انطلقت أمس أعمال قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس تحت شعار «مستقبل عادل ومستدام»، بحضور أكثر من 30 قائداً وزعيماً، ويرأس وفد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وتركز القمة على أربعة محاور تتمثل في مستقبل العمل، والبنى التحتية للتنمية، والمستقبل الغذائي المستدام، وتعميم مراعاة المنظور الجنساني، وتهدف المناقشات إلى التوصل لوثيقة نهائية تركز على التنمية العادلة والمستدامة. وتشارك المملكة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين الاقتصادية منذ دورتها الأولى في واشنطن بتاريخ 15 نوفمبر 2008. ويأتي انضمام المملكة لمجموعة العشرين؛ نظراً لدورها الإيجابي والمؤثر في تعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية من خلال دورها الفاعل في سوق النفط العالمية، ومن هذا المنطلق تقدم سياسة المملكة النفطية على أسس متوازنة، تأخذ في الاعتبار مصالح الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة. وأكد تقرير لصندوق النقد الدولي أن المملكة تقوم بدور مؤثر في نظام سوق النفط العالمية واستقرارها بوصفها من أكبر مصادر النفط الخام، والبلد المنتج الوحيد الذي يمتلك طاقة إنتاجية فائضة ضخمة، إذ تبلغ الاحتياطيات النفطية المثبتة للسعودية 266 مليار برميل، إذ شدد على أنه سيظل للسعودية دور مؤثر في ظل عدم اليقين بشأن آفاق السوق النفطية العالمية. وتشارك المملكة بدور فاعل في مجموعة العشرين واستطاعت القيام بدور مهم في ضبط إيقاع الاقتصاد العالمي، وكان للسياسات الاقتصادية ودعم الاقتصاد وقطاع الأعمال السعودي أبلغ الأثر في جعل المملكة دولة فاعلة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي، وسوقًا آمنًا للاستثمارات من مختلف دول العالم، وشريكًا مهمًا في اجتماعات قمة العشرين، بجانب ما تتمتع به من مكانة وثقل مؤثر على الاقتصاد العالمي، ولمواقفها المعتدلة وقراراتها الاقتصادية الرشيدة التي تبنتها خلال سنوات التنمية الشاملة، إضافة إلى النمو المتوازن للنظام المصرفي السعودي. ويشغل الاقتصاد السعودي المرتبة 16 عالمياً، وتلعب المملكة دوراً نشطاً منذ انطلاقة مجموعة العشرين عام 1999، حين عقد وزراء المالية والاقتصاد ومحافظو المصارف المركزية اجتماعاتهم الأولى بناءً على اقتراح وزراء المالية في دول مجموعة السبع استجابةً للأزمة المالية العالمية بين عامَي 1997 و1999. وتلعب المملكة دورًا محوريا في ضمان استقرار أسواق النفط العالمية بما يدعم الاقتصاد الدولي، ووفقا لإحصائيات إدارة بيانات الطاقة الأمريكية، فإن المملكة تنتج قرابة 13 % من كامل الإنتاج النفطي العالمي، لتحتل المرتبة الثانية عالميا خلف الولاياتالمتحدة كأكبر الدول المنتجة، كما أنها تحتل المرتبة الأولى عالميا كأكبر مصدر للبترول. وتسعى المملكة، التي تعد قوة رائدة في مجال الدفع لإرساء سياسة حكيمة في مجال النفط، إلى تحقيق مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء، من خلال دعم أسعار منصفة للنفط للمساهمة في الحفاظ على النمو العالمي وتحقيق مصالح المنتجين. كما أن المملكة، من خلال قدرتها التصديرية العادية والاحتياطية تشكل صمام أمان بمواجهة أي اضطراب في الأسواق العالمية. وتسهم المملكة بفاعلية في تمويل المركز العالمي للبنية التحتية، الذي أسسته مجموعة العشرين لتنمية مشروعات البنية التحتية العالمية عالية الجودة والتي يمكن الاعتماد عليها كما تدعم المملكة بنشاط ريادة الأعمال النسائية وقدمت مساهمات مالية لمبادرة تمويل رائدات الأعمال. وتسعى المبادرة لمواجهة العوائق المالية وغير المالية التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تملكها نساء في الدول النامية. والمملكة تتمتع بموقع مميز يربط ثلاث قارات هي أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهي الدولة العربية الوحيدة ذات العضوية، وهي قادرة بفضل موقعها على طرح وجهات نظر فريدة من نوعها على طاولة مجموعة العشرين. وتنتمي المملكة إلى ترويكا مجموعة العشرين، ما يعني أنها ستتمتع بدور متزايد في صياغة السياسات وتجاوز التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وسوف تكون السعودية جزءاً من الترويكا بعد قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين 2018، وستتولى رئاسة مجموعة العشرين الأول من ديسمبر عام 2019، بعد ترؤس اليابان لها. والترويكا، المكونة من ثلاث دول هي الدول التي تتولى رئاسة الدورة الحالية، إلى جانب الدولتين اللتين ستتوليان رئاسة الدورتين المقبلتين، تعمل على ضمان استمرارية وتناسق جدول عمل مجموعة العشرين. واتُّخِذ القرار بأن تتولى المملكة رئاسة المجموعة عام 2020 خلال قمة قادة المجموعة عام 2017 في ألمانيا، وستعمل المملكة على صياغة جدول أعمال مجموعة العشرين بالتشاور الموسع مع سائر أعضاء المجموعة والمملكة تتمتع بموقع مميز يربط ثلاث قارات هي أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهي الدولة العربية الوحيدة ذات العضوية، وهي قادرة بفضل موقعها على طرح وجهات نظر فريدة من نوعها على طاولة مجموعة العشرين. ورؤية المملكة 2030 تتوافق مع أهداف مجموعة العشرين، التي تتوافق بِدَورها مع أهداف التنمية المستدامة، وتسعى المملكة لزيادة مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في ناتجها القومي الإجمالي من 20 إلى 35 %، وزيادة مساهمة القطاع الخاص من 40 % حالياً إلى 65 % من الناتج القومي الإجمالي، وإلى زيادة العائدات الحكومية غير النفطية من 163 مليار ريال حالياً إلى تريليون ريال. كما تسعى المملكة إلى زيادة مساهمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الناتج القومي الإجمالي من 3.8 % إلى 5.7 %، وتسعى إلى خفض نسبة البطالة من 11.6 % إلى 7 % من خلال مبادرات إيجاد فرص العمل، وتهدف المملكة أيضاً إلى أن تكون بين الدول الخمس الأولى في مؤشر مسح الحكومات الإلكترونية. وتأسست مجموعة عام 1999، بعد أن رأى وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في دول مجموعة السبع أن هناك حاجة إلى توسيع نطاق المجموعة وضم الأسواق الدولية الصاعدة، لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات المالية المتصاعدة في ذلك الحين، وعُقد الاجتماع الافتتاحي لمجموعة العشرين في ديسمبر 1999م في العاصمة الألمانية برلين. وكان هدف المجموعة عند تشكيلها مناقشة القضايا الرئيسية للاقتصاد العالمي من خلال الجمع بين الأنظمة الاقتصادية للدول النامية والدول الصناعية التي تتسم بالأهمية والتنظيم، ومع الوقت أصبحت القمة تناقش ملفات جديدة مثل التنمية والتغير المناخي ومكافحة الإرهاب والقضايا السياسية الساخنة في العالم. وتضم مجموعة العشرين والتي تعرف اختصاراً ب»G20»، الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي: الولاياتالمتحدة، وكندا، والمكسيك، والبرازيل، والأرجنتين، وجنوب إفريقيا، والصين، والسعودية، والهند، وإندونيسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وتركيا، وأستراليا، وروسيا، ويحق للدولة المستضيفة دعوة دول من خارج المجموعة للمشاركة في القمة، مثل القمة الحالية التي دعت رؤساء وزراء إسبانيا وهولندا وسنغافورة وعدداً من القادة الأفارقة واللاتينيين. ويشارك في اجتماعات المجموعة أيضا منظمات مثل، الأممالمتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وغيرها. الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء وصوله الأرجنتين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون الرئيس الصيني سيناقش الخلافات التجارية مع الرئيس الأميركي رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لدى وصوله رئيسة صندوق النقد تطرح مشاكل الاقتصاد العالمي في القمة