«المركزي الروسي» يرفع الدولار ويخفض اليورو واليوان أمام الروبل    سان جيرمان يسعى لفوز شرفي لتوديع مبابي    استمرار هطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    جيرارد: فخور بلاعبي الاتفاق    نيفيز: الهلال لا يستسلم أبدًا    تيليس: ركلة جزاء الهلال مشكوك في صحتها    "تيك توك" تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    آلية الإبلاغ عن الاحتيال المالي عبر "أبشر"    الحج تحذر: تأشيرة العمرة لا تصلح لأداء الحج    "الذكاء" ينقل مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    مهارة اللغة الإنجليزية تزيد الرواتب 90 %    الهلال يتعادل مع النصر في الوقت القاتل في دوري روشن    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    ضمك يتعادل مع الفيحاء إيجابياً في دوري روشن    رقم جديد للهلال بعد التعادل مع النصر    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والترجي اليوم في نهائي دوري أبطال إفريقيا    مستقبلا.. البشر قد يدخلون في علاقات "عