المملكة سجلت أسبقية دولية في إدارة الأزمة

جاء القرار الملكي الكريم بفرض حظر التجوال الجزئي لمدة 21 يوماً للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، ابتداءً من الساعة ال 7 مساءً وحتى الساعة ال 6 صباحًا لمدة 21 يومًا من مساء يوم أمس الاثنين ليشكل المحطة المهمة التي أشار لها سلفاً وزير الصحة د. توفيق الربيعة في حال عدم استجابة المواطنين والمقيمين في البقاء داخل المنازل.
ورغم ما سجلته المملكة من أسبقية على المستوى الدولي في اتخاذها حزمة من القرارات النوعية وعالية المهنية لمجابهة جائحة كورونا التي شملت العالم أجمع، إلا أن تراخي البعض أو عدم تقديرهم لحجم المخاطر جراء انتشار هذا الفيروس اضطرت معه الدولة لفرض حظر التجول الجزئي ليتحول موضوع حماية النفوس من سلوك فردي إلى سلوك جماعي.
سنجني ثمار اهتمام الدولة
المحامي د. يوسف بن عبداللطيف الجبر قال: بأن تجني الدولة النتائج فلا بد من انضباط الجمهور وإتباعه للتعليمات وحرصه الشخصي على سلامته وعدم تسجيل مراهقة لا صحية تقود للخطر، لافتاً إلى أن السلوك المستجيب للإجراءات هو سلوك المتحضرين والنهضويين. وتابع: منع التجول هو إجراء دولي متبع في جميع الدول، وكلها تصب في مصلحة الحماية من الخطر المحدق من هذه الفيروسات، والتزامنا بالحظر لا بد أن يكون قناعة قبل أن يكون سلوكاً، فهو مصلحة محضة لكل إنسان بضمان سلامته من غزو المرض لجسده، كما أنه يمنع التجمعات البشرية المألوفة في المجالس والديوانيات والمناسبات الاجتماعية، فيمنع التعرض للفيروسات، كما أنه سيمكن الجهات الحكومية من تنفيذ خططها والرقابة على البلد على امتدد جغرافيته.
أسبقية دولية
وأشار د. الجبر بأن المملكة سجلت أسبقية وريادة في إدارة الأزمة، مضيفاً: نحن نثمّن كل هذه الخطوات المهمة، كما نتفهم ضرورة حظر التجول في هذه الفترة الحساسة من مراحل انتشار الفيروس، وهنا يجب علينا جميعاً خلع قميص الأثرة وتجاوز منطقة الأنانية والتناغم مع حظر التجول بروح التعاون والمسؤولية، وحمل هم المجتمع بكامله والتفاعل بإيجابية مع هذا القرار المهم، وحقيقة فإن أي قرار يتخذ من المسؤول ذي الصلاحية بهدف دفع الضرر فهو واجب التنفيذ، وقانون ملزم، وتشرع معاقبته على المخالفة، فما وضعت القرارات إلا لتحترم، والعقوبة وسيلة لضبط السلوك المتمرد.
وتابع: رفض الانضباط والالتزام بالأنظمة ينافي المواطنة الصالحة والانتماء الصادق، كما يتعارض مع الدين والأخلاق، وهذا الوقت زمن عصيب يتطلب تحلينا بأعلى مستويات الإيجابية والتعاون، وهو فرصة لرد الجميل لوطننا الغالي وقيادته الحكيمة، فكما نرى من جهود جبارة لحماية الرعايا، فيجب دعم هذه الجهود بالالتزام التام بالتعليمات والانضباط الدقيق مع التوجيهات.
اهتمام وعناية
بدوره، اعتبر عضو مجلس المنطقة الشرقية، المستشار بدائرة الأوقاف والمواريث بالأحساء حجي النجيدي، توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لأبنائهم المواطنين والمقيمين بأنها فيها الأخذ بالأسباب الدنيوية عبر الالتزام بالتعليمات التي تصدر من الجهات المعني حفاظاً على صحتهم وسلامتهم، كما أن توجيهات الملك -حفظه الله- التي ألقاها قبل أيام فيها حرص ورغبة واهتمام منه -سلمه الله- بأن تعاون الجميع سيفضي إلى مواجهة خطر هذا الوباء الذي ضرب العالم، وهنا علينا جميعاً تعضيد جهود الدولة عبر الالتزام بالجلوس في منازلنا وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وثمّن النجيدي هذا الرعاية والاهتمام من كافة القطاعات الحكومية داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.
مقتضيات المرحلة
من ناحيته، أشاد رجل الأعمال، ونائب رئيس غرفة الأحساء السابق باسم بن ياسين الغدير، بالتوجيهات التي صدرت بحضر التجول الجزئي، مبيناً بأن الدولة رعاها الله اتخذت كافة الإجراءات المرحلية منذ ظهور هذه الجائحة وفقاً للمقتضيات التي تحتاجها المرحلة، ولا شك أن جملة القرارات تهدف إلى حماية كل مواطن ومقيم على هذه الأرض.
