تنفرد المملكة بنكهة خاصة في احتفالاتها ومناسباتها، والتي تميز جميع تفاصيلها، ومن بينها أحد أهم أيام العام يوم العيد، وهو اليوم الذي يدخل البهجة والسرور على مدن البلاد والعائلة والأحبة، وتعمّها أجواء المودّة، ما يجعل أجواءها متميزة بكل ما فيها، الملابس الجديدة والألعاب الجميلة والحلوى والهدايا والنزهات والزيارات العائلية والرجوع إلى منبع الفرد منا، في مختلف بقاع البلاد، حيث يرسم قضاء العيد في الديرة أحد أهم أشكال الامتنان والوحدة العائلية وصورتها بشكلها الخلاب، وذلك بالرجوع إلى الديار، حيث البساطة والعائلة، ونكهة الوحدة، ومزج روح العيد بعبق الماضي، ويحرص العديد من الناس على الرجوع إلى "ديارهم" من مختلف أنحاء المناطق في البلاد، حيث العائلة، ويكون ذلك في العشر الأواخر الرمضانية، مما يجعل تلك المدن والقرى في عيد الفطر المبارك تضج وتحيا بالعادات والتقاليد التي اتخذها الآباء والأجداد لتضفي على العيد لوناً جمالياً يحمل معه الفرحة والبسمة على الجميع، فبعد أن يتجمع الناس لأداء صلاة العيد في مصلياته، ويتبادل المصلون التهاني والتبريكات فيما بينهم تبدأ أجمل وأدق التفاصيل، حيث تأسرنا عيون كبار السن وحاجتهم للاهتمام وسماع الكلمة الطيبة وزيارتهم في العيد، ولهذا الاهتمام الذي يحمل مزيجاً من البهجة ولذة مختلفة للتلاقي الاجتماعي وهي أحد أهم الأيام التي يعيشها الفرد المسلم، وبعد الانتهاء من صلاة العيد تجتمع العائلة يداً بيد، ويقوم الجميع بتبادل التهاني، والتواصل والتعبير عن الفرحة، ولا يكتمل العيد في كل عام، إلا من خلال العيدية بيد الأطفال، فهي أكثر التفاصيل المهمة بالنسبة لهم، والعيدية أكثر ما ينتظره الأطفال ويضعون توقعاتهم لحجم ما سيحصلون عليه، ويخططون لإنفاقها قبل العيد بأيام، ويفتخرون بمن حصل أكثر على هذه "الهدايا" القيّمة من الأبوين والجدّين والأقارب، وهي نوع من مشاركة الكبار لفرحة صغارهم بحلول العيد وتجسيد للعطاء، حيث يحصل عليها الطفل أثناء القيام بالواجبات الاجتماعية والتي في الوقت نفسه توثق الصلة بالآخرين وتقوّي عندهم روح القربة وتعزز لديهم صلة الرحم. قيم وأصالة العيد بهجة وفرحة وسعادة ينتظرها الناس للاحتفال به واستقباله، بل ويعدونه فرصة للشعور بدفء العائلة وزيارة الأقارب، وقضاء أجمل اللحظات والأوقات معهم، إلى جانب حضور المجالس العائلية لتبادل التهاني، وتناول حلويات العيد ووجباته المتنوعة، ورؤية سعادة الأطفال في أعينهم لا تكتمل من دون العيدية، كما أن العيد يحمل بعض العادات التي تختص به في بعض المناطق والتي تعطي طعماً ولوناً مختلفاً عن المناطق الأخرى، ولكن رغم الاختلاف إلا أن روح الوحدة والبهجة التي تملأ شوارع الديار كفيلة بأن تلغي أي اختلافات، فالجميع يتشارك السلام والتهنئة، وهذا ما يجسده وجود الأطفال لأخذ حلوى العيد من الكبار وبهجتهم بها في المساجد، وسلام كل من في المساجد على بعضهم، كما أن أهم معالم استقبال العيد هو لبس الزينة والملابس الجديدة التي يتحلى الفرد منا بها ابتهاجا بهذا اليوم، ولبس الأطفال الملابس الجديدة من الثياب، كما أن أحد الأساسيات هو تزيين البيوت التي تفوح رائحتها بالبخور ابتهاجاً بالعيد.