القوات الأوكرانية أنها تحاول دفع نظيرتها الروسية الى مناطق بالشرق، سيطرت عليها موسكو في فبراير الماضي.