هاهي الأرض تعتزل أهلها.. فتزدحم شوارعها بالفراغ.. لا شيء إلا تماثيل الظلال على أرصفة العبور، منذ عقود، لم تشهد الكرة الأرضية هذا اللجوء منها إليها.. هذا الانكماش الإجباري في ذراتها.. كل بيت من بيوت هذه الشوارع تحول إلى كوكب خاص لا يربطه بغيره إلا شبكة افتراضية، تتناقل عزلته وتعزّزها خوفًا وأمنا.. وحتى طمعًا..! يا لهذه الكورونا التي أصابت كوكب الأرض بالشلل، كأنما هي عداء الحياة للحياة.. أو حتى عجز الإنسان على أن يحيا بدونها..! وبعد أيها العالم، الشاغر الآن من ضجيج خطواتنا، ما الذي ينتظرنا بعد هذه العزلة التي نعيد فيها قراءة أيامنا على جدران بيوتنا..!؟ هل سندرك من باب سد الفجائع أن هذا الفيروس، جاء إلينا ليبحث عنا في دائرتنا الصغيرة، أم جاء ليقول لنا إن هذه الأرض تمتلك حين تغضب عليكم ما هو أخطر من سلاح نووي أو إرهاب ديني، أو جنون عنصري..! وسائل النقل العامة أصبحت شبه مهجورة «أ ف ب» جهود مضنية قامت بها الفرق الطبية «أ ف ب» مترو لندن شبه خالٍ ساعة الذروة «أ ف ب» محطة قطار شبه خالية في لندن «رويترز» امرأة تقف أمام الأرفف الفارغة في متجر بموسكو «أ ف ب» الساحات العامة خلت من المرتادين «أ ف ب» فصل دراسي فارغ في واغادوغو «أ ف ب» الطائرات من أسباب انتشار الفيروس «رويترز»