المنشآت الرياضية هي الواجهة المشرفة لرياضة البلد، وهي الحافر الأكبر لحضور الجماهير، ولنا في ملعب الجوهرة بجدة وملعب جامعة الملك سعود بالرياض خير مثال: هل من المعقول منذ افتتاح ملعب الملك فهد بالرياض عام 1987 استمررنا 27 عاماً لم نستطع بناء ملعب يوازي ملعب الملك فهد كقدرة استيعابية إلى حين افتتاح ملعب الملك عبدالله في جدة عام 2014، أشد إعجابي بوزارة الشباب والرياضة بالعراق، التي وضعت خطة استراتيجية عام 2012 لبناء منشآت رياضية على أعلى مستوى، وتم الانتهاء عام 2017 من بناء ملعب كربلاء وملعب البصرة وملعب النجف، التي تُعد الآن من أجمل ملاعب القارة الآسيوية، لم تكتف بذلك فما زال هذا المشروع قائماً على بناء ملعب الحبيبية بالعاصمة بغداد وملعب السنبلة وملعب كركوك، وتكلفة بناء هذه الملاعب بأسعار ليس مبالغاً فيها، والهدف الوحيد لهم لفت أنظار العالم إلى واجهة العراق رياضياً. أخجل جداً عندما أشاهد هذا التطور الملحوظ في العراق، وأرى لدينا أزمة ملاعب ومنشآت لا تليق بمكانتنا الرياضية، ولم أجد أي اهتمام أو وضع خطة استراتيجية للمساهمة في واجهة رياضة المملكة. المستشار تركي آل الشيخ أعلن في أكتوبر الماضي بناء أربعة ملاعب خاصة بأندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، مضت ستة أشهر ولم نر تحركاً حول هذه المشروعات، ولم نر دعماً من رئيس هيئة الرياضة الحالي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل حول دعمه ودعم هيئة الرياضية للمساهمة في بناء هذه الملاعب. كلمة حق؛ تعاني أنديتنا جداً أزمة الملاعب، عندما تم تجديد أرضية ملعبي الدُرة والملز لم يجد النصر والشباب ملعباً آخر لاحتضان مبارياتهم، فقرر الاتحاد السعودي نقل مبارياتهم إلى المجمعة، وهذا شيء مخجل، والسبب يعود إلى عدم توافر ملاعب خاصة بالناديين، كذلك أغلب ملاعب الأندية في حاجة إلى ترميم وإعادة بناء، مثل ملعب الباطن وملعب الأحساء والخبر والرّس، وغيرها من ملاعب أندية الدرجة الأولى. نحن شعب شغوف بكرة القدم، ونستحق ملاعب حديثة بأعلى المواصفات، الملعب الوحيد في المملكة الذي لا يوجد به «مضمار» هو ملعب الجوهرة، وملعب جامعة الملك سعود «المضمار» يشوّه جماليته، ويحرم المشجع من مشاهدة المباراة عن قُرب، ومع تطور مملكتنا الحبيبة في كل الأصعدة، وتزامناً مع رؤية 2030 لا بد أن نستضيف إحدى البطولات العالمية وننظمها، منذ تنظيم المملكة كأس القارات عام 1992 لم نُنظم أي بطولة، 17 نسخة مضت على كأس آسيا ولم نستضفها، ولم نقدم أي ملف للترشيح لاستضافة أي بطولة عالمية، والسبب يعود إلى سوء منشآتنا الرياضية. علاج هذه المشكلة يكمن في وقوف الهيئة العامة للرياضة ودعمها الكامل لبناء ملاعب حديثة وبأعلى المواصفات الجديدة، وترميم بعض المنشآت الأخرى للأندية، أتمنى أن نجد اهتماما كبيرا للمنشآت الرياضية، بدلاً من دعم الأندية لجلب المحترفين، وأن تكون هناك خطة لبدء هذه المشروعات والمساهمة في بناء واجهة البلد رياضياً.