وشدد باسم على أهمية استشعار الجميع بالأهمية البالغة لكافة ما اتخذ من إجراءات، داعياً لضرورة تعاون الجميع بالتزام الجميع منازلهم حتى في الأوقات التي ليس فيها حظر وليس هناك حاجة للخروج، مثمناً الحرص الشديد والمتابعة الدقيقة لخادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي عهده الأمين -يحفظهم الله- لكل ما من شأنه حماية العباد والبلاد وتوفير كل متطلبات الأمن الصحي ومتطلبات الحياة الكريمة لكل مواطن ومقيم حتى انتهاء هذه الجائحة قريباً بإذن الله.
التهاون نتائجه كارثية
بدوره، أكد استشاري مقدمة العين د. أحمد الخواجة، على أهمية قرار منع التجول يأتي في ظل التفشي العالمي لفيروس كورونا وتهدف من خلاله السلطات الصحية بالمملكة إلى إضعاف سلسلة انتشاره، ولفت إلى أن الكثير من الناس لا يحمل التوجيهات الصحية على محمل الجد ويتهاون فيما يتعلق بالاختلاط بالعموم نتيجة عدم الإلمام الكافي بنتائج تفشي هذا الوباء على مستوى الفرد والمجتمع.
وتابع: لنأخذ نظرة سريعة على ما حدث في أوروبا خلال هذا الشهر والانتشار السريع للوباء مما جعلها تستغيث طلبا للمساعدة بسبب خروجه عن السيطرة هذا وأوروبا لديها واحداً من أكثر الأنظمة الطبية متانة، ولنعلم أنه كلما تهاونا وماطلنا في التزام الحجر المنزلي وحظر التجول المفروض كلما توسع انتشار الوباء وخرج عن السيطرة وعندما يحدث ذلك فسنتكبد خسائر بشرية واقتصادية وصحية فادحة تطال الجميع فنحن في مركب واحد، دعونا نلتزم بالحجر المنزلي هذه الأسابيع المعدودات حتى لا نضطر إلى تحمل معاناة قد تمتد سنوات.
مبعث للطمأنينة
ووصف إمام وخطيب أحد الجوامع الشيخ أحمد بن حجي الخليفة، ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من خطوات متسارعة للتصدي لفيروس كورونا بأنها مبعث للأمان والطمأنينة والثقة بالله، فالدولة أثبتت جلياً وبطريقة عالية في المهنية حرصها على صحة المواطنين والمقيمين وجعلها من أولويات جميع القطاعات الحكومية، وتوفير كل أسباب الراحة والحياة الكريمة وبذل الغالي والنفيس لأجل ذلك، وهنا ندعو الجميع للإسراع في التعاون والتكاتف مع تعليمات وزارة الصحة لنحمي أنفسنا ومجتمعنا.
عناية واهتمام
رجل الأعمال إبراهيم الدوسري، قال إن قرار حظر التجول الجزئي يعد قراراً غاية في الحرص والاهتمام القيادة بصحة المواطنين والمقيمين، ومما لا شك فيه أن المواطنين والمقيمين في المملكة أظهروا بأنهم على درجة عالية من الوعي خلال الفترة الماضية من الأزمة، كما أنهم على يقين بأن جل ما اتخذته الجدولة يهدف إلى حماية أرواحهم وسلامتهم من انتشار هذا الوباء لا قدر الله، كما أنه يهدف لإفساح المجال بشكل أكبر أمام جهود الجهات المشتركة لفرض النظام واستكمال إجراءات محاصرة فيروس كورونا.
مشروعات مربحة
ولفت مالك مجموعة مطاعم حسين الحاجي، هذا القرار الحازم لحظر التجول الجزئي حتماً تتطلبه المرحلة الحالية والقادمة، والذي نشأ نتيجة لظروف استثنائية، مستدركاً أنه ورغم هذا الظرف الدقيق إلا أنه عبر عن اعتقاده بوجود مشروعات سوف تجني أرباحاً ضخمة لأنها أوجدت ضمن خدماتها التوصيل أو طورت تطبيقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل الخدمة للعميل النهائي دون الحاجة للزيارة، فيما ستكون هناك مشروعات ستخسر لأنها تعتمد على زيارة العميل إلى المقر، وهناك مشروعات سوف تتأسس وتكون جديدة ونوعية، والشاب الذي يحمل إمكانات يستطيع إغلاق الفجوة وتطوير مشروع يناسب المرحلة، ومما لا شك في أنه ومع تطبيق حظر التجول ستتوجه الناس إلى التطبيقات لتلبية احتياجاتها اليومية.
باسم الغدير
حجي النجيدي
د. أحمد الخواجة
أحمد الخليفة
حسين الحاجي
إبراهيم الدوسري