الهلال «المنقوص» يقصى الاتحاد ويحجز مقعداً في نهائي «أغلى الكؤوس»    سمو محافظ الخرج يكرم الجهات المشاركة في حفل الأهالي لزيارة سمو أمير المنطقة    سمو أمير منطقة الباحة يستقبل مدير شرطة المنطقة ويتسلم التقرير السنوي لعام 2023    الأمان في دار سلمان    المملكة ترشد 8 ملايين م3 من المياه    مشروع سياحي استثنائي ب"جبل خيرة"    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    الهلال يتفوق على الاتحاد ويتأهل لنهائي كأس الملك    الدراسة عن بُعد بالرياض والقصيم بسبب الأمطار    الوسط الثقافي والعلمي يُفجع برحيل د. عبدالله المعطاني    من أحلام «السنافر».. مانجا تعزز دورها في صناعة الألعاب    خبير قانون دولي ل«عكاظ»: أدلة قوية لإدانة نتنياهو أمام «الجنايات الدولية»    مدرب بلجيكا يؤكد غياب تيبو كورتوا عن يورو 2024    أمريكا تطلب وقف إمداد الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة    نمر يثير الذعر بمطار هندي    تطوير العمل الإسعافي ب4 مناطق    فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية المكسيك يناقشان آخر التطورات في قطاع غزة ومحيطها    موسم الرياض يطرح تذاكر نزال الملاكمة العالمي five-versus-five    مهتمون يشيدون ببرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونيسكو    41 مليون عملية إلكترونية لخدمة مستفيدي الجوازات    محافظ الريث يستقبل مفوض الإفتاء الشيخ محمد شامي شيبة    عسيري: مناهضو اللقاحات لن يتوقفوا.. و«أسترازينيكا» غير مخيف    «جامعة نايف العربية» تفتتح ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات حول مكافحة تمويل الإرهاب.. في الرياض    أغلى 6 لاعبين في الكلاسيكو    دوريات «المجاهدين» بجدة تقبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    ميتروفيتش ومالكوم يقودان تشكيلة الهلال ضد الاتحاد بنصف نهائي كأس الملك    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لجودة الحياه    مساعد وزير الدفاع يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية والعالمية في إسبانيا    نائب أمير مكة يطلع على الاستعدادات المبكرة لحج 1445    وزير الصناعة والثروة المعدنية يرعى أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2024    اجتماع الرياض: إنهاء حرب غزة.. والتأكيد على حل الدولتين    مفوض الإفتاء بالمدينة: التعصب القبلي من أسباب اختلال الأمن    مجلس الوزراء يجدد حرص المملكة على نشر الأمن والسلم في الشرق الأوسط والعالم    3000 ساعة تطوعية بجمعية الصم وضعاف السمع    الحقيل يجتمع برئيس رابطة المقاولين الدولية الصينية    شؤون الأسرة ونبراس يوقعان مذكرة تفاهم    مدير هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة نجران يزور فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة    فهد بن سلطان يطلع على الاستراتيجية الوطنية للشباب    وزير الطاقة: لا للتضحية بأمن الطاقة لصالح المناخ    الصحة: تعافي معظم مصابي التسمم الغذائي    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34.535 شهيدًا    فيصل السابق يتخرج من جامعة الفيصل بدرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الثانية    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في منظمة سيجما الدولية    إطلاق هاتف Infinix GT 20 Pro الرائد    الفرص مهيأة للأمطار    الذهب يتراجع 4.6 % من قمته التاريخية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    وهَم التفرُّد    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    لوحة فنية بصرية    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلفاكير: أطماع النخب الحاكمة في الشمال تكرس فكرة انفصال الجنوب
«الرياض» تحاور النائب الأول لرئيس السودان رئيس حكومة الجنوب
نشر في الرياض يوم 03 - 12 - 2005

أعطت اتفاقية السلام الشامل.. الحركة الشعبية لتحرير السودان فرصة الإمساك بتلابيب الحكم والسيطرة الكاملة على كل مفاصل السلطة في الجنوب خلال الفترة الانتقالية..
