أثنى مفتي الديار المصرية د. شوقي إبراهيم علام على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والعمار والزوار. وقال: إن الواقع يؤيد هذا الدور، ويدحض كل التشكيكات، فالمملكة رائدة هذا الميدان وهي الأقدر والوحيدة التي تدير هذا الملف، وكل من يقول غير ذلك فهو مجافٍ للحقيقة ومكابر في نفس الوقت، فتاريخها قوي وشاهد على خدمة الحرمين، ولا يمكن لأحد أن يقوم مقامها في هذا الصدد. وقال د. علام في تصريح له عقب حضوره فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي لإعمار مكةالمكرمة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة: موجهاً شكره لسمو الأمير خالد الفيصل؛ للجهود التي يقوم بها في خدمة البلد الحرام وللمقدسات والمشاعر الإسلامية في هذا البلد الطيب بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله تعالى-. من جهة أخرى، نوه د. علام بلقاء وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بعدد من أصحاب الفضيلة المفتين وكبار الشخصيات الذين شاركوا في المؤتمر، قائلاً: إن لقاء العلماء والتواصل فيما بينهم يدفع إلى المزيد من التلاقي وتقارب وجهات النظر، فالحوار والتواصل جزء مهم في هذا العصر الذي نعيشه حيث لا مجال الآن لأن يعيش العلماء في معزل عن قضايا أمتهم، بل لابد من العمل الجماعي، منوهًا بالرسالة التي دفع بها المؤتمر من خلال ورش العمل والجلسات المختلفة من أن العمل الجماعي والمشترك هو الأساس لنهضة الأمم؛ ولذلك على المسلمين أن يدركوا هذا الدرس، وأن يتعاملوا بأسلوب جماعي يحقق المصلحة ويحقق الأمن الفكري والمجتمعي للمسلمين جميعاً. وعن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الذي زار جناحه في المعرض المصاحب للمؤتمر، قال د. علام: إننا نثمن هذا البرنامج وهذا المشروع الكبير الذي يهدف إلى تكاتف الجهود والتواصل بين العلماء؛ إذ إنه يستهدف النخبة والصفوة من كل دولة من المفكرين وأساتذة الجامعات والمشايخ والمفتين والوزراء وغيرهم، وهؤلاء في صدارة المشهد من حيث صنع القرار والتأثير في المجتمع، فاجتماعهم وتلاقيهم في أيّام الحج المباركة وفي مواسم العمرة من أجمل وأجود اللقاءات. وعن الوسطية والاعتدال وسبل نشرهما والتحديات التي تواجههما وطرق دفعها والتصدي لها، قال: إن الرسول -صلي الله عليه وسلم- كما قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- "كان خلقه القرآن"، فعندما يكون الإنسان نموذجاً حضارياً آخذاً بزمام تعاليم الدين الإسلامي مبرزاً لشخصيته الإسلامية الحقيقية الحضارية عند ذلك حتى لو لم يتكلم ولو لم يعظ ولم يخطب فإنه يترجم بكلمات صامتة عن الإسلام الحقيقي الصافي الذي أخذه وورثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. وزاد: إننا بالفعل أمام تحديات كبيرة جداً في هذا الوقت ومواجهتها تقتضي أولاً إبراز وإظهار الصورة الصحيحة للإسلام ودفع كل الشبهات حول هذا الدين، والمفاهيم المغلوطة التي سرقها نفر من الإرهابيين وأخذوها في سياق آخر وأسندوها إلى مفاهيم الفقهاء وإلى الشرع الشريف، مبينًا أن المطلوب هو إعادة المسيرة من جديد من خلال إعادة المفاهيم إلى حقيقتها التي سلبت وسرقت منها، وأن التحديات تواجه بعنصرين أساسيين عنصر البناء وعنصر دفع التحديات والتهديدات فنقيم الإنسان الحقيقي النموذجي الحضاري ومن ثم ندفع عنه كل الشبهات والتحديات. واختتم مفتي مصر د. علام تصريحه سائلاً الله -سبحانه وتعالى- أن يوفق المملكة قيادة وشعباً وملكاً إلى كل ما يحبه ويرضاه، وأن ينهض بهذا البلد نحو الرقي والتقدم والازدهار، وأن يحفظ المملكة ومصر وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.