محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    طلاب وطالبات السعودية يحصدون 9 جوائز خاصة في «آيسف 2024»    حرس الحدود يحبط تهريب 360 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    ضيوف بيت الله الحرام المغادرون من مطار أديسومارمو    النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية معتدلة وسط آمال تحسن الطلب    أسباب تمنع الأهلي المصري من ضم أحمد حجازي    استشاري ل«عكاظ»: قمة «الهلال والنصر» صراع جماهيري يتجدد في الديربي    387 مليون يورو في «ديربي الرياض»    تشافي: برشلونة يمتلك فريقاً محترفاً وملتزماً للغاية    «عكاظ» تكشف تفاصيل تمكين المرأة السعودية في التحول الوطني    الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار على معظم مناطق المملكة    1.6 ألف ترخيص ترفيهي بالربع الأول    الكليجا والتمر تجذب زوار "آيسف 2024"    الطاقة النظيفة مجال جديد للتعاون مع أمريكا    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    السعودية والأمريكية    العيسى والحسني يحتفلان بزواج أدهم    «الأقنعة السوداء»    5 مخاطر صحية لمكملات البروتين    تقنية تخترق أفكار الناس وتكشفها بدقة عالية !    حلول سعودية في قمة التحديات    فتياتنا من ذهب    تضخم البروستات.. من أهم أسباب كثرة التبول    بريد القراء    الرائد يتغلب على الوحدة في الوقت القاتل ويبتعد عن شبح الهبوط    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    الإطاحة بوافد مصري بتأشيرة زيارة لترويجه حملة حج وهمية وادعاء توفير سكن    حراك شامل    الدراسة في زمن الحرب    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    التعليم في المملكة.. اختصار الزمن    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع        76 مليون نازح في نهاية 2023    فصّل ملابسك وأنت في بيتك    ولي العهد يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة وملك الأردن والرئيس السوري    WhatsApp يحصل على مظهر مشرق    رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي    ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    فوائد صحية للفلفل الأسود    أثقل الناس    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    كلنا مستهدفون    لماذا يجب تجريم خطاب كراهية النساء ؟    ايش هذه «اللكاعه» ؟!    خطر الوجود الغربي    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    البنيان يشارك طلاب ثانوية الفيصل يومًا دراسيًا    أمير القصيم يرفع «عقاله» للخريجين ويسلم «بشت» التخرج لذوي طالب متوفى    النفط يرتفع والذهب يلمع    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    بمشاركة السعودية.. «الحياد الصفري للمنتجين»: ملتزمون بالتحول العادل في الطاقة    أمير تبوك يطلع على نسب إنجاز مبنى مجلس المنطقة    أمين العسيري يحتفل بزفاف نجله عبد المجيد    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    السفير الإيراني يزور «الرياض»    رحالة فرنسي يقطع ثمانية آلاف كلم مشياً على الأقدام لأداء مناسك الحج    رعاية ضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسيرة التقدم تمضي بتكاتف القيادة والشعب
نشر في الرياض يوم 23 - 09 - 2019

يأتي الاحتفال باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ال89 ونحن نعيش مرحلة مليئة بالإنجازات الشاملة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتنموياً، فمنذ أن أطلق صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رؤية المملكة وقف الجميع - المواطنون والمواطنات - على قلب واحد من أجل تطوير التنمية الاقتصادية،
ملحمة التوحيد شهدت الكفاح للوصول إلى مقارعة الدول المتقدمة
وهو ما نتج عنه قفزات كبيرة على مستوى الطاقة والطاقة المتجددة، وظهرت مشروعات بملايين الريالات، فالرؤية لم تعد هدفاً فقط، بل أصبحنا نرى مؤشرات الأداء تقاس بشكل دوري، وصادرات المؤشرات هي المقياس الخاص بالتقدم، كذلك لدينا تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة ووثابة، ونرى أدواتها التنفيذية على أرض الواقع.
للمملكة استراتيجية سياسية تتجه نحو الأمن والسلام في العالم
وأكد المشاركون في «ندوة الرياض» أنه في مناسبة اليوم الوطني لا بد من استذكار إنجازات الوطن، حيث استطاعت المملكة أن تكون لها كلمتها بين الأمم اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وتعد اليوم من الدول ال20 الكبار، وقد نجحت في عقد العديد من القمم لم يتم عقد مثلها في الأمم المتحدة مثل القمة الدولية والقمة الأميركية والقمة العربية والقمة الخليجية، وكذلك استضافت قمماً كبيرة في مكة المكرمة «قمة عربية وقمة خليجية وقمة إسلامية»، وعرضت فيها بصفتها الدولة الرائدة والقائدة للعالمين العربي والإسلامي جميع ما تتعرض له اليوم الأمتان الإسلامية والعربية من مخططات وما يراد بها والحلول بعيداً عن الشجب والاستنكار، موضحين أن المملكة نجحت بامتياز في تنظيم الحج وإدارة الحشود، حيث بلغ عدد الحجاج ما يزيد على ثلاثة ملايين حاج في مساحة جغرافية زمنية محددة، مبينين أن المملكة تُعد الأولى عربياً في المجال الاقتصادي من حيث الطفرة المالية، ذاكرين أن محاربة الفساد كانت من الأمور المهمة والأساسية التي ساعدت في جذب الاستثمار ورؤوس الأموال، لافتين إلى أن المرأة السعودية حظيت بالدعم والتشجيع وبأخذ حقوقها كاملاً مما انعكس إيجابياً على تأثيرها في المجتمع.
نظام جديد خاص بالجامعات يُمثل نقلة نوعية.. سيُعلن قريباً
قفزات كبيرة
في البداية قال د.فيصل الفاضل: لابد من التأكيد على اليوم الوطني الذي يستقبله السعوديون وذلك من أجل أن نستذكر مرحلة التوحيد لهذا الوطن الغالي بكل فخر واعتزاز، ونستذكر كذلك الملحمة التي قادها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وكلنا الآن نعيش في بلد يحقق المزيد من الإنجازات الوطنية في جميع جوانب التنمية الشاملة والمستدامة، وأنه بحكم اختصاصي في مجال اقتصاد الطاقة ومنذ أن أطلقت رؤية المملكة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- فإن الرؤية شملت جميع مناحي الوطن حيث وقف الجميع المواطنون والمواطنات على رؤية واحدة لتطوير جميع المجالات في المملكة وتحديداً التنمية الاقتصادية، حيث نرى تحقيق الكثير من مستهدفات الرؤية ومضامينها وبرنامج التحول الوطني الذي يهدف إلى تنويع مصادر الدخل، ولعلكم تعلمون أننا كنا في المراحل الماضية نعتمد على مصدر اقتصادي واحد وهو مصدر النفط، وهو مصدر آيل للنضوب، وفي الواقع إنه منذ أن أطلقت خطط التنمية عام 1390ه كانت هذه الرؤية من أهم الأهداف، ولكن من مميزات الرؤية الحالية وهذا البرنامج نقلها من الجانب النظري إلى أرض الواقع، وأنه عندما تمت إعادة هيكلة الدولة لم نعد نرى وزارة البترول وإنما تحولت إلى وزارة الطاقة، حيث رأينا قفزات كبيرة على مستوى الطاقة والطاقة المتجددة وظهرت مشروعات بملايين الريالات وقد بدأنا قطف ثمارها، وكما ذكر سمو الأمير محمد بن سلمان إن المملكة ستعتمد على مصادر أخرى غير البترول وهي المصادر المتجددة مما يشعرنا نحن المواطنين بالتفاؤل وسعادة كبيرة عندما نرى التنمية تتحقق عاماً بعد عام، مضيفاً أن الرؤية لم تعد الآن أهدافاً فقط بل أصبحنا نرى مؤشرات الأداء تقاس بشكل دوري وليس كل عام، وصادرات المؤشرات هي المقياس الخاص بالتقدم، مؤكداً على أنه لدينا تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة ووثابة..
رؤية 2030 مكّنت المرأة من أداء دورها الطبيعي.. ونجاحها مُتوقع
ونرى أدواتها التنفيذية على أرض الواقع ولا شك أن الأنظمة الاقتصادية والتجارية التي تم إطلاقها مؤخراً هي عبارة عن منظومة كبيرة متكاملة منها التجارة الإلكترونية ونظام صندوق التنمية الصناعية الجديد ونظام الرهن التجاري، وغيرها من الأنظمة التي تجعل الأهداف والرؤى تنقلها وتترجمها على أرض الواقع.
كفاح وجهد
وأوضح د.عبدالله العساف أن التهنئة للوطن بمناسبة اليوم الوطني ال89 والتهنئة للقيادة وللشعب متمنياً لوطننا الخير والنماء والازدهار، مضيفاً أن ملحمة التوحيد شهدت الكفاح والجهد والنجاحات المتواصلة حتى وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من مقارعة الأمم الكبيرة حتى أوجدنا لنا بينهم مكاناً، وقد استطاعت المملكة أن تكون لها كلمتها بين الأمم اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، حيث تعد المملكة اليوم هي من الدول ال 20 الكبار، وقد نجحت في عقد العديد من القمم لم يتم عقد مثلها في الأمم المتحدة مثل القمة الدولية والقمة الأميركية والقمة العربية والقمة الخليجية وجمعت في يوم واحد أكثر من 950 رئيس دولة ومسؤولاً وجمعتهم كذلك في رمضان في مكة المكرمة في مساحة زمنية وجغرافية ضيقة، صعب جداً تغطيتها أمنياً، ومع ذلك استطاعت المملكة تحقيق الكثير من النجاحات على جميع الأصعدة وتحديدًا في عقد المؤتمرات والقمم - قمة عربية وقمة خليجية وقمة إسلامية - عرضت فيها المملكة بصفتها الدولة الرائدة والقائدة للعالمين العربي والإسلامي، جميع ما تتعرض له اليوم الامتان الإسلامية العربية من مخططات وما يراد بها وما الحل الذي يجب أن يتمخض عنه هذه العمم بعيداً عن الشجب والاستنكار، مبيناً أنه يشعر بالفخر والفرح أن المملكة العربية السعودية هذا اليوم انضمت إلى التحالف الدولي للأمن المائي لتأمين الممرات المائية واستطاعت أن تكون أحد الغرف المشكلة للتحالف الدولي لحماية الممرات المائية بالرغم من وجود معاهدة الأمم المتحدة الموقعة عام 1982م التي نصت على حفظ هذه الممرات دوما في وقت السلم والحرب آمنة ومطمئنة لأنها ليست ملكاً لأحد، حتى يتم اليوم تجنيبها العبث وتجنيبها المضار التي لا تمس المملكة وحدها بل تمس جميع دول العالم، مشيراً إلى أنه اقتصادياً أن المملكة هي ضابط إيقاع تجارة النفط والسلع الحيوية، وقد أصيب العالم بخوف وهلع عندما تعرضت مواقع البترول في بقيق لهجوم غاشم، حيث تساءل العالم عن مصير الاقتصاد العالمي إذ أصبح الاقتصاد العالمي مرشحاً أن يدخل في دورة التباطؤ في النمو الاقتصادي ولكن سرعان ما أعلنت المملكة العربية السعودية رسالة اطمئنان للعالم حيث زف الأمير عبدالعزيز بن سلمان بشرى باسم خادم الحرمين الشريفين للمستهلكين والمنتجين على السواء اكتمال صيانة المعملين وعودة الأوضاع إلى ما كان عليها، ولو أرادت المملكة أن تؤجل إعادة المعملين إلى وضعهما الطبيعي لتحقيق مكاسب مالية نتيجة ارتفاع أسعار النفط لفعلت ولكنها تسعى دائماً إلى التوازن بين المنتجين والمستهلكين.
إعادة التفكير
وذكر د.عبدالله العساف أن ثقافة النفط التي يقودنا إليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بدأنا نتعافى منها، وأن ما حدث مؤخراً يجعلنا نعيد التفكير في مصادر دخلنا وفي مصادر الأجيال القادمة، إذ رأينا كيف تعيش المنطقة اليوم على بركان ساخن من الأزمات حيث صارت طائرات «الدرونز» مهدداً حقيقياً وخطيراً، وربما تتفوق على كثير من التقنيات العسكرية، مضيفاً أنه دينياً فإن المملكة نجحت بامتياز في تنظيم الحج وإدارة الحشود حيث بلغ عدد الحجاج ما يزيد على ثلاثة ملايين حاج في مساحة جغرافية زمنية محددة والجميع يلتقي في مكان واحد وفي وقت واحد بالرغم من وجود الكثير من المهددات على المستوى الإقليمي، وعربياً كانت المملكة العربية السعودية الأولى اقتصادياً من حيث الطفرة المالية، إضافة إلى محاربة الفساد التي كانت من الأمور المهمة والأساسية التي تساعد في جذب الاستثمار ورؤوس الأموال إلى المملكة، مبيناً أن المرأة السعودية حظيت بالانفتاح الإيجابي ولا أقول: إنها أخذت حقوقها لأن حقوقها مكفولة في الأساس، ولكن ربما العادات الاجتماعية والتقاليد حجبت عنها الشيء الكثير.. وعن العلاقات الدولية أشارإلى أن للمملكة علاقات راسخة ومتينة دولياً عكستها تلك الزيارات التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى قمة الأرجنتين وقمة اليابان ولعلكم تدركون أن المملكة العربية السعودية ستستضيف قمة العشرين المقبلة في الرياض، والآن نحن نعمل على الاستعداد لها ولا شك أن صحيفة «الرياض» من أهم الوسائل الإعلامية التي تستعد لتغطية قمة العشرين المقبلة.
حفظ التوازن
وأكد د.عبدالله العساف أن المملكة العربية السعودية أصلحت بين العديد من الفرقاء ليس في المجال الإقليمي أو العربي فحسب بل على كافة الأصعدة، ومثال ذلك: بين أثيوبيا وأرتيريا قطيعة دامت أكثر من 20 سنة ومع ذلك استطاعت المملكة أن تجمعهما حيث فشلت كل المساعي الأخرى، كذلك المملكة العربية السعودية وقفت مع السودان ودعمت اختياراتهم، كذلك الدول الخمس العظمى يثقون في قدرات المملكة العربية السعودية وأنها دولة رائدة خصوصاً فيما يتعلق بأيقونات السلام في الشرق الأوسط، والرئيس الروسي بوتين كثيراً ما يتحدث في المحافل الدولية عن مكانة المملكة في هذا الاتجاه لقدرتها في حفظ التوازن في الشرق الأوسط، مضيفاً: عندما ننظر يمنة ويسرى نجد العالم يتخطف من حولنا بسبب الحروب والنزاعات والمصائب الداخلية الكثيرة حيث كانت المملكة تمثل حديقة بين حرائق كثيرة تلتهم العديد من الدول بسبب الحروب، ثم انتقلت كذلك إلى أن تواسي الآخرين، يد في سوريا وأخرى في اليمن، ويد في العراق وأخرى في لبنان حتى أصبحت للمملكة دور رائد ومهم في جميع مجالات السلام والصلح والبناء والتعمير، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تتحدث كثيرًا عن أهمية المملكة باعتبارها الدولة الأولى والرائدة والمقدمة للمعونات الإنسانية، وللأسف نحن نغفل كثيراً عن هذا الأمر وربما العالم يعد هذا العمل نقطة ضعف.
أمن وسلام
وتأسف د.عبدالله العساف أن هناك من يتحدث عن عاصفة الحزم بعين واحدة ولا يتحدث عن إعادة الأمل، متسائلاً: ماذا لو لم تقم عاصفة الحزم؟، لرأينا النسخة الصومالية أاو السورية استنسخت في اليمن، إذن لا يوجد الآن يمنيون مهجّرون أو يمنيون يحملون سلاحاً على بعضهم، فالأمن في اليمن مستتب وإنما القتال محصور في أماكن معينة، وماذا لو بسطت إيران يدها على جميع أرجاء اليمن لاستطاعت أن تخنق العالم في مضيقين رئيسيين ولا احتاجت إلى سلاح نووي لتهدد به العالم، واليوم أصبحت إيران في ضعف داخلي وضعف اقتصادي وعسكري، وضعف مالي بسبب سياساتها العدائية مع الجميع، وستتضح للعالم خلال الأيام القادمة أن إيران هي من تقف خلف ما حدث في بقيق، وهي لا تستهدف المملكة بهذا العمل الجبان بل هي تستهدف العالم لأن ما وقع في بقيق ينسجم بشكل واضح مع السياسة الإيرانية، ولو أن دولة أخرى ضربت منابعها البترولية، أو لو تعرضت لكارثة 11 سبتمبر جديدة كما تعرضت المملكة لاهتزت أركان الدولة، ولكن الحمد لله المملكة لم تهتز مستحقاتها البترولية، ولم تهتز الاتصالات ولا الماء ولا الكهرباء وجميع المصانع تعمل بكل كفاءة وطاقة، لافتاً إلى أن المملكة لديها استراتيجية سياسية قوية وثابتة لا تهتز بمثل هذه الأعمال الإرهابية لذلك نجد العالم يحترمها لقوتها ومكانتها، وأن قوتها توجه نحو الأمن والسلام في العالم ككل.
قدرات هائلة
وطرح الزميل جمال القحطاني سؤالاً: تعيش المملكة يومها الوطني هذا العام في ظرف شديد التعقيد وفي ظل تهديدات كبرى، ورغم ذلك تمضي مسيرة التقدم في تكاتف القيادة والشعب، كيف ترون عوامل الاستقرار التي ميزت المملكة في هذه المنطقة؟، وما التحديدات المقبلة في ظل التصعيد الإيراني؟
وعلّق د.فيصل الفاضل قائلاً: كلنا نعلم أن المملكة تحظى بدور فاعل ومؤثّر في المجتمع الدولي من خلال سياستها المتوازنة، وكل دولة من دول العالم تتعرض للعديد من التهديدات، لكن المملكة بفضل التلاحم ما بين القيادة وبين الشعب والرؤية التي رسمتها حكومتنا الرشيد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- تواجه هذه التحديات وتتجاوزها بعزيمة الرجال، والمملكة على طول تاريخها المجيد ليست جديدة على التحديدات، وأن ما تعرضت له من غدر وأعمال تخريبية في معملين نفطيين في بقيق وخريص هو تصرف عدائي جبان في محاولة لإضعافها ولكن نحن رأينا القدرات الهائلة التي لدى «أرامكو السعودية» والتي فاجأت العالم بإعادة الأوضاع على ما كان عليها خلال ساعات أدخلت البهجة والسرور إلى قلوبنا، في حين كان العالم كله في حالة طوارئ والقيادات الدولية بدأت في إجراء الاتصالات الدولية باعتبار أن ما حدث هي كارثة دولية تتطلب تضافر جميع الجهود لإنقاذ الوضع، ولكن المملكة خلال 48 ساعة زفت البشرى للعالم بانتهاء المشكلة وأعادت تدفق البترول بذات الكمية، وهذا دورها المعهود منها، حيث عرفت بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وحرصها كذلك على بذل جهود كبيرة ومضاعفة ودعمها لجميع الدول حيث تنفق سنوياً من ميزانيتها لإغاثة ومساعدة العديد من الدول والجميع يشهد ما يقوم به مركز الملك سلمان من إغاثة جميع الدول وفي القارات مهما كانت الدولة قريبة أم بعيدة.
وأوضح أن المملكة عرفت بحفظ الأمن والسلم الدوليين، وتسعى كذلك بأن تكون عضواً مساهماً في تحقيق أهداف الألفية، وتساهم كذلك بالتعاون مع جميع الدول لتحقيق السلام بينما نرى في الطرف الآخر إيران ووكلاءها يعملون لمقاومة هذا النجاح الذي تحقق، ولكنهم لا يستطيعون، لأن المملكة مازالت تحقق التقدم عاماً وراء عام وإنجازاتها يراها القاصي والداني، مضيفاً أننا لا ننسى رؤية 2030 حيث لها أهداف واضحة ويشارك فيها الجميع الصغير والكبير والرجل والمرأة، وكما ذكر سمو ولي العهد -حفظه الله- بأن لدينا طموحات وهمة مثل جبل طويق، مبيناً أنه في المملكة نعرف جميع المعوقات التي تعترض مسيرتنا التنموية وتقوم بشكل مباشر بمعالجتها، ولعلكم تذكرون تلك التعديلات التي أجريت على وثائق السفر مؤخراً وعلى نظام الجنسية والجوازات، إضافة إلى السماح للمرأة السعودية لقيادة السيارة، كل هذه التغييرات والتعديلات تساعدنا في مواجهة كل المعوقات من أجل الوصول إلى أهداف الرؤية، والتي لا تقل أهمية من ملحمة التوحيد التي قادها الموحد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.
استراتيجيات حديثة
وقال الزميل هاني وفا -رئيس التحرير المُكلف-: اليوم نحتفل باليوم الوطني مما يحتم علينا أن ننظر إلى الماضي مع استصحاب المستقبل، السؤال: ما أثر التغييرات في عملية التعليم على مستقبل الأجيال المقبلة؟، خصوصاً إذا نظرنا إلى التعليم الحالي نجده اختلف عن التعليم التقليدي، وقد صرح وزير التعليم مؤخراً أن هناك تخصصات في الجامعات السعودية سيتم إلغاؤها بأن يحل مكانها تخصصات أخرى تناسب سوق العمل، ما الخطوات التي يمكن أن تقوم بها الأجيال المقبلة في عملية التنمية التي نحن الآن بصدد القيام بها وربط الحاضر بالمستقبل؟، وما المنجز التعليمي الذي يمكن أن ندلف به إلى المستقبل؟.
