كل لاعبي كرة القدم في الوطن طموحهم ارتداء الشعار "الأخضر" والدفاع عنه والتفكير بذلك منذ أن يكون اللاعب في خطواته الأولى مع الفئات السنية وطموحه الكبير تمثيل المنتخب والتشرف بالدفاع عن الوان الوطن الكبير، لكن في النهاية التمثيل يتطلب العمل واستثمار الموهبة والمهارة وتطوير الأداء والتمسك بالخانة والايمان بضرورة الاحتراف واظهار ملامحه القوية على تعامل اللاعب وتصرفاته، وتطلعه إلى مكانة أفضل بصفة دائمة، وإذا كان التمثيل جله من الفرق الكبيرة فهذا لا يمنع أن يلعب ل"الأخضر" نجوم من فرق مغمورة سواء في الدوري الممتاز أو دوري فيصل بن فهد. مع المدرب الحالي الأرجنتيني ادغاردو باوزا لا مكان للاسماء ولا استنساخ لتشكيلة سابقة بدليل الفرق الكبير بين قائمة اللاعبين في المعسكر السابق والقائمة الحالية التي تضم عشرة نجوم جدد فيما استبعد 13 نجما كانوا ضمن قائمة المعسكر السابق، وهذا ما يفسر على أنه رسالة قوية مضمونها أن البقاء للاصلح وليس لمن نام على نجومية المعسكر السابق وقل عطاؤه ولم يستيقظ، وحتى بعض النجوم الذين كان لهم حضور قوي في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 تخطاهم المدرب في اختياراته الحالية، وكان لسان حاله يقول راجعوا حساباتكم وطوروا أداءكم الفني. هداف المنتخب في التصفيات المهاجم محمد السهلاوي خارج القائمة وكذلك الحال مع ناصر الشمراني ونايف هزازي وبقية قائمة ال13 المبعدين فيما ضمت القائمة الجديدة عشرة نجوم ستكون الفرصة متاحة امامهم بشكل كبير لا ثبات وجودهم، وبما أن الفترة ما بين المعسكر الحالي والمعسكر الاعدادي قبل خوض "المونديال" طويلة فالفرصة متاحة لكل النجوم والمدرب لن ينظر للاسماء وما يطلبه المشجعون بل ستكون نظرته متوجهة بشكل أكبر للعطاء الفني، وهذا سيجعل التنافس على أشده بين نجوم الدوري السعودي الممتاز لا رتداء الشعار الأغلى وتسجيل حضور عالمي إذا ماطور اللاعب مستواه والظفر بالفرصة الذهبية التي تجعله ينقش اسمه بحروف من ذهب كما فعل النجوم الذين شاركوا في "المونديالات" الأربعة الماضية. كلنا أمل بعطاء جديد من النجوم الجدد ورؤية جيل مميز يخدم المنتخب السعودي ورياضة الوطن فترة طويلة، حتى يعود ذلك على قوة الأندية وتعزيز حضورها على مستوى المشاركات الخارجية والعودة إلى الواجهة القارية بصورة مختلفة وطموح لا يتوقف، أيضا نأمل أن يستوعب جميع اللاعبين السعوديين رسالة رئيس مجلس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ عندما قال (إن أكثر من 99 % من اللاعبين لم يستوعبوا الاحتراف) وهذا مؤشر خطير جدا وتأكيدا على أن العقود وضرورة الاستفادة من حيث المال وتطوير المستوى مجرد حبر على ورق وأن الاحتراف طوال ال28 عاما الماضية لا يعدو كونه صرف للملايين من دون أن يكون له مردود على مستوى اللاعب وعقليته الاحترافية والمسابقات السعودية والمنتخبات بشكل عام.