مادة سفه في اللغة العربية الفصحى وفقاً للمعجم المعاصر الجامع للمعاني: سَفَه: (اسم) مصدر سَفِهَ فيقال مثلاً: مَا هَذَا السَّفَهُ يَا تُرَى : مَا هَذَا الجَهْلُ أظْهَرَ سَفَهاً مَا بَعْدَهُ مِنْ سَفَهٍ: أيْ فَظاظَةً ، رَدَاءةَ الخُلُقِ وَقِلَّةَ الأَدَبِ، الطَّيْشَ مصدر سفِهَ/ سفِهَ على سفاهة؛ إسرافٌ وتبذير هدر ثروتَه بسَفَهه نقص في العقل، حُمق وجهل سَفَهَ: (فعل) سفَهَ يَسفَه، سَفَاهاً، سَفاهَةً ، فهو سافِه، والمفعول مَسْفوه.. سَفَهَ نَفْسَهُ: حَمَلَهَا عَلَى السَّفَهِ أو أهْلَكَهَا أو أذَلَّهَا. سَفَهَ رَأْيَهُ: نَسَبَهُ إلَى السَّفَهِ؛ سَفَهَ نَصِيبَهُ: نَسِيَهُ سَفَهَ صاحبَه: غَلَبَهُ في المُسافَهَةِ. فكل هذه المعاني لها مدلول على خفة العقل والطيش والحمق والغفلة والجهل بمعنى ضد العلم ومنه قول الله تعالى: (قالَ يا قَومِ لَيسَ بي سَفاهَةٌ وَلكِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ) [الأعراف: 67] قال هود ردًّا على قومه: يا قوم ليس بي خفة عقل وطيش، بل إني رسول من ربِّ العالمين. المختصر في التفسير وقوله سبحانه أيضاً: (قالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في سَفاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذِبينَ) [الأعراف: 66] قال الكبراء والسادة من قومه الذين كفروا بالله وكذبوا رسوله: إنا لنعلم أنك - يا هود - في خفة عقل وطيش حين تدعونا إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، وإنا لنعتقد جازمين أنك من الكاذبين فيما تدعيه من أنك مرسل. المختصر في التفسير فكلتا الآيتين الكريمتين بنفس هذا المعنى، وقد فشى في زماننا هذا الطيش، وخفة العقل والغفلة مع غياب القدوة والتعطش للشهرة والمال على غير هدى ولا كتاب منير ومظاهر ذلك شهرة المراهقين والأطفال، وبعض من يسمون أنفسهم مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما يسمى الإعلام الجديد غير التقليدي معظمهم بلا هدف ولا محتوى جذاب، ولا معلومات هادفة يسوقون الوهم أو التفسخ الأخلاقي فكفى.. حان الوقت لوقف المهازل بقصد جلب المشاهدات ثم المال وعلى النقيض من ذلك الأستاذ الكويتي أحمد هادي الذي يهتم بتصحيح الأخطاء اللغوية للمشاهير في اللغة العربية الفصحى واللغات الأجنبية الأنكليزية والفرنسية والإيطالية والأسبانية في قالب كوميدي ساخر ويقدم المعلومة بطريقة محببة، وكأنه يقول للمشاهير توقفوا عن تصدير الجهل للناس وتثقفوا قبل أن تنطقوا هكذا يكون التثقيف فلا تعززوا ثقافة السفاهة.. * باحثة في الدراسات القرآنية