جاء قرار شركة "سابك" بعدم المضي قدمًا في دراسة الجدوى الاقتصادية لاستحواذ شركة "سافكو" على كامل حصة "سابك" في الشركة الوطنية للأسمدة الكيماوية "ابن البيطار" واندماجها معها، وذلك مقابل قيام "سابك" بتأسيس شركة جديدة (ذات مسؤولية محدودة) تحت اسم شركة (سابك لاستثمارات المغذيات الزراعية) مملوكة بالكامل لشركة (سابك)، والتي ستؤول إليها كافة استثمارات "سابك" في قطاع المغذيات الزراعية وبعض المنتجات الأخرى ذات العلاقة، جاء هذا القرار موافقاً لاستراتيجية "سابك" التحولية الجديدة وخططها في مشروعات الدمج والاستحواذ القائمة على تأسيس كيانات مستقلة لإدارة بعض منتجات الشركة المتشابهة وتوحيد أعمالها في شركات مستقلة تساهم فيها "سابك" في وقت تعتزم "سابك" إنفاق ما بين 10 إلى 40 مليار ريال على عمليات استحواذ ودمج خلال الخمسة الأعوام المقبلة وذلك في المنتجات المتخصصة والمغذيات الزراعية. وهذا التوجه الاستراتيجي الجديد بدمج أنشطة الأسمدة في شركة واحدة يعزز تعظيم الشركة لهذا الاستثمار المنبثق من مشروع إعادة الهيكلة الذي تواصل الشركة تنفيذه بنجاح بعد أن تمكنت في أسلوب مماثل لصفقة "سافكو" من دمج وحدة العمل الإستراتيجية للمعادن مع الهيكل التنظيمي لشركة "حديد" المملوكة لسابك وإجراء التعديلات اللازمة لهذه الهيكلة الجديدة التي تدمج قطاع المعادن في شركة "حديد" وتأسيس مجلس إدارة للشركة لتتحول شركة "حديد" من مرحلة الخسائر إلى تحقيق أكبر الإرباح. وانتهجت "سابك" نفس التوجه في قطاع الكيماويات المتخصصة حيث قررت إنشاء كيان مستقل لمنتجات "سابك" المتخصصة ودمج أجزاء من أعمالها مع منتجات شركة "كلارينت" السويسرية للكيماويات المتخصصة والتي استحوذت "سابك" على ثلث أسهمها حيث تعكف على دمج منتجاتها المتخصصة مع منتجات "كلارينت" المضافة وباقة مكوناتها عالية القيمة مما يمنحها ميزة تنافسية فريدة لتصبح مورداً متميزاً للمواد والحلول عالية الأداء في قطاع صناعة الكيماويات المتخصصة من خلال تمكين "كلارينت" من إنشاء مشروع أعمال كيماويات متخصصة تعزز النمو العالمي القوي لسابك ومرتبتها العالمية كثالث أكبر شركة كيماويات متنوعة في العالم. كما تأتي اتفاقية "سابك" و"سافكو" بعد دراسات مستفيضة وضعت بالحسبان قوة استثمارات "سابك" في صناعة وتسويق الأسمدة على المستوى العالمي وتنامي أعمالها من خلال التوسعات الضخمة وتحالفاتها الإستراتيجية مع شركة معادن في مشروع الفوسفات في رأس الخير ومشروع وعد الشمال للصناعات التعدينية بحجم استثمارات للمشروعين في مراحله الأولى بقيمة 50 مليار ريال مع شروع الشركتين في إعمال المرحلة الثانية، مما يستدعي تأسيس شركة مستقلة لإدارة كافة أنشطة "سابك" الضخمة للأسمدة ويتيح لسابك الفرصة للتركيز أكثر على قطاعات الكيميائيات والمنتجات المتخصصة التي تتصدر العالم في إنتاجها. كما تدعم الشركة الجديدة خطط "سابك" في سرعة تنفيذ استراتيجيتها لمشاريعها الخارجية والتي تستهدف إنشاء مصانع في الهند وأفريقيا تعزز من تزعم المملكة إنتاجية الأسمدة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يشكل إنتاج