تعيش المملكة العربية السعودية هذه الأيام فرحة ثلاثة أعياد وليس عيدا واحدا، أما العيد الأول فهو خروج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من المستشفى بعد أن مَنَّ الله عليه بالشفاء. فقد عاش الشعب السعودي فرحة كبيرة بخروج ملكهم سالماً معافىً، وهذا التلاحم الوطني والالتفاف حول خادم الحرمين الشريفين أمر ليس مستغربا على الشعب السعودي الكريم. أم العيد الثاني فهو عيد الأضحى المبارك، يوم اكتمال الوحي وتمام نعمة الإسلام، الذي قال الله فيه: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وقد جاء هذا العيد والوطن يضرب أروع الأمثلة في تعامله مع جائحة كورونا وما ترتب عليها من تأثيرات سلبية أثرت على العالم بأسره. حيث سرَّ الشعب السعودي رؤية وطنه وهو يضرب أروع الأمثلة الإنسانية في التعامل مع المواطن والمقيم على حد سواء، حيث تم تقديم الرعاية الصحية الكاملة للجميع دون تمييز، وتم احتواء أبناء الوطن الموجودين بالخارج في وقت رفضت بعض الدول استقبال رعاياها، وطالبت دول أخرى منهم التكفل مادياً بعلاج أنفسهم، بل وتمت العناية حتى بمخالفي نظام الإقامة والعمل! لتتكسر جميع الاعتبارات على صخرة الإنسانية السعودية. ثم جاء العيد الثالث وهو نجاح موسم حج هذا العام الذي جاء في ظروف بالغة الاستثنائية لتحول المملكة العربية السعودية محنة كورونا إلى منحة، وتقدم موسم هذا الحج بشكل استثنائي، فمن أجل القضاء على انتقال فيروس كورونا بين الحجاج، تم اختيار قرابة 1000 شخص مقيم بالفعل في المملكة العربية السعودية للمشاركة في الحج هذا العام، وقد تم اختيار هؤلاء الأشخاص بعد التقديم من خلال بوابة إلكترونية واستيفاء الشروط المطلوبة: أن يكون عمر المتقدم بين 20 - 50 سنة، وعدم وجود أمراض، وعدم ظهور أعراض الفيروس. وقد أعطيت الأفضلية لمن لم يحج من قبل. بعد ذلك تم اتخاذ العديد من التدابير الهادفة للحفاظ على صحة الحجيج ومنها: تعقيم حصى رمي الجمرات، وتعبئتها في وقت مبكر، ومنح الحجاج سجاد صلاة خاص بهم ومظلات لحمايتهم من أشعة الشمس، وكذلك المناشف والصابون والمعقمات وغيرها من الضروريات. كما تم تقديم جلسات افتراضية لهم بلغات مختلفة حول ما يمكن توقعه في الحج والأنظمة المعمول بها، وتجدر الإشارة إلى تكفل المملكة بمصاريف الحجاج كاملة، لقد قدمت الحكومة السعودية أفضل ما لديها من أجل راحة وسلامة ضيوف الرحمن ليبلغ - ولله الحمد - رضا الحجاج عمّا قُدم له أعلى مستوياته كالعادة، إنها دولة نذرت نفسها لخدمة الحرمين وزوارهما، وتشرف ملكها بلقب "خادم الحرمين الشريفين".