قد أكون محقاً إلى حد كبير إن قلت بأن الكثير من أفراد المجتمع يجهل طرق الوقاية وأمن المعلومات والبيانات الخاصة به وتخفى عليه سبل الحفاظ على الخصوصية الرقمية بصفة أخص، وربما غابت عنه حقيقة حجم المخاطر المحدقة بنا جراء تعاملنا مع أجهزة الاتصالات الحديثة والتعاملات المتبادلة المتعلقة بالتجارة الإلكترونية من بيع وشراء تحويلات بنكية وشراء وتداول للأسهم واكتتاب من خلال ال اون لاين، فنحن ومن دون أن نشعر قد نقع في فخاخها وشراكها أحياناً فنصبح فريسة لها من غير قصد، لعل من المناسب في هذا الصدد أن أشير هنا إلى محاضرة قيمة وندوة نفيسة بهذا الخصوص، أقيمت مؤخراً ضمن فعاليات نادي جدة الأدبي بعنوان: (الأمن السيبراني وتحديات الثقافة الرقمية) للدكتور ياسر هوساوي الأكاديمي المهتم بأمن المعلومات عضو المجموعة السعودية لأمن المعلومات والمختص بهذا الجانب، لقد حملت هذه الندوة الكثير من المعلومات التي تختص بهذا الأمر، وقد أوضح المحاضر خلال هذه المحاضرة حجم الاعتماد الكبير على قنوات الشبكة العنكبوتية في وقتنا الراهن كمصدر أساسي لجلب المعلومات، وهو المحدد لمعدل وكمية المخاطر التي يمكن أن تواجهنا كأفراد ومستخدمين لهذه الأجهزة التي هي أكبر مما يتوقع، وقد أبان الدكتور ذلك حين شدد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر في تعاملاتنا مع الأشخاص المجهولين أو مع الرموز والإيقونات الوهمية التي تقوم على علاقة مشاركة وتبادل المعلومات الخاصة، سواء كان ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الأدوات الأخرى من أدوات العالم الافتراضي، هذه اللمحة البسيطة ما هي إلا عرض من فيض لما دار في ثنايا تلك الندوة، لكن من المهم جداً في هذا الشأن أن نعلم وندرك ألا أحد في متاهات الشبكة العنكبوتية بمنأى ومعزل عن إمكانية اختراق وسائله وأجهزته الخاصة، وهو ما يعنينا هنا وهو ما أكد عليه المحاضر مراراً وتكراراً حين قال: إن كل فرد من أفراد المجتمع من الممكن أن يكون هدفاً للاختراق الإلكتروني حتى المختصين منهم، ومن المهم أيضاً والحديث لي أن يبذل الإنسان بعض الجهد لتثقيف نفسه في هذا الجانب كحضور مثل هذه الندوات على سبيل المثال أو عبر أي وسيلة أخرى، فمحاضرة واحدة من هذا النوع تغني عن ألف كتاب وحتماً سوف تغير فيك التصور المسبق عن هذا العالم، نتثقف في هذا الجانب على الأقل حتى نتمكن كمستخدمين وعملاء من معرفة وفهم كيفية الزود والتصدي لهذه الأخطار، فور أن غدت السوشيال ميديا والتكنلوجيا وسيلة عصرية حديثة لعمليات النصب والاحتيال والتعدي على خصوصية الغير.