المملكة 44 % من إجمالي إنتاج الأسمدة الكيميائية في أسواق المنطقة، بطاقة تصل إلى نحو 17 مليون طن سنوياً، ومبيعات تقدر بأكثر من 11 مليار ريال، وأضافت شركتا "سابك" و"معادن" طاقات بلغت 6.7 مليون طن و3 ملايين طن متري سنوياً على التوالي، إضافة إلى طاقة شركة معادن للفوسفات الإجمالية التي سوف تبلغ حين اكتمال مصانعها نحو 10 ملايين طن. في وقت تتجه "سابك" لتشييد مصانع للأسمدة في الهند لتكون قريبة من كبار عملائها في حين تواصل الهند اعتمادها على واردات الأسمدة والتي تستهلكها بطاقة 55 مليون طن متري سنوياً يشكل منها إنتاجها المحلي نسبة 72 % في حين تستورد الحصص المتبقية بطاقة 15,5 مليون طن وأغلبها من السعودية وتشمل اليوريا بطاقة 6 مليون طن وبنسبة 39 %، وفوسفات ثنائي الأمونيوم بطاقة 4,3 مليون طن وبنسبة 28 %، والبوتاسيوم بطاقة 4,7 مليون طن وبنسبة 31 %. وسوف تدعم صفقة "سافكو" خطط توحيد العمليات الإنتاجية بشكل عام في إدارة واحدة لإنتاج موحد يهيئ عوائد مجزية منها فرصة توفير التكاليف بما فيها أعمال الصيانة وقطع الغيار ونحوها، فضلاً عن ميزة التسويق التي تضطلع بها "سابك" كشريك رئيس في شركة سافكو حيث يتم بيع معظم منتجات سافكو من خلال شركة سابك بموجب اتفاقيات تسويق طويلة الأجل في وقت يأتي هذا التوجه امتداد لمبادرات سابقة طرحت تستهدف توحيد العمليات والأنشطة وإدارة القدرة على التكامل مع المصانع في الشركتين بشكل إيجابي لتلافي المشكلات التي قد تطرأ، حيث إن الهدف الأساسي هو توحيد الإدارة للمصانع والحسابات المالية وقد تم إلغاء مجلس إدارة شركة "ابن بيطار" ضمن التغيرات التي أحدثت قبل عدة سنوات، كما سوف تساهم فكرة الدمج في تخفيف أعباء توريد المواد الخام التي تستخدمها "ابن البيطار" من أكسيد الفسفوريك من المغرب والأردن سعياً نحو تحقيق تكامل إنتاجي بين الشركتين بما يضمن تحسين كفاءة الإنتاج وخفض التكاليف. ومن المعلوم أن "سافكو" تخضع لاتفاقية خدمات مع "سابك" في وحدة الخدمات المشتركة لتقديم خدمات المحاسبة والموارد البشرية وتقنية المعلومات والهندسة والمشتريات والخدمات العامة، كما أن لدى الشركة اتفاقية لخدمات الأبحاث والتقنية مع "سابك"، إضافة إلى توحيد نشاطات الإدارة والنشاطات التشغيلية لشركتي سافكو وابن البيطار في عام 1994 ولم يترتب على هذا التوحيد تأثير على الكيان القانوني لأي من الشركتين، وقد تم تحويل جميع موظفي ابن البيطار والأرصدة المتعلقة بهم إلى شركة سافكو، ما يمهد لسرعة إجراءات الدمج وتأسيس الشركة الجديدة والتي سوف يندرج تحتها كافة أنشطة "سابك" للمغذيات الزراعية والتي تضم شركة الجبيل للأسمدة "البيروني"، والشركة الوطنية للأسمدة الكيماوية "ابن البيطار" وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبك" بالبحرين، وشركة معادن للفوسفات، وشركة معادن وعد الشمال للفوسفات. في وقت ضخت "سابك" مبلغ 500 مليون ريال لتطوير أجهزة امتصاص الغاز لتقليل انبعاث غاز الأمونيا من أبراج التحبيب لمصانع "سافكو" الأربعة، وضخ استثمار مماثل لشركة "البيروني" بتكلفة بلغت حوالي 160 مليون ريال.