هذا الواقع وضع الحركة الشعبية أمام أمور مفصلية في طليعتها إمكانية تحولها من حركة عسكرية ثورية إلى سياسية مدنية.. وكيف ستمارس الحركة الشعبية صلاحيتها في الجنوب بعد اتفاق السلام؟ وهل تستطيع إدارة دفة الأمور هناك لوحدها؟ وما موقفها من قضية الوحدة، وما حظوظ برنامج السودان الجديد الذي تطرحه الحركة من النجاح؟ وهل تستطيع أن تتماسك بعد غياب الشخصية الاستثنائية التي رسمت رؤى الحركة الشعبية وملامحها ذلك الفذ جون قرنق؟ أم أنها ستنهار؟؟
أسئلة مهمة طرحتها «الرياض» في حلقتها الأخيرة على سلفا كير ميارديت الذي خلف قرنق في جميع مناصبه بدءاً من رئاسته الحركة الشعبية إلى نيابة الرئيس السوداني وصولاً إلى رئاسة حكومة الجنوب مؤخراً..
ولأن الشكوك والتنبؤات حامت حول رؤيته إزاء قضية الوحدة وجنوحه بانفصال الجنوب واقصاؤه الشماليين في حركته وسيل من الاتهمات جعلته صاحب الشخصية المثيرة للجدل في الوسط السياسي السوداني..
ولأنه كذلك.. قصدت «الرياض» جوبا لتقف معه وجهاً لوجه وتسأله عن جوانب المشهد الجنوب سوداني كافة..
سلفا كير رفض كل الاتهامات التي تصفه بالانفصالي والاقصائي قائلاً: حاربت من أجل قضية شعب جنوبي السودان المظلوم وكان الهدف بناء سودان جديد يضم الجميع في جو مفعم بالحرية والعدل والمساواة».
ويرى سلفا كير في حديثه ل «الرياض» تمسك نظام الخرطوم بالسلطة قد يدفع الجنوبيين إلى الانفصال. وطالب ابداء حسن نية خلال الفترة الانتقالية كي يكون خيار الوحدة جاذباً داعياً في الوقت نفسه الدول العربية الاستثمار في جنوبي السودان..وفي رد عن سؤال حول إذا ما تم الانفصال بعد إعمار الدول العربية الجنوب قال «إذا انفصلنا ستجمعنا علاقات طيبة مع العالم العربي وسنصبح جيراناً أصدقاء أقوياء فلا ضير». ورأى أن أهم أوليات حكومة الجنوب التي يترأسها هو ايجاد حل لأزمة النازحين وتنمية الجنوب الذي لحق به الدمار بعد حرب دامت لأكثر من 12 عاماً. والتزم سلفا كير في استمرار الحوار الجنوبي - الجنوبي من أجل التوصل إلى أرضية تجمع المكونات الجنوبية كافة.
وفيما يلي نص الحوار:
في البداية.. وبعد تشكيل حكومة الجنوب ما أولياتها في المرحلة المقبلة؟
- في جنوبي السودان كل شيء ضروري والأولية تشمل كل شيء، وإننا لم نرث أي شيء، فنحن قادمون من الغابة ومن الحرب، وسنبدأ الحكم من الصفر. إنك إذا نطرت الآن إلى جوبا التي يفترض أن تكون عاصمة جنوبي السودان. لا يوجد فيها شيء، ليس فيها طرق، ولا مدارس، ولا مستشفيات لا يوجد شيء.. بل حتى لا توجد بها كهرباء ولا مياه وإذا تحدثت عن الأوليات فإنك تجد هذه الأشياء كلها مهمة ولا يمكن ترجيح شيء على الأشياء الأخرى ونجد قضية النازحين داخل البلاد، فمنهم من نزح إلى الخرطوم، وبعضهم في جنوبي السودان. ويود هؤلاء العودة إلى مناطقهم فهم يحتاجون إلى الاستقرار، ويحتاج إلى كل الخدمات. ولدينا لاجئون في دول الجوار وفي الدول الأوروبية. ولدينا كثير من الأشياء التي نريد ترتيبها قبل الحديث عن استقرارهم في جنوبي السودان.
هل بدأت حكومة الجنوب في وضع آلية لعودة النازحين إلى الجنوب؟
- نحن حتى الآن لا نعمل كحكومة ولكن بعد تشكيل الحكومة سوف نضع الترتيبات للكيفية التي يتم بها إعادة توطين النازحين واللاجئين وقد قمنا بالفعل بإبلاغ المجتمع الدولي وكل المانحين وأصحاب النوايا الحسنة للمساهمة وتقديم الأموال للهيئات التي تعمل على إعادة توطين اللاجئين والنازحين، بحيث يبدأ تنفيذ البرنامج الخاص بإعادة التوطين التي من المفترض أن يبدأ تنفيذها مباشرة بعد شهر نوفمبر.