وأجابت د.رفعة اليامي: إن هناك الكثير من المبادرات الخاصة ببرنامج التحول 2020م والخاصة برؤية المملكة 2030م، على سبيل المثال مرحلة الحضانة ومرحلة رياض الأطفال حيث ثبت فنياً أن الأطفال الذين دخلوا الحضانة والروضة هم الأكثر مهارة في الرياضيات والقراءة والعلوم، أما فيما يتعلق بمخرجات التعليم العالي وفجوة سوق العمل فهناك برامج في بعض الكليات تم إغلاقها وتم استحداث برامج جديدة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مبينةً أنه في الصيف الماضي تم تدريب المعلمين على الأمن السيبراني وقمنا كذلك بالتركيز على التحول الرقمي في مجال التعليم، حيث لدينا إدارة متكاملة متخصصة في التحول الرقمي والتعليم الإلكتروني واستحداث استراتيجيات حديثة تتعلق بتمليك المعلمين والمعلمات طرق التدريس الحديثة، مع حث الخطى لتطوير المناهج بالتعاون مع شركة تطوير التعليمية بحيث يتضمن المنهج كيفية تعليم الطالب المهارات والقيم، وأن تتوافق هذه المناهج مع المناهج العالمية حتى نضمن مستويات علمية وقيمية لدى الطالب السعودي، كذلك تعمل الوزارة على التركيز على المواطنة الداخلية والمواطنة العالمية حتى تخرج بطالب يعتز بوطنيته وبهويته وبثقافته إضافة إلى جعله مواطناً صالحاً عالمياً بأن يكون قدوة وسفيراً لبلده حيثما كان، ومن أهداف المناهج الجديدة هو مفهوم تعزيز القيم في النشء، مؤكدةً على أن تعليمنا سيكون عام 2030م من أفضل أنواع التعليم في العالم حسب الخطة الموضوعة في الرؤية.
تبني البرامج
وتداخل د.عبدالله العساف قائلاً: إذا نظرنا إلى رؤية المملكة الطموحة نجدها تقوم على ثلاثة مرتكزات هي: وطن طموح، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ولن تتحقق هذه المرتكزات إلا بجودة مخرجات التعليم، والبيئة التعليمية تقوم كذلك على ثلاثة مرتكزات رئيسة هي: المعلم والمتعلم والمنهج، وأود أن أشير إلى أهمية الشركات الوطنية في تبني الكثير من البرامج التعليمية مثل أرامكو وسابكو وغيرهما بحيث تتبنى هذه الشركات برامج التعليم في مسارين مسار يتعلق بتعليمهم للبحث عن طلاب موهوبين ومؤهلين ونجد فيهم مخرجات جيدة تحقق لها متطلبات في مراحل التعليم العام أولا ثم مراحل التعليم الجامعي، وأرى كذلك تبني الشركات الوطنية بالشراكة مع وزارة التعليم دعم برامج تخدم متطلبات مخرجات التعليم وتحديدًا شركات أرامكو وسابك والاتصالات والبنوك وشركات التقنية والأمن السيبراني، بحيث تتبنى كل شركة برنامجاً محدداً بالدعم والرعاية وبالتكاليف المالية كاملة، وأن تقوم هذه الشركات بتوظيف هذه المخرجات التعليمية في إداراتها وهذا سيوفر على الدولة نفقات مالية ضخمة، لأن تغيير البيئة التعليمية ليس بالأمر السهل، إذ لا يمكن أن نتخلى عن مناهج التاريخ والجغرافيا، ولكن لابد من تطعيم التعليم بأشياء مهمة فالشركات اليابانية والشركات الكورية والصينية هي اليوم التي تتبنى البرامج التعليمية وتدفع تكاليفها بالكامل ومن ثم تنتقي مخرجات هذه البرامج حتى يقودوا هذه الشركات والمنظمات مستقبلاً.
وعلّقت د.رفعة اليامي: إن ما ذكره د.عبدالله هو أمر مهم ومأخوذ به في عين الاعتبار في وزارة التعليم، ولا شك أن وزارة التعليم الآن لديها شراكات محلية وشراكات دولية، ومن أهم الشراكات المحلية هي شراكتنا مع شركة أرامكو السعودية على مستوى الوزارة والمدارس وعلى مستوى مركز البحوث والسياسات الدولية، وهناك كذلك شراكات عالمية ودولية، وبالفعل إن قيادة تغيير التعليم يعد أمرًا صعباً جدًا، ولكنها ليس مستحيلة، ومن الممكن إجراء التغيير، لأن القرارات التي تصدر من الوزارة هي قرارات مدروسة ومبنية على دراسات علمية معتمدة على العديد من الأبحاث.
وذكر د.فيصل الفاضل أنه من الأمور المهمة في عملية التنمية هو التعليم وأنه من دون تطوير وإصلاح مرتكزات التعليم لن نتطور أبداً، والدولة -حفظها الله- أطلقت رؤية تطويرية كبيرة، وقد استضفنا في مجلس الشورى مؤخراً الدكتور حمد آل الشيخ -وزير التعليم- حيث تحدث عن نظام الجامعات وهو نظام معروض لمجلس الشورى وسيتم إقراره من المجلس ومن ثم إقراره من مجلس الوزراء وتضمن النظام نقلات عديدة ومهمة في الجامعات وسترى النور قريباً، ومن أهم مرتكزات التغيير في نظم التعليم مساءلة المعلم أثناء التقصير والمناهج والاهتمام بالطالب، وربط التغيير بأهداف الرؤية بحيث تكون جنباً إلى جنب مع أهداف التنمية في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
كفاءة الإنفاق
ووجه الزميل صالح الحماد سؤالاً للدكتورة رفعة اليامي: كيف ترين ما تحقق في برنامج التحول الوطني من حيث الهيكلة والمبادرات؟
وأجابت د.رفعة اليامي: إن برنامج التحول الوطني هو إحدى مبادرات الرؤية 2030، مضيفةً أنه يوجد العديد من الإنجازات بفضل الله ثم بفضل جهود الدولة وجهود جميع القطاعات التي تعمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة، ومن أهم إنجازات الرؤية هو كفاءة الانفاق الحكومي الذي وصل إلى المرتبة السابعة على مستوى العالم، وكذلك مبادرات كثيرة على المستوى الرقمي في عدة مجالات كالخدمات في منصة سداد، والتحول الوطني يشتمل على 36 مبادرة خصصت لها حوالي 24 ملياراً، مبينةً أن التحول الوطني يهدف إلى تحقيق التميز في الأداء والارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية بالتركيز على المعلم وإعداده وتأهيله قبل وبعد دخوله في الخدمة، وهناك العديد من الخدمات بالشراكة مع شركة تطوير، كذلك هناك مشروع محو الأمية الرقمية ومبادرة التعلم مدى الحياة وغيرها من المبادرات التي لا يمكن حصرها في هذه الندوة، أيضاً هناك ما يتعلق بالشفافية باعتبارها قيمة أساسية في تطوير قياس الأداء، وهناك إدارة اسمها إدارة الجودة وقياس الأداء كلها تعمل من أجل تحقيق التحول الوطني وتحقيق رؤية المملكة 2030م.
