لم يحمل الدور ربع النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين أي مفاجآت، من خلال تأهل الفيحاء والاتحاد والهلال والشباب، على حساب الباطن والتعاون والنصر والأهلي، وأصبحت الفرق الأربعة المتأهلة على بعد خطوة وخطوتين من تحقيق مكاسب عدة تحملها البطولة الأغلى في مسابقاتنا المحلية، وتجعلها مغرية للجميع، وهذا ما يبرر ردود أفعال النصراويين والأهلاويين بعد خروجهم المُرّ. فالمتأهل للمباراة النهائية سيضمن مقعدًا في النسخة المقبلة من بطولة السوبر السعودي بعد أن عدّل اتحاد القدم نظامها وأصبحت تضم أربعة فرق بطل ووصيف الكأس والدوري، وهذه فرصة أخرى لدخول سباق المنافسة على بطولة جديدة بالإضافة إلى كأس خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى جائزة مالية لن تقل عن أربعة ملايين ريال. أما البطل فسينال غنائم عدة، من خلال التتويج باللقب، بالإضافة إلى جائزة البطل التي تُعد الأثمن عشرة ملايين ريال، ومقعد آسيوي مباشر في النسخة المقبلة، بالإضافة إلى لعب بطولة السوبر. كل هذه المغريات زادت من إثارة الدور ربع النهائي الذي شاهدناه حافلًا بالأحداث، وستزيد أيضًا الإثارة في الدور نصف النهائي، كون الفرق الأربعة ستقاتل من أجل بلوغ النهائي الذي سيحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين. ومخطئ من يعتقد بأن مهمة الاتحاد ستكون سهلة أمام الفيحاء، لاعتبارات عدة أبرزها أن مباريات الكؤوس مليئة بالمفاجآت، كما أن الفيحاء يقدم كرة قدم جميلة هذا الموسم رغم صعوده، جعلته يؤمن وضعه في سلم الترتيب ويبتعد عن منطقة خطر الهبوط، وهنالك حافز إضافي له بتأهله لأول مرة في تاريخه إلى النهائي، وإمكانية عمل ما فعله جاره وغريمه التقليدي الفيصلي الذي توج باللقب في النسخة الأخيرة. على الطرف الآخر ينتظرنا "دربي" مثير في الجهة الأخرى بين الشباب والهلال، فالليث سنحت له فرصة لرد اعتباره من الهلال الذي جرحه قبل أيام بخماسية، وذلك بالفوز عليه وحرمانه من البطولة، أمام الزعيم فيبحث عن تأكيد تفوقه واكتساحه لمبارياته مع الشباب منذ 2015م. في آخر أربع نسخ تنوع أبطال كأس الملك، بدءًا من الاتحاد مرورًا بالتعاون والهلال وانتهاءً بالفيصلي، فهل نرى استمرار تنوع الأبطال من خلال تتويج الشباب أو الفيحاء؟ أم أن الهلال والاتحاد اللذين سبق لهما وأن توجا باللقب خلال النسخ الأخيرة لهما.