أكد المشاركون في مؤتمر "الإعلام العربي والعالمي" أمس أن الافتقار إلى آلية واضحة موثوق بها لرصد الأداء الإعلامي سواء على مستوى معدلات توزيع الإصدارات الصحفية المختلفة ومعدلات المشاهدة للإعلام المرئي والمسموع، يعتبر من أخطر التحديات التي تواجه مجال الإعلان في المنطقة. جاء ذلك خلال ورشة عمل شارك في فعالياتها كل من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الشركة السعودية للأبحاث والنشر، ومحمد ملحم مدير المجموعة لشؤون التسويق والتجارة والعلاقات العامة، وظفر صديقي الرئيس التنفيذي لمحطة خ العربية، ومايك جيلام من شركة يونيليفر الشرق الأوسط وأدار النقاش توم غاردنر رئيس "ريدر ديجست". وخلال مداخلته، قال الأمير فيصل بن سلمان إن مجال الإعلان في المنطقة يعاني من الافتقار إلى مؤشرات ومعلومات دقيقة ومحدثة حول معدلات التوزيع والمشاهدة في المنطقة العربية، مما اثر سلبا بتراجع مستوى ثقة المعلنين في المعلومات المتوافرة حاليا. وأكد سموه أن مسألة تقسيم جمهور المتلقين إلى قطاعات محددة وعمل المؤسسات الإعلامية على تقديم إصدارات صحفية تلاقي متطلبات القطاعات المستهدفة يعتبر تحدياً آخر حيث أصبح الواقع الإعلامي يؤكد صعوبة إضافة إصدارات صحفية جديدة إلا إذا كان هناك تركيز على اصدارات متخصصة تخدم قطاعات سوقية بعينها. وحول تأثير الإعلام الإلكتروني والإنترنت على مستوى أداء الصحافة المطبوعة قال سموه إن "الاحصاءات في الولاياتالمتحدة على سبيل المثال تشير إلى أن نسبة قراء الصحف المطبوعة تساوي حوالي 71% من القراء بينما تصل نسبة قراء الصحف الإلكترونية إلى 22% والنسبة الباقية موزعة بين الاثنين، وأن الإعلام الإلكتروني لن يشكل تهديدا للإعلام التقليدي". وعن معدلات الإنفاق الإعلاني التلفزيوني في المنطقة، قال ظفر صديقي أن الإحصاءات الحالية تشير إلى أن المتوسط يتراوح ما بين 300مليون و 375مليون دولار أمريكي وقال إن هناك العديد من العوامل التي تبشر بإمكانية نمو الإعلان التلفزيوني في المنطقة خلال المرحلة المقبلة خاصة في ظل التكنهات بمحافظة أسعار النفط على معدلاتها الحالية، وزيادة معدلات السيولة المالية في الأسواق، وطالب صديقي بإيجاد كيان تشريعي يختص بوضع المعايير لتأكيد شفافية المعلومات المتعلقة بالإعلان في المنطقة خاصة على مستوى الإعلان التلفزيوني. وأضاف أن قطاع التلفزيون شهد خلال السنوات القليلة الماضية نموا هائلا حيث تجاوز عدد المحطات التي تخدم المنطقة حاليا 200محطة متنوعة في حين تنبأ أن يساهم نمو الإعلام الإلكتروني في دعم الإعلام التقليدي وقال إن التطور التكنولوجي أصبح يفتح مجالا أكبر للتكامل خاصة في ظل ظهور تقنيات جديدة مثل التلفزيون التفاعلي. من ناحية أخرى، أشار محمد ملحم إلى المبادرة التي أطلقتها الجمعية الدولية للإعلان بدول مجلس التعاون الخليجي والتي تهدف إلى رصد الأداء الإعلاني التلفزيوني في المنطقة إلا أنه أكد أن المبادرة لا تزال في مرحلة التطوير ، بينما علق مايك جيلام قائلا إن الجميعة لا تسطيع التحرك بحرية نظرا لافتقارها إلى التوصيف الرسمي الذي أعرب في أمله لحصول الجميعة عليه في القريب. وأضاف مايك جيلام بصفته ممثلا عن إحدى الشركات المعلنة أن الشركة تعاني من عدم وجود معلومات دقيقة حول معدلات التوزيع والقراءة والمشاهدة في المنطقة، بما يشكل تحديا حقيقيا أمام المؤسسة في رصد المردود المتوقع من وراء الأموال التي تنفقها على الإعلان سنويا. وأرجع جيلام فشل معظم المبادرات الرامية إلى متابعة أحوال السوق الإعلانية في المنطقة بهدف إعطاء معلومات دقيقة حول السوق إلى فشل المعلنين والجهات الإعلامية في الاتفاق على معايير موحدة.