الرياضة أصبحت حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهمات بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها حديثاً أو منذ فترة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد وضيفنا اليوم هو، رئيس قسم التاريخ بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور سليمان العطني. * الظواهر والتقليعات الغربية التي بدأت تكثر في مجتمعناً وتحديداً بين اللاعبين السعوديين هل تدخل دراستها ضمن نطاق عملكم؟. o ليس لعملنا علاقة بهذه الظاهرة والتي بصراحة مشاهدتها أحياناً مقززة في ملاعبنا. * وبصفتك مسؤولاً في إحدى أكبر الجامعات السعودية كيف تقيم إقبال الشباب السعودي، وهل ترى في ذلك ظاهرة صحية أم لا؟ * هذه التقليعات ترتبط بمرحلة الشباب لا تلبث أن تزول، لكن التوجيه السليم وعدم الإنسياق خلف التقليد الأعمى مطلب وضرورة، وبكل تأكيد ليست ظاهرة صحية. * وهل يمكن للجامعات أن تضع برامج تساهم في تطوير الرياضة؟ * نعم الرياضة الجامعية هي من تمد الاتحادات الرياضية بأبطال الألعاب المختلفة، وكذلك كرة القدم غير أننا ننتظر كثيراً من التفاعل في هذا الجانب بين الجهات المعنية ووضع شراكة تخدم رياضة الوطن من خلالها. للنساء حق الاستمتاع بالرياضة واللون الأبيض السائد في منزلي * في أميركا المتطورة علمياً وثقافياً تعتمد الرياضة بأنواعها بشكل رئيسي على الجامعات بينما يعاني الرياضي الجامعي لدينا من شبح الحرمان والفصل، لو حدث أن غاب عن بعض المحاضرات لمشاركته في بطولة ما.. ترى أين يكمن الفرق؟ وما الطريقة الأصح بيننا وبينهم؟ o السبب هو غياب التنسيق وعدم ترتيب الأولويات في حياة ومسيرة الطالب الجامعي، وهل تجاوزنا النظرة السلبية بأنها مجرد هواية وتسلية، أم حراك اقتصادي وحضور دولي وإقليتمي على مستوى تمثيل الوطن متى استشعرنا ذلك ووضعنا الخطط المناسبة تلاشت كل هذه المعوقات. * أين تتوقع أن يصل المشهد الرياضي الجامعي على المستوى العالمي؟ o يتوقف كل ذلك على كمية العمل والطموح، والتنسيق المنظم للعمل بين الاتحادات الرياضية والجامعات. o هل يمكن أن تتبنى جامعتكم كرسياً بحثياً للرياضة؟ * لا شك أن الجامعة تعمل على التطوير وتبني الأفكار المحفزة والابتكارية التي تحمل صفة الإبداع وما الاهتمام بالمسابقات داخل الجامعة بين طلابها وخارجها من خلال فرق الجامعة التي تشارك في المسابقات المتاحة إلا خير دليل على هذه الرغبة، غير أنه لا يوجد في الجامعة قسم متخصص بالرياضة. الشفافية مطلوبة الرياضة الجامعية طريق مميز لإمداد رياضة الوطن بالمواهب والأبطال الاحترافية والفكر والعمل الجماعي قادت «الأخضر» الشاب لتحقيق اللقب القاري * في نظرك هل تحتاج رياضتنا إلى تقنية النانو أو أخرى شبيهة حتى تعود منتخباتنا لتحقيق الإنجازات؟ * نحتاج للشفافية والوضوح ورعاية المواهب في منظومة إدارية تخطط لسنوات وتعمل برامج يتم تقويمها وتحديثها كل فترة حتى نصل لمستوى قريب من الكمال. * هل أنت مع منح الرياضة النسائية مساحة أكبر؟ * للنساء حق ممارسة الرياضة وليس الدخول في منافساتها. * على المستوى العالمي من يعجبك أداءه بين منتخبات العالم؟ * البرازيل متعة كرة القدم لا تمل من الاستمتاع لها. o هل عندك الرياضة للاستمتاع بالإثارة والمنافسة أم يصل الأمر لتعصب تجاه ميولك؟ o التعصب لا أعرفه والحمدلله. o لو خيرت بين منح أحد أبنانك الموهوبين رياضياً بإكمال مشواره أو إرغامه على تكملة مشواره الدراسي، فماذا تختار؟ * هو من يقرر وله علي حق التربية الصالحة. * ألا ترى أن على اللاعبين السعوديين وبخاصة الدوليين منهم مهمة إبراز عظمة الإسلام من خلال أفكار جديدة تعتمد على دراسات مقننة يمدون بها، وبالتالي يكسبونها زملاءهم اللاعبين المحترفين الأجانب وحتى جماهيرهم وربما من يواجهون من الفرق الأجنبية سواء مع منتخباتهم أو حتى مع أنديتهم؟ * هذه رسالة نحملها ونؤديها، ويجب على الجميع وليس الرياضيين فقط استشعار ذلك. * وهل ترى أن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ * نعم هي جزء من ثقافات الشعوب، وكيف يتعاملون معها ولعل سلسة هذه بلادنا التي أشرفت على طباعتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب واجهة مشرقة للثقافة التي يقدمها ويرعاها الرياضيون. * في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرق؟ ولماذا؟ * الأسلوب الذي يتبعه البعض حالياً جعلها معركة وقتالاً. * كيف تقرأ الرسائل السامية التي تقدمها الجماهير والأندية من خلال اللوحات في المدرجات أو الإعلانات على قمصان اللاعبين؟ * هي رسالة وتثقيف أثرها وتأثيرها كبير، ويجب العناية بها لكثرة المتابعين خصوصاً وهم من فئة الشباب وتأثرهم بهؤلاء المشاهير والنجوم كبير. o أيهما أقرب لطبيعة عملكم في المركز خط الهجوم في كرة القدم أم خط الدفاع؟. * محور الاتكاز * هل توافقني الرأي بأن أسرع وسيلة لإيصال أي رسالة كانت هي الرياضة من دون غيرها، وخصوصاً إذا كانت الرسالة موجهة للشباب؟. * نعم أوافقك. * لماذا يطلق بعضهم اسم الجلد المنفوخ على كرة القدم «استخفافاً» بها ثم لا يلبث أن يطلق نيرانه في كل اتجاه بعد أي خسارة منتخب؟. * فكر ترسخ خلال فترة مضت وأنقضت أعتقد لاوجود له الآن. o أثبتت الأرقام والإحصائيات انخفاض الحوادث المرورية بدرجة كبيرة بعد تطبيق نظام «ساهر» هل تقترح نظاماً (مشابهاً) لحل مشكلة التعصب الرياضي؟. * نعم وبقوة. * إلى متى ومنتخباتنا ترزح تحت «فكر إدارة الأزمات» ولماذا تحدث الأزمات أصلاً؟. * عدم وجود رؤية واضحة للإعداد والبناء. * لو تلقيت دعوة لحضور نهائي بطولة عالمية، هل ستحضر أم ستجير التذكرة لشخص آخر ومن هو؟. * لا لن أمنحها لأحد بل سأحضر. * كيف رأيت تحقيق المنتخب الشاب لكأس آسيا بعد غياب طويل وهل ترى ذلك فأل خير للمنتخب الأول قبل نهائيات آسيا بالإمارات؟ * جهد وتفكير وهدوء أثمر عن كل هذا التميز بظل رعاية فكرية من القدير حمزة إدريس والمدرب الوطني الرائع خالد العطوي ومساعديه الأكفاء. * ماذا شدك في الإنجاز الآسيوي؟ * الروح والإصرار وزئير الأسود. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟. o لمن يكون مشجعاً ضد فرق الوطن * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟. * لمن ينشر التعصب ولا يراعي أثر ذلك على الأطفال والأسر. * ومن يستحق الميدالية الذهبية في نظرك؟ o المتزن. * لو قيض لك أن تعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟. * من باب تطوير العمل في الأكاديميات الرياضية خصوصاً أن لي شرف العمل في أكاديمية فهد المالك بنادي الحزم في فترة سابقة. * بصراحة أي «الألوان» تراه سائداً في منزلك؟. الأبيض. * ولأي من الأندية تدين الغلبة فيه؟. * لون الوطن غالٍ فقط. الدكتور العطني الدكتور العطني مع أبنائه منتخب البرازيل منتخب الشباب