في ذات اليوم الذي كان فيه البطل السعودي الناشئ لاعب نادي السلام بالعوامية محمد السويق يطوف براية التوحيد فرحاً بعد فوزه ببطولة العالم، قبل أن يتوشح بها على منصة التتويج منتشياً، فيما كان يعزف السلام الملكي السعودي وهو يضرب التحية ميمماً وجهه صوب السارية، كان رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت يقول للصحفيين في معسكر المنتخب: "كما لدينا أبطال في الحد الجنوبي يذودون عن الوطن في الحد الجنوبي، فإن لدينا هنا 25 بطلاً يمثلون وطنهم ليرفعوا راية العز والفخر والنصر بوصولنا لكأس العالم بإذن الله". بين إنجاز السويق العالمي الفريد، وآمال عزت بالوصول للمونديال مجدداً لا يغيب الوطن عن المشاعر لحظة، ولا يفارق الوجدان برهة، فالرسالة المفعمة بالأحاسيس الوطنية التي بعثها ابن العوامية كانت من البلاغة بحيث لامست شغاف قلب كل سعودي، فكان التفاعل معه بحجم الإنجاز، وحينما نطق قال بحكمة بالغة، ووعي متناهٍ: "إنما أنا جندي مجند لخدمة بلادي، وما قدمته ليس سوى رد دين لوطني ومليكي"، فأسمع السويق بكلماته المدوية من به صمم. في هذا الوقت كنت في اتصال مع رئيس نادي السلام فاضل النمر هذا الشاب المثقف الذي يتضوع وطنية ويفوح ولاءً مهنئاً له بالإنجاز، فإذ به يبادرني بالقول: "هذا الإنجاز هو هدية أبناء العوامية لقيادتنا الرشيدة، فنحن وما نملك فداء لوطننا، الذي نرخص دونه أرواحنا"، وما كدت أعقب حتى قاطعني وقدت بدى منتشياً وواثقاً: "ذهبية محمد السويق العالمية لن تكون الأخيرة، ففي نادي السلام من الأبطال من سيجودون لوطنهم بالإنجاز تلو الإنجاز، وإنني أراهن على ذلك". تلك الروح الوطنية التي تمثلت في حديث السويق والنمر، هي ذاتها التي انطلق منها عادل عزت المشبع حماسة ووطنية، غير أن ما يؤسف له هو خروج بعض من أعماهم التعصب، وجنحت بهم الفذلكة محاولين إخراج حديث عزت عن سياقه بحجة أن لا وجه مقارنة بين اللاعبين وجنود الوطن، ولفرط جهلهم باللغة وبلاغتها فاتهم أن مقاربته تلك إنما هي إعلاء من شأن جنودنا البواسل، الذين باتوا مضرباً للمثل في الفداء والتضحية، وأن لاعبي المنتخب سيحملون معهم تلك الروح الوطنية كجنود مجندة في خدمة وطنهم، إذ يسعون لرفع راية التوحيد خفاقة في "المونديال"، ولكنه الجهل ألا قاتل الله الجهل!.