جدارة المرأة
وطرح الزميل هاني وفا سؤالاً: تمكين المرأة السعودية كلمة أصبحنا نسمعها كثيراً مثل تمكين المرأة في سوق العمل وتمكين المرأة في العديد من المجالات، كيف تنظرون إلى مستقبل الفتاة السعودية من حيث مشاركها في العملية التنموية ومن خلال الإجراءات الأخيرة التي عززت من تمكين المرأة ودورها المجتمعي؟
وأجابت سوزانا الدوسري قائلةً: المرأة السعودية اليوم أثبتت جدارتها في العديد من المجالات وأحدثت نقلة نوعية في كثير من القضايا التي كانت في السابق مقتصرة على الرجال فقط، وفي الماضي لم تكن في مقدور المرأة أن تعمل شيئاً إلاّ عندما ترجع إلى ولي أمرها، لكنها استطاعت أن تضطلع بدور فعّال، وقد دخلت المرأة في المجال الدبلوماسي.
وتداخل الزميل جمال القحطاني: في الحقيقة إن المرأة السعودية حالياً تتمتع بجميع حقوقها وقد تجاوزت العديد من الدول التي سبقتها حضارياً وأصبحت المرأة في دول عربية ودول أخرى تنظر لها بغيرة، لما تتمتع بها من مكانة اجتماعية بعد أن تجاوزت كل العقبات المرتبطة بالعادات والتقاليد.
وعلّقت د.رفعة اليامي: سبق أن نشرت أكثر من ورقة عن موضوع تمكين المرأة السعودية ورقة في جامعة إكسفورد وورقة أخرى في المؤتمر الدولي لقيادات على مستوى العالم، وعندما كنت أتحدث عن المرأة السعودية أجد أن الحضور ينظرون إليها بعين الانهبار نتيجة للتغييرات التي طرأت على المجتمع النسائي السعودي حتى وصلت نظرة بعض النساء إلى مرحلة الغيرة، وكثيراً ما وجدت إشادات كثيرة من النساء العربيات المقيمات في المملكة المتحدة، حيث ذكرن أن المرأة السعودية مختلفة وتتميز بنمط معين وأن شخصيتها قوية، ومن وجهة نظري إن هذا لم يأت من فراغ بل نجد أن المرأة السعودية كافحت العادات الاجتماعية حتى أصبحت تنافس على المستوى العالمي، مشيرةً إلى أنه في جميع المجالات المرأة السعودية سافرت وابتعثت لتلقي العلمِ ِفي أاكبر الدول وأكبر الجامعات، وهذا كله بفضل القرارات السياسية الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
وقال د.فيصل الفاضل: إن التعديلات التي تم إقرارها سواء في الجوازات أو قيادة المرأة للسيارة والسماح لها بالسفر فإنه إذا عدنا إلى الوراء -أي ما قبل 30 عامًا- كانت المرأة تعاني من مشكلة التعليم، لكن صدر القرار وبدأ تعليم المرأة ونتيجة لتعليم المرأة تولدت لدينا كفاءات نسائية عالية المستوى، إلاّ أنها بدأت تواجه معوقات في مجالات التنمية وتمكينها من العمل حتى جاءت الرؤية التي نصت في أهدافها أن يتم تمكين المرأة السعودية في تحقيق دورها الطبيعي، والآن نجدها قد تمكنت من تولي المناصب العديدة في الدولة وفي القطاعات الخاصة، حيث ظهرت كفاءات مبهرة في مجلس الشورى، وفي المنظمات الدولية، وهذه التعديلات التي تم إقرارها ستمكن المرأة حتى يكون لها دور فعّال في المستقبل القريب، وقد تنافس الرجل وتتفوق عليه في الجوانب المعرفية والذكاء.
إصلاح شامل على الصعد كافة
أوضحت د. رفعة اليامي أننا نحتفل اليوم مع قادتنا بمناسبة بداية قصة مجدنا، ونعتز بما قدم هذا الوطن من إنجازات حقيقية نفخر بها أمام العالم، كيف كنا وإلى أين وصلنا، ولا شك أن المملكة تلعب دوراً رائداً في الشرق الأوسط وفي المحافل الدولية، وتستند إلى السياسات الحكيمة والمتوازنة، بل وتتمتع قيادتنا الرشيدة باحترام وتقدير نظراً لمصداقية وشفافية الرؤية والتعامل الدولي، فهي أقوى وأكبر اقتصاد على مستوى العالم.
