دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. صلاح بن محمد البدير إلى شكر الله عز وجل وحمده على النعم والأفضال، مذكراً بما كان عليه الناس قديماً فقد كانوا يمشون الحفا ويفقدون الدفا وينامون على الحجر والصفا ثم أصبحوا في عيش واسع مخصب غيداق وثمر ينيع نضيج موراق، وقال: اشكروا الله على سوابغ الفضل والآلاء فالمطيع المشكور إلى الفضل والنماء والبركة، والعصي النفور إلى الخزي والفقر والهلكة. وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي بالمدينةالمنورة: الفقه زاد المتعبد وعون المسترشد ومن قل فقهه ساء فعله وأرداه جهله وإذا نزل الشتاء أقبل الناس على لبس الخفاف والجوارب والحوائل والتساخين والمسح على الخفين عند الوضوء جائز لا ينكره إلا مبتدع مخالف لجماعة المسلمين أهل الفقه والأثر. وأضاف د. البدير: من أراد المسح على الخفين وجب عليه تعلم أحكامه ومعرفة مدته وصفته وشرائط جوازه وما ينقضه وحكمه إذا انتفض وغير ذلك من المسائل، مبيناً أن الخف ما صنع من الجلد وسمي خفًا لخفته وقيل لأن الحكم خفف بلبسه من الغسل إلى المسح وأما الجوارب فهو كل ساتر للقدم صنع من قطن أو صوف أو وبر أو قماش ونحوها ويسمى اليوم بالشُّراب. وتابع: يشترط أن يكونا طاهرين ساترين للقدمين والكعبين ثخينين كثيفين صفيقين لا يشفان ما تحتهما فإن كان الجورب مما يشف ويصل بلل المسح عليه إلى القدم ويرى لون البشرة من ورائه لم يجز المسح عليه وإن كان مما لا يشف ويمنع صفاقه من وصول بلل المسح إلى قدميه صح المسح عليه في أصح قولي العلماء.