إلى أي حد نستطيع القول إن حكومة الجنوب تمثل كل الجنوبيين؟
- حسناً، حكومة جنوبي السودان كما يتضح من اسمها تمثل كل الجنوبيين وتم تشكيلها بحيث كان نصيب الحركة الشعبية لتحرير السودان (07٪) والمؤتمر الوطني (51٪) و(51٪) للأحزاب السياسية الجنوبية الأخرى. وعليه سوف تمثل هذه الحكومة كل الجنوبيين من كل الأحزاب والتنظيمات، بما في ذلك الجماعات المسلحة الأخرى التي كانت تقاتل معنا لها ممثلون في برلمان الجنوب، وسيتم تمثيلها أيضاً في مجالس الولايات.
ولكن لم يشمل التشكيل الذين قاتلوا معكم من جبال النوبة وأعالي النيل؟
- بالنسبة لشعب جبال النوبة تم تمثيلهم في حكومة الوحدة الوطنية ولكن لم يكن لهم تمثيل في حكومة جنوبي السودان. وبالنسبة لمنطقة النيل الأزرق فلها تمثيل في حكومة الوحدة الوطنية في الخرطوم، ولكن لم يكن لها تمثيل هنا أما أعالي النيل فهي جزء من الجنوب ويوجد أعضاء منها هنا أيضا.
فيما يتعلق بمشاركة قوات دفاع الجنوب والمليشيات التي حاربتكم، لماذا كان لها نصيب في حصتكم. فهنالك تيارات وسط الحركة الشعبية تقول إنك تنازلت عن نهج الحركة الشعبية الذي وضعه جون قرنق، فهؤلاء قاتلوكم وأنت منحتهم حصة من عندك ولم يأخذوا حصة من الحكومة؟
- لم أتنازل عن أي شيء لصالح الجماعات المسلحة الأخرى ما أسعى إليه هو وحدة شعب الجنوب وهذا هو السبب الذي جعلنا نعطيهم تمثيلاً. نحن نعلم أننا حاربناهم وحاربونا لم تكن عندهم قضية كنا نود تحريرهم، وكانوا لا يريدون أن يتحرروا، ومازلنا نود أن نخبرهم أنهم ينتمون إلينا، وهذا هو السبب الذي منحناهم به تمثيلاً، وليس لأي سبب آخر. حكومة الشمال لا تستطيع إعطاءهم تمثيلاً لأنهم ليسوا من شعبها فقد استخدمتهم فقط للتخريب.
لكن ألا توجد حصة للمؤتمر الوطني في حكومة الجنوب؟
- هذا الشيء نفسه الذي ورد في اتفاقية السلام للمؤتمر الوطني 03 في المائة والنوبة 51 في المائة في حكومة الجنوب، ولدينا 03٪ في حكومة الجنوب وهذا من حقهم بموجب الإتفاقية إذا كانوا سيمنحون تلك الحركات تمثيلاً فهم أحرار في ذلك «على كيفهم».
ألا يوجد تغيير في نهج الحركة الشعبية أو تنازل؟
- ليس هنالك تغيير.
ألا ترى ذلك تنازلاً؟
- لا تعد ذلك تغييراً. نحن نود فقط وحدة الشعب.
هناك محاولة من سيادتك لجعل كل أطياف جنوبي السودان ممثلة في الحكومة. ألا يتناقض ذلك مع الاتفاقية. حيث إن الاتفاقية على كيفية توزيع السلطة والثروة ألا تخشون من أن يكون في ذلك خرق لاتفاقية السلام بنيفاشا؟
- لايوجد أي فرق للاتفاقية على الاطلاق تنص الاتفاقية بوضوح على أن الحركة الشعبية الحزب الرئيس في جنوبي السودان ولكن عليها أن تشارك الأخرى في الجنوب ما حدث ليس من عندي، إنه موجود في الاتفاقية. وعليه لدينا ستة أحزاب سياسية في جنوبي السودان. ومن حقها أن تشارك معنا في تشكيل الحكومة بالإضافة إلى حزب المؤتمر الوطني، وهو الحزب الحاكم وهو شريكنا. وعليه ليس هنالك تغيير في الاتفاقية ولا خرق له. كل هذه الأشياء منصوص عليها في الاتفاقية.
ما طبيعة العلاقة بين حكومة الجنوب وحكومة الشمال؟ كيف ستكون هذه العلاقة؟
- حسب اتفاقية السلام لن تكون هنالك مشكلة. فأنا رئيس حكومة الجنوب وفي الوقت نفسه النائب لرئيس الجمهورية وهكذا هنالك رابطة، حيث أنا على المستوى الوطني الرجل الثاني. وعلى مستوى الجنوب أنا رئيس حكومة الجنوب. وعليه كل هذه الأشياء ترجع للرئيس، فالرئيس فوق الجميع.