وقالت: إن أهم الإنجازات التي يجب أن أتحدث عنها في مثل هذا اليوم التاريخي هو الإصلاح الشامل على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والنظر إلى الإنسان باعتباره رأس مال بشري فكري، وهو المصدر لإنتاج المعرفة، حيث نحقق من خلال بناء هذا الإنسان المواطن الصالح والمتعلم المسلح بالقيم والمهارات التي تتفق مع مهارات القرن ال21 الذي سيكون عنصراً فعالاً في بناء مجتمع معرفي، لأننا سنتحول - بإذن الله - من مجتمع يعتمد في اقتصاده على النفط إلى مجتمع يقوم اقتصاده على المعرفة، وأهم ما يساعدنا في تحقيق استراتيجية التحول إلى مجتمع معرفي هو ما قامت به الدولة من النظر إلى التطوير والابتكار ودعم التعليم ودعم الدراسات والبحوث والابتكار.
وأضافت: من الإنجازات توطين قطاع الطاقة المتجددة رغم كثافة المنشآت الصغيرة، والتحول الرقمي كما هو الآن في الخدمات العدلية، وأيضاً التحول الرقمي في التعليم، وإضافة تخصصات جديدة في التعليم مثل الذكاء الصناعي والأمن السيبراني وأتمتة الاستقطاب والتعاقد، وارتفاع عدد المواطنين الذين يمارسون الرياضة وتجاوز عدد الأعمار في المملكة المعدل العالمي من 70 عاماً إلى 74 عاماً، ذاكرةً أنه من الواجب لنا أن نفخر بوطننا وبقيادتنا الرشيدة وبما تحقق لنا من إنجازات وتطور ملحوظ.
وعلّقت سوزان الدوسري قائلةً: لا شك أن المملكة العربية خطت خطوات جبارة على جميع الأصعدة، وبما أنني كنت مقيمة في روسيا 17 عاماً، ولم أعد إلاّ في العام 2017م، حيث وجدت إنجازات وطنية لم أرها في الخارج مثل الإنجازات السياسية والإنجازات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية وتحديداً المجالات التي تهتم بالمرأة، حيث أصبحت المرأة السعودية حاضرة في جميع المجالات وبقوة مثل المجال الدبلوماسي والمجالات التعليمية ومجال الطيران، بينما في روسيا التي عشت فيها لا يوجد إقبال كبير في مجال الطيران من قبل السيدات.
ثوابت وقيم جعلت المملكة «بوصلة سلام»
حول دور المملكة في المجتمع الدولي من خلال سياساتها المتوازنة والأدوار التي يمكن أن تلعبها من خلال موقعها الريادي أكد د. عبدالله العساف أن السياسة السعودية حظيت بموثوقية دولية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لأسباب عديدة منها: أن السياسة السعودية هي سياسة ثابتة ومستقرة وتعمل بالتوازن ما بين المصالح وما بين العلاقات الدولية، والمملكة تميزت أنها لا تقدم المصالح على العلاقات الدولية بينما نرى الآخرين يقدمون هذا المبدأ - أي المصلحة أولاً والعلاقات ثانياً -.
وقال: إن المملكة لديها ثوابت وقيم تسير عليها ابتداء من القيم الإسلامية والقيم الاجتماعية والقيم العربية الأصيلة لذلك نجحت بأن تكون بوصلة للسلام، وأن تكون أيقونة من أيقونات الاستشارة الدولية لاسيما لما يجري في الشرق الأوسط، حيث كان الملك عبدالعزيز دائما يطالب بالحق الفلسطيني بالرغم من حداثة دولته، وقارع الدول العظمى بأن يكون للفلسطينيين دولة عاصمتها القدس الشريف، واليوم استطاعت المملكة أن تنتقل إلى مرحلة الدولة القوية والفتية وصنعت لها خارطة وخطا جديدا في السياسة الخارجية من دون أن تحيد عن الخط السياسي، ولكنها سياسة متناغمة مع المتغيرات الدولية.
وتأسف أن الكثيرين لا يعلمون أن المملكة وخلال ربع قرن استطاعت أن تنقذ خمس دول من الخروج من جغرافية العالم إذ حفظت الكويت في العام 1990م من الخروج وعدم العودة، ثم حفظت مملكة البحرين في العام 2011م، وحفظت جمهورية مصر 2013م من أن تستحوذ عليها بعض التيارات التي أرادت أن تخرجها من إطارها الأساسي، إضافةً إلى حفظها لبنان في العام 1990م وكذلك اليمن. وأكد أن المملكة اليوم لها كلمتها في المحافل الدولية وأن وجودها مع العشرين الكبار هو أصدق تعبير من العالم عن احترام المملكة ومكانتها وقدراتها على التعامل وضبط إيقاع الاقتصاد العالمي، ذاكراً أنه أُصيبت أرامكو قبل أيام وتأثر أكبر معملين للتكرير ومع ذلك طمأنت المملكة العالم بفتح الاحتياطي، حيث استطاعت أن تدير الأزمة بكل جدارة واحترافية من دون ضجيج حتى زفت البشرى للعالم على استقرار الأسواق النفطية.
التوسع «كمّاً» و«نوعاً» في برامج الطفولة المبكرة
سألت الزميلة نوال الجبر: في ظل رؤية المملكة 2030م وبرنامج التحول الوطني 2020م ومجمل الإصلاحات العامة في التعليم، كيف تجدين مسألة الاستثمار في التعليم والمهارات المستقبلية في سبيل تصميم وإعداد بنية تحتية غير مادية من أجل تحقيق النمو المستدام في قطاع التعليم؟
وأجابت د. رفعة اليامي: إن هذا السؤال يتكون من شقين: الأول- هو الاستثمار في التعليم، والثاني- هو مهارات المستقبل. وبناء على رؤية المملكة 2030 هناك جانب مهم يتعلق برفع نسبة القطاع، حيث تم تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في التعليم الأهلي والأجنبي، وكذلك رياض الأطفال، وتعمل وزارة التعليم الآن على التوسع كماً ونوعاً في برامج الطفولة المبكرة في الجانب المتعلق ببرامج الأطفال والحضانة، بحيث تصل العام 2020م إلى نسبة 27 % في الطفولة المبكرة، إضافةً إلى ذلك نجد أن هناك شركات داعمة لوزارة التعليم مثل شركة تطوير للخدمات التعليمية التي تقدم برامج رائعة ومتفوقة من أجل تفعيل عملية الاستثمار في التعليم.
