استضاف النادي الأدبي الثقافي بالطائف مؤخرا القاص والناقد الدكتور حسن النعمي أستاذ السرديات المعاصرة والمسرح بجامعة الملك عبدالعزيز في محاضرة حول المفاهيم السردية. تحدث في بدايتها عن مثلث الكاتب والقارئ والنص. وذكر أن على القارئ مسؤولية كبرى في استقبال النص حيث إن البعض يبحث عن لذة التذوق الجمالي لبناء النص فتكون العلاقة بينه وبين النص السردي علاقة جمالية، وهناك نزعة اخرى وهي نزعة الفضول وهي غالبا ما تكون عند العامة. وهذا ما يجعلهم يتابعون المسلسلات والدراما بكثرة حيث تنتهي بنهايات ترضي المشاهدين بنهايات سعيدة وهي انتصار الحق أو البطل في نهاية المسلسل. وقال: إن الرواية الحديثة تتمرد على هذه النهايات السعيدة. ثم تحدث عن مصطلح سرد الوقائع ووقائع السرد، مبينا أن سرد الوقائع هو سرد تاريخي ، وضرب مثالا على مسلسل الحجاج بن يوسف الثقفي وإعادة صياغة التاريخ في هذا المسلسل وإعادة انتاجه بما يعطي صورة جديدة لهذا التاريخ. وعن العلاقة بين السرد والتاريخ، افترض أن لا تعكس الرواية ما يحدث في الواقع لأنها تكتب واقعا موازيا وليس مطابقا له. لأنها تعبر عن ذات صاحبها تجاه المجتمع والكون والحياة. وزاد: إن مهمة الفنون ليست عكس الواقع ومطابقتها له. وتساءل.. هل النص السردي ساكن أم متحرك؟ ليفند أن النص السردي متحرك وأن الذي يحركه فعليا هو القارئ. والنص يحيا بالتلقي وبالقراءة والقارئ. وكلما تعددت القراءات كلما زدادت حركة النص. ثم عرج على مفهوم السرد وتعريفه اللغوي والإجرائي حيث تحدث عن السرد والوصف في الرواية وعن التوازن في الرواية من حيث البنية والطول والقصر واشباع البنية الوصفية للعمل وتحمل النص لهذه البنية من ملامح البيئة الزمانية والمكانية. مؤكدا ان الإغراق والإطناب في البنية الوصفية قد يؤدي الى ترهل النص وعدم تحمل بنيته الأساسية للبنية الوصفية، مبينا أن السرد يمكن ان يكتب خارج اللغة، مثل التشكيل وبعض الفنون السينمائية.