هل ستعزز برأيكم نطاق الوحدة؟
- هذا الشيء لا نستطيع الحديث عنه،لأنه مايزال أمامنا ست سنوات.
ألا يعني وجود دستور في الجنوب ودستور في الشمال انفصالاً وألا يعني ذلك وجود دولتين؟
- لا تقول إن هنالك دولتين، فقط هنالك نظامان في بلد واحد. وهذا هو السبب في وجود دستورين. وبوجد دستورين لأن شعب شمالي السودان يود الاحتفاظ بمعتقداته الدينية التي يستطيع من خلالها تبني الشريعة الإسلامية في دولهم. ويود الجنوبيون الانطلاق من مبادئ علمانية، بحيث يكون للدين علاقة بالدستور. فأصبح لدينا بلد واحد ونظامان للحكم في الشمال وفي الجنوب.
هنالك من يقول إن إتفاقية الشمال وهمية، وهي تكرار لاتفاق عام 2791م إذ لا تمثل كل الشماليين كما لا تمثل كل الجنوبيين، ما رأي سيادتكم في هذا القول؟ يعني يمكن انهيارها في أي لحظة؟
- يختلف الاتفاق الشامل الذي وقعنا عليه مع المؤتمر الوطني عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام (2791) في أديس أبابا. وعليه لا نعتقد بوجود مقارنة بين الاتفاقيتين. إتفاقية السلام الشاملة التي وقناها لها ضمانات. تضمن تطبيقها ولا يمكن انهيارها بالبساطة التي يراها المحللون. نحن نعتقد أنها اتفاقية سلام دائمة. وأي جهة لم تشارك في المفاوضات سوف تشارك في التطبيق وسوف يكون ذلك عبر الانتخابات وقد اشتركت الاحزاب السياسية الشمالية في الحكومة الحالية. وهذه الاحزاب لم تشارك في المفاوضات لكنها ستشارك في التصويت. كما سيشارك التجمع الديمقراطي في الانتخابات وفي كل نظام لابد من وجود معارضة. ولا يعني القول إن الصادق المهدي يعارض ويرفض الاتفاق أن كل الشعب السوداني يعارضه ويرفضه. بل يعني أن الصادق المهدي أو الترابي أو غيرهم هم الذين يرفضون الاتفاق، ولكن الاتفاق باق.
فيما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية أبدت الحركة الشعبية ليونة، أو عدم اهتمام أو لامبالاة وفي نهجها طيلة أيام المفاوضات كان هنالك تمسك بالمفاصل سواء في المفاوضات هنا أو هناك. لكن في تشكيك الحكومة أبدت ليونة لدرجة أنها لم تهتم بوزارة الطاقة مع أن 09٪ من موارد النفط في السودان في الجنوب فكيف تخلت الحركة الشعبية عن مفصل حقيقي خلال ست سنوات تستطيع فرض أجندة لها؟
- نعم تنازلنا عن وزارة الطاقة لحزب المؤتمر الوطني، ليس لأنه لا يوجد لدينا سبب. لقد تنازلنا عن وزارة الطاقة لأن المؤتمر الوطني لم يبد حسن النية الذي تقتضيه الشراكة بحيث إننا كنا سنستمر في التفاوض والجري حتى الآن بدون حدوث مشكلة. نحن نعتقد أن المؤتمر الوطني.كان مهتماً بشيء واحد، بشخص واحد هو وزير الطاقة الذي كانوا لا يريدون فقده وبالنسبة لنا، إلى تقسيم البلاد. وأعتقد أن الجنوبيين سيصوتون للانفصال في الاستفتاء، لأنهم سيعتقدون أن الشماليين لا يرغبون فيهم، وأن همهم الوحيد هو النفط وأنهم لا يرغبون في وحدة الشعب. وهذا ما قلناه لهم في المفاوضات. قلنا لهم امنحونا هذه الوزارة لأن ذلك سيشجع الجنوبيين، بحيث يصوتون للوحدة عند إجراء الاستفتاء لكنهم قالوا لنا إذا منحناكم الوزارة فإن ذلك سيحرمهم من وزيرهم، وهذا ما لايريدونه فقلنا لهم حسناً هل ترغبون في الأفراد أم ترغبون في وحدة البلاد.
هل تعتقد أن هنالك اتجاهاً إنفصالياً لدى الجنوبيين بسبب تلك الوزارة؟
- هذا ما يتحدثون عنه في الطرقات. فالجنوبيون في الخرطوم يتحدثون عن الانفصال.