وقالت: إن الاستثمار في التعليم ينظر إلى الطالب باعتباره عنصراً أساسياً يجب الاستفادة من إبداعاته لجعله فعّالاً بدلاً من جعله فقط يتلقى المعرفة والعلوم، يقرأ ويحفظ فقط، وإنما المطلوب أن يتحول الطالب إلى عنصر فعّال في المجتمع يبدع وينتج المعرفة حتى يصل إلى مرحلة اقتصاد المعرفة.
وأضافت: من ضمن خطط الاستثمار في التعليم تسعى المملكة إلى رفع نسبة البحوث بشكل عام، والعمل على تمكين الطلاب في المدارس لعمل الأبحاث وإقامة المشروعات الصغيرة التي تناسب مستواهم العلمي والمعرفي، ولدينا كذلك المركز الوطني للتطوير المهني يهدف إلى الاستثمار في المعلم من حيث إعادة تأهيله وتدريبه أثناء العمل، وقد كانت هناك جهود جبارة في الإجازة الصيفية حيث قدمت برامج تدريبية قدمت لشريحة كبيرة للمعلمين استمرت لمدة شهر، وتناولت الدورة أهم المهارات والاستراتيجيات التي يجب أن يتحلى المعلم أو المعلمة بها، حتى يكونا منافسين لجميع معلمي العالم في القرن 21.
نهج وطني لمكافحة الفساد في كل المجالات
قال الزميل د. مناحي الشيباني: في موضوع مكافحة الفساد خطت المملكة خطوات جبارة في التصدي لهذه الموضوعات بوضع عدد من القوانين والأنظمة المتعلقة بهذا الأمر، متسائلاً: كيف ترون التأثيرات الإيجابية لبرامج مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين اقتصادياً واجتماعياً؟
وقال د. عبدالله العساف: إن الصورة ربما كانت مليئة في الخارج عن المملكة وعن الاستثمارات فيها، بالرغم أن المملكة أصبحت قبلة للمستثمرين إلاّ أن البعض كان لديه بعض التصورات بأن المشروعات لا يأخذها من يستحقها بل يأخذها من يدفع أكثر، وبالتالي يحجم الكثير عن الدخول في الاستثمار في هذه المشروعات، وفي الحقيقة إن البيئة التشريعية كانت من ضمن المحفزات التي أدت إلى تعديل الأنظمة والتنظيمات لتصبح البيئة جاذبة، والمستثمر دائماً ما يخشى من اختلالات البيئة القانونية المائعة، ولا يرضى بالتحكيم في المملكة؛ لأن الحكم يختلف من قاضٍ إلى قاضٍ، ومن مكتب قضاء إلى مكتب قضاء آخر، والمستثمر يريد أحكاماً ثابتة إذا حدث نزاع بينه وبين الطرف الآخر، وما نتائج هذا النزاع، وكم مدة التقاضي، وهل هناك أهداف مدونة ستنتهي إليها القضية؟ لهذا نجد هؤلاء المستثمرين يلجؤون إلى التحكيم الخارجي.
وأكد على أن المملكة تنبهت لهذا الأمر وسارعت إلى تعديل البيئة التشريعية والتنظيمية والقضائية بشكل واضح، حتى أصبحت البيئة من أهم المحفزات للاستثمار، مبيناً أن الخارج بدأ ينظر إلى المملكة بنظرة مختلفة، حيث أصبح الجميع تحت القانون ولا أحد أبداً فوق القانون. وأشار إلى أن الفساد موجود في جميع القطاعات، وأن تشكيل لجنة برئاسة سمو ولي العهد - حفظه الله - كان بمثابة نوع من الإصلاح الإداري الذي يحسب للسياسة السعودية الجديدة بمستوى أعطى مؤشرات قوية إلى أن ما يصرف من المال يجب أن يكون موازياً لما يقدم من خدمة، ويجب أن تكون هناك كذلك محاسبة بأثر رجعي على جميع الأعمال، وأن الجميع أصبح اليوم تحت طائلة القانون ومن دون استثناء، مما أعطى موثوقية على الأعمال التي سيتم إنجازها.
وأضاف: يجب أن ننظر إلى الفساد في الجانب المتعلق بالمحسوبية والتوظيف والمناطقية والقبلية وغيرها، حيث بدأ المسؤولون اليوم يعملون على مراجعة أنفسهم؛ لأنهم أصبحوا اليوم عرضة للمساءلة القانونية، كل هذه الخطوات توحي بأن هناك نهجاً وطنياً للدولة لمكافحة الفساد في كل المجالات سواء الفساد المالي والإداري.
المشاركون في الندوة
د. فيصل الفاضل
د. عبدالله العساف
سوزانا الدوسري
د. رفعة اليامي
الزملاء من اليمين جمال القحطاني وصالح الحماد وهاني وفا بجوار د. فيصل الفاضل و د. عبدالله العساف
من اليمين د. رفعة اليامي وسوزانا الدوسري وبجوارهن الزميلة نوال الجبر
حضور«الرياض»
هاني وفا
صالح الحماد
جمال القحطاني
د. مناحي الشيباني
ناصر العماش
نوال الجبر
رئيس التحرير المُكلف هاني وفا مُقدماً درع «الرياض» للدكتور فيصل الفاضل «عدسة - حسن مباركي»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.