مع مرور الوقت ومع كل انكشاف لواقعة إرهابية جديدة من وقائع تنظيم الحمدين، يثبت صواب قرار الدول الأربع المكافحة للإرهاب في قطع العلاقات مع النظام القطري الذي لايزال ماضياً في اقتياته على الإرهاب، ورعايته وتمويله وتصديره بأي شكل أو طريقة ممكنة، وكأن حياة هذا النظام وبقاءه مرتبطان ببقاء الإرهاب واستمراره. واقعة ليست بالغريبة على تنظيم الحمدين في ذلك الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء عن مغادرة الإرهابية آلاء محمد الصديق، التي قامت قطر بتزوير جواز سفر سوري لها إلى إسطنبول في طريقها للهروب إلى لندن، للالتحاق بالمجموعة الإرهابية الإخوانية الموجودة هناك. و»آلاء الصديق» هي عضوة فعالة في جمعية «المنتدى تراس» ببريطانيا الممول من قطر التابع لتنظيم الإخوان الدولي، فيما كشفت تقارير متداولة عن دور تلك الجمعية المشبوهة في دعم الإرهاب داخل بريطانيا وأوروبا. فبحسب تقرير نشرته جمعية هنري جاكسون، فإن الجمعية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي تعمل على تجنيد الشباب العربي والأوروبي للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي. كما كشف مجموعة من الشبان البريطانيين أن مسجد المنار الذي تشرف عليه الجمعية الممولة من قطر، كان عاملاً فعالاً في تطرفهم، وقرار سفرهم إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش. وهذه الإرهابية آلاء الصديق، التي سافرت من قطر بجواز سفر سوري مزور للالتحاق بالجمعية المشبوهة في لندن، كانت مختصة بتجنيد عناصر في السعودية، لخدمة الأعمال الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان. وواقعة آلاء الصديق تثبت أكثر مضي السلطات في الدوحة وإصرارها على المكابرة وعدم إبداء أي رد فعل يعكس إرادة سياسية لحل أزمتها وإنقاذ شعبها، وأن تمويل ورعاية الإرهاب هو ما يتغذى عليه النظام القطري، ويُشعره بقيمته ووجوده ويعقد عليه آماله في تحقيق مخططاته ومؤامراته، وأوهام إمبراطوريته التي عاشها قرابة ال 22 عاماً وقُضي عليها بقرار واحد! إذاً لا شك أنّ هذا الانكشاف القطري والواقعة الجديدة ليست مفيدة للخليج والدول الأربع المكافحة للإرهاب فحسب، بل للمنطقة والعالم أجمع؛ لأنه يظهر مدى ما تُمارسه السلطات في الدوحة من سياسة خبيثة وخطيرة بشكل واضح، لا يقبل اللبس، وما يجب على لندن وكل الدول التي طالها تهديد النظام القطري الإرهابي أو استهدفها أن تتحرك عملياً وتتعامل بجدية مع الواقع الحقيقي لهذا النظام في وقائع إرهابية تهدد أمن تلك الدول، الأمر الذي لا يقبل معه المداهنة أو غض النظر عن سلوكيات تنظيم الحمدين الإرهابية بحسب ظاهرها الطبيعي الذي تخادع به، بينما باطنها يضمر الشر لكل دول المنطقة. Your browser does not support the video tag.