بسبب وزارة الطاقة؟
- نعم.
لماذا لم تتمسكوا بتلك الوزارة سيادة الرئيس؟
- لماذا نتمسك بها مادام شركاؤنا في المؤتمر الوطني يعرفون نتيجة حصولهم على وزارة الطاقة.
هل لديكم وزير طاقة في حكومة الجنوب؟
- نعم لدينا وزير للطاقة والتعدين في الجنوب
لذلك تنازلتم عن وزارة الطاقة ولم تهتموا بها؟
- لا ، لا.. على الإطلاق!
هنالك من يتحدث عن صفقة بينكم وبين المؤتمر الوطني. هم يأخذون الوزارة وأنتم تأخذون حقكم نقداً وانتم تقولون نقبل ذلك ثم نرفض بعد ست سنوات؟
- اتفقنا على اقتسام الثروة ننال (05٪) في المائة وينالون (05٪) واتفقنا ايضاً على اقتسام الطاقة حسب ما جاء في البروتوكول.
نحن نعتقد اننا من جانبنا فعلنا كل شيء بحسن نية، لكننا نود الحفاظ على وحدة البلاد فكل النفط الذي يصدر حالياً من جنوبي السودان وكل عمليات الاستكشاف وكل امتيازات التنقيب الممنوحة حالياً في جنوبي السودان، بالرغم من عدم اكتشاف النفط في شمالي السودان، مازال النفط موجوداً في جنوبي السودان، ومازلنا نسعى للحفاظ على وحدة البلاد. لأن انفصال الجنوب سيؤدي الى تمزيق باقي اجزاء السودان الأخرى التي لن تظل متحدة. فهنالك حرب في دارفور ولا ندري ما سينتج عنها، وهنالك حرب ايضاً في شرقي السودان، وعليه يمكن ان ينقسم السودان الى دويلات صغيرة قلنا لهم دعونا نحافظ على السودان دولة متحدة، ونعمل على تنميته بطريقة تشمل كل مواطنيه. الانفصال لن يأتي من الجنوبيين نحن لا نريد الانفصال.
هنالك من يقول انكم يا سيادة الرئيس انفصالي. وان قرنق كان ضماناً للوحدة ولأن قرنق وحدوي اختلفت معه اثناء المفاوضات لأنه قدم تنازلاً للشماليين ما ردكم على ذلك؟
- اذا كنت انفصالياً او وحدوياً سيتحدد عندما يذهب الناس للاستفتاء. اما قرنق فقد توفي ولا يعرف احد ما اذا كان وحدوياً او انفصالياً. نحن لا نريد الحكم على مقولة انه وحدوي، فنحن لا نريد الكلام عن شخص اصبح غير قادر على الدفاع عن نفسه. بل ندعو له بالرحمة. اما بالنسبة لي فقد حاربت من اجل قضية، وهي قضية شعب جنوبي السودان. والآن اتفقنا على ترك الأشياء على حالها حتى يفصل فيها عن طريق الاستفتاء، عندما كنا نقاتل كنا عدة مجموعات بدأنا تحت راية الحركة الشعبية لتحرير السودان، ثم حدثت بيننا انقسامات، هنالك مجموعات تقاتل لانفصال جنوبي السودان واستقلاله. وجماعتنا بقيادة الراحل قرنق كانت تقاتل لوحدة السودان.
من هم الذين كانوا يقاتلون لانفصال جنوبي السودان؟
- لقد رحلوا جميعاً توفي كثير منهم.
لكن هنالك تيار في الحركة يعمل حالياً للانفصال. ويرى بعض انهم محقون، فالجنوب غني بالنفط والطبيعة الساحرة والماء والثروة الحيوانية. ويعيش الجنوبيون في الحرمان منذ عام 6591م. لم لا يسعون للانفصال. فالانفصال جذاب حيث سيجعلهم في دولة قوية بها نسيج اجتماعي قبلي متقارب. لم لا تكون هنالك دعوة للانفصال؟ الا يوجد تيار انفصالي في الحركة الشعبية؟
- في الحرب الأولى تحت راية الأنانيا كنا نقاتل لاستقلال جنوبي السودان، والانفصال.
ولم تنجح الأنانيا في ذلك ولم تحقق الانفصال. وفي الجيش الشعبي لتحرير السودان حاولنا ذلك ايضاً. وانتهى الذين كانوا يقاتلون لانفصال الجنوب بالذهاب الى الخرطوم وعادوا وأخذوا يحاربوننا. هنالك قوة تسمى نفسها قوات دفاع الجنوب، وهذه القوات لا تدافع عن الجنوب، انها تخلت عنه، وعليه حاربت حركتنا للحفاظ على وحدة البلاد. والآن اذا جرى الاستفتاء وصوت انا للوحدة، وصوت الجنوبيون للانفصال فإن صوتي لن يغير النتيجة، وسيحدث الانفصال.
وإذا صوت للانفصال وصوت بقية الجنوبيين للوحدة، فإن صوتي لن يغير النتيجة ايضاً.
اذاً ما السبل الناجعة التي تجعل الوحدة جاذبة؟
- تتلخص في تطبيق اتفاق السلام الشامل. فإذا طبق السلام الشامل بنية حسنة بحيث تعمل حكومة الوحدة الوطنية على تطوير جنوبي السودان بسرعة. وإذا حدثت تنمية في كل المناطق التي دمرتها الحرب فقد يجعل ذلك الجنوبيين يفكرون بطريقة مختلفة. ولكن اذا استمررنا في الجدل حول ما يجب ان نفعل وما لا نفعل، فسيكون لذلك نتائج سيئة.
ما الضمان؟ هل تستطيع الدول العربية ان تدفع نحو وحدة السودان؟ وما الضمانات التي تقدمونها للدول العربية وجامعة الدول العربية عند ضخ الأموال العربية لتنمية الجنوب بتحقيق الوحدة في نهاية المطاف؟
- نحن لا نعادي العرب، ولا نعادي المسلمين نحن اعداء للظلم. نحن نريد ان نكون متساوين في بلادنا كمواطنين لبلد واحد. العرب لديهم المال. وإذا كانوا يريدون الاستثمار في الجنوب فسيجدون منا كل ترحيب. وقد وجهت اليهم الدعوة للاستثمار في الجنوب، ليأتوا بأموالهم لتطوير الجنوب.
وإذا صوت الجنوبيون في الغد لانفصال جنوبي السودان واستقلاله، ستبقى الصداقة مع تلك الدول، وسنظل اصدقاء لاخواننا في شمالي السودان، ولن نحارب بعضنا بعضاً.
وهذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق الوحدة. فالوحدة لا تتحقق عن طريق القوة. فإذا فرضت الوحدة بالقوة بنفس الطريقة التي كانت متبعة منذ عام 6591م او قبل ذلك، فإن ذلك سيؤدي الى الحرب. وهذا هو السبب الذي دفع الناس للحرب، لأن الوحدة لم تكن طوعية، ولم يصوت الجنوبيون لتحقيق الوحدة. فما الأفضل ان تجير الناس على الوحدة ام تترك لهم الخيار في ذلك؟!.
منذ ايام جون قرنق يردد الجنوبيون ان على الشماليين ان يجعلوا خيار الوحدة جذاباً، ويشجعوا الجنوبيين على خيار الوحدة؟ لماذا لا يتحمل الجنوبيون مسؤولية جعل الوحدة جذابة. لماذا يقع العبء على الشماليين وحدهم؟
لماذا لا تعملوا مع قواعدكم، وقبائلكم، قبيلتكم قبيلة الدينكا يبلغ تعدادها 5 ملايين وقبيلة لام اكول وقبيلة مشار، تمكنتم من توحيد كل هذه القبائل بل حتى الجماعات التي كانت تحاربكم فلماذا لا تعملوا للوحدة مع الشمال؟ لماذا يعمل الشماليون وحدهم من اجل الوحدة؟
- ليس لدينا قوة في ايدينا نستطيع استخدامها لاقناع الجنوبيين بقبول الوحدة.
فالجنوبيون هم الذين قبلوا بالوحدة والآن الشماليون هم الذين لا يريدون الوحدة. وعليه نحن نقول دع الشماليين يجعلون الوحدة جذابة، لأنهم يملكون كل شيء، يملكون القوة ويملكون الثروة، يملكون كل شيء. الجنوبيون لا يملكون شيئاً.
هل تتوقع ان تفي الدول المانحة بوعودها ام ان ما وعدت به سيكون مجرد ارقام أترى أن وعودها ستكون حبراً على ورق مثل ما حدث في فلسطين؟
- انا شخصياً اعتقد ان المانحين لن يفوا بكل تعهداتهم. وإذا حدث وفاء بكل تلك التعهدات فسيكون ذلك معجزة. من السهل التعهد للقيام بعمل ما، ولكن الصعوبة تكمن في الوفاء. فهنالك اختلاف بين الوعد والانجاز.
تتخوف الدول العربية من ان اسرائيل ستدخل الجنوب. لو فرضنا ان العرب لم يستثمروا في الجنوب فهل ستمنحون الفرصة لإسرائيل؟
- في الحقيقة لم افهم هذا السؤال لأننا منذ بدأنا الحرب في عام 3891م في الوقت الذي اسسنا فيه الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان وحتى هذه اللحظة لم التق بإسرائيلي واحد، ولم تقدم لنا اسرائيل اي دعم، فبأي وجه يأتون الآن للجنوب؟ وعلى اي قاعدة يأتون؟ وإذا اصبح جنوبي السودان دولة مستقلة سيكون لها الحق في صداقة اي دولة مثل الدول العربية، مثل الأردن ومصر. وعليه اذا اصبحنا دولة مستقلة سنختار الدول التي نصادقها. ولن تأتي جهة اخرى لتختار نيابة عنا.
على صعيد التنظيم داخل الحركة يلاحظ حدوث تغيير عن نهج قرنق الدليل ان هنالك شخصيات محسوبة على تيار قرنق استبعدت مثل ياسر عرمان وباقان اموم ومنصور خالد..؟ وهنالك اعتقاد بوجود تيار خاص بسلفا كير؟
- هذا غير صحيح، ليس لي تيار خاص. فنحن حركة واحدة، وما زلنا حركة واحدة. لا يوجد اشخاص يفترض انهم محسوبون على جون قرنق. لقد كان قرنق زعيم الحركة وكان الجميع بمن فيهم شخصي تحت قيادته.
والأشخاص الذين ذكرتهم لم نتخل عنهم، فياسر عرمان عضو في المجلس الوطني، بل هو زعيم كتلة الحركة الشعبية في المجلس الوطني، وهذا منصب يساوي منصب وزير.
ومنصور خالد مستشار في رئاسة الجمهورية وباقان اموم موجود هنا في جوبا، وفي الوقت الحالي هنالك خمس اشخاص في حكومة الجنوب، شخصي ونائبي والمستشارون الثلاثة الذين عينهم الراحل جون قرنق وهم فالدين وصمويل اجوجون ونيال دينق، ونحن خمسة اشخاص في حكومة الجنوب.
الا يستحق ياسر عرمان، او باقان اموم او منصور خالد الذين خدموا الحركة وأعطوها بعداً عربياً وأفريقياً الا يستحقون مجرد منصب وزير؟ فياسر عرمان يتحول من الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية الى مجرد رئيس شعبة في البرلمان، ذلك الرجل الذي كانت كل الدول العربية تستمع اليه، الا يعني وضعه في المنصب الحالي اقصاءً له وتغييباً من اللعبة السياسية؟
- ليس كذلك على الاطلاق، فأنت لم تتحدث لهؤلاء الأشخاص لتعرف آراءهم. فأولاً دكتور منصور خالد لا يود ان يكون وزيراً لقد تحدثت معه بصورة شخصية، وأبلغني انه لا يريد ان يكون وزيراً. ونحن نعرف انه كان وزيراً قبل 03 عاماً عندما كان وزيراً للخارجية. وأعتقد انه مرتاح في المنصب الذي عين فيه، ولا يحتاج الأمر الى اي دعاية. فلم يقم اي شخص بعزلهم. وياسر عرمان رفض ان يكون وزيراً، واختار العمل في البرلمان. ولم يكن ذلك بسبب غياب دكتور جون. وحتى في حياة جون قرنق قال انه يود ترك الحركة لعدة سنوات ليكمل دراساته العليا. وما حدث لم يكن لي دور فيه. وهذا لا يحتاج لدعاية.
يعني ذلك انك لا تحارب الشماليين؟
- لا استطيع ان احاربهم، ولماذا احاربهم. وهم اصبحوا بيننا؟ لماذا اخترت وزيرة الصحة من منطقة جبال النوبة؟ واخترت وزير الاستثمار من منطقة النيل الأزرق ولماذا عينت الكثيرين منهم في المجلس الوطني ومجلس الدولة؟
تردد مؤخراً في الصالونات السياسية السودانية انك قلت في محاضرة بأن الحركة ستشهد انشقاقاً لكنه لن يكون مؤثراً لأنه سيكون انشقاقاً غير مسلح.
- لم أقل ذلك.
هل تتوقع حدوث انشقاق؟
- لا اعتقد ذلك.
الا تعتقد بحدوث حراك سياسي لشخصيات معينة لتكوين حزب سياسي في اطار تعددية ديمقراطية؟
- لن يحدث ذلك الآن. وسيأتي الوقت الذي يتمكن فيه من يودون التخلي عن الحركة الشعبية وتكون احزابهم الخاصة. سيكون ذلك بعد انتهاء الفترة الانتقالية والتصويت على الاستفتاء. وفي ذلك الحين سيسمح بالتعددية الحزبية سواء استقل جنوبي السودان، او بقى جزءاً من السودان الموحد، وكل من يود ترك الحركة الشعبية يمكنه فعل ذلك.
هل تتوقع الا تستمر الحركة الشعبية ككتلة واحدة في المستقبل؟
- نحن الآن نتحرك كجسم واحد وسوف نستمر كجسد واحد. ولكن لا ندري ما سيحدث في المستقبل. لأن التغيير يحدث من وقت لآخر. فالعالم لن يظل كما هو، فالعالم متغير، لذلك لا استطيع التنبؤ فيما اذا كنا سنستمر حركة واحدة، ام ان بعضنا سيترك الحركة لتكوين احزاب اخرى.
الى اي نقطة وصل الحوار الجنوبي الجنوبي وبما انك نجحت في تقريب وجهات النظر مع كثير من الفرقاء الجنوبيين، على العكس من جون قرنق، فإلى اي نقطة وصلتم؟ هل ستجلسون على مائدة واحدة وتنسون الخلافات؟
- لم نجلس معهم في شكل حوار كما يحدث في العادة - كان من المفترض ان نذهب الى نيروبي ونجلس مع الجماعات المسلحة الأخرى. وإذا اتفقنا سننهي الخلاف مع هذه الجماعات ونعود لنشكل حكومة جنوبي السودان مع بعض الجنوبيين. لم نفعل ذلك حتى الآن. ولكن ما زال الحوار يجري بيننا، وقد ابلغتهم اننا لا نريد تشكيل الحكومة بدونكم، سنتحاور في المستقبل.
تعالوا انضموا الينا ودعونا نشكل الحكومة. وهذا هو السبب الذي جعل لهم الآن تمثيل في مجلس الجنوب، وسوف يكون لهم تمثيل في مجالس الولايات، وسيكون لديهم بعض التمثيل في المجلس الوطني وعلى مستوى المجلس. واعتقد اننا نسير في الاتجاه الصحيح وآمل ان نتفق معهم حتى لا تكون هنالك مشكلات بين الجنوبيين.
هل صحيح ما يقوله الشماليون ان الجنوبيين لا يستطيعون العيش في دولة واحدة، أم ان ذلك «فزاعة» لتخويفكم من الإقدام على الانفصال؟
- هذه قصص يرددها من لا يريدون لشعب الجنوب ان يتوحد. والانقسامات التي تحدث بيننا نحن لا نكون دائماً المتسببين فيها. انه شيء يطبخ في الخارج ويحضر للجوعى من بيننا ليأكلوه. وهذا هو السبب في الانقسامات الدائمة بين الجنوبيين. ويستغل الشماليون لأنهم يملكون الثروة، ويستطيعون من خلالها تقديم اموال لبعض الجنوبيين للقيام بأعمال تدعو للانفصال.ويفعل أولئك ما يأمرهم به سادتهم.وأؤكد لك ان جنوبي السودان اذا انفصل سيبقى دولة موحدة، ولن نقاتل بعضنا بعضاً.
الى اي حد وصلت التحقيقات في مقتل جون قرنق؟ هل تعتقد ان الحادث كان طبيعياً ام ان هنالك اصابع اتهام؟
- لا نستطيع التنبؤ بالنتائج، ما زال التحقيق جارياً. وليس لدينا ما يبرر توجيه الاتهام الى اشخاص او منظمات، لأن اللجنة التي تحقق في الحادث لم تصل الى النتائج النهائية. ونحن في انتظار ما ستصل اليه اللجنة. وبعد ذلك سيعرف العالم ما وصلت اليه، وإذا اقتنعنا بذلك التحقيق سنوافق عليه وإذا رأينا المزيد من الأدلة التي لم تبحث اللجنة فيها فسنقول ذلك من جانبنا.
اذا افترضنا ان للشمال دوراً في ذلك الحادث هل سينهار اتفاق السلام؟
- نحن لم نتهم الشمال ولا اود الحديث في ذلك.
وماذا عن الاتهامات الموجهة للرئيس اليوغندي؟
- اكرر انني لا اود توجيه اصبع الاتهام لأي شخص قبل انتهاء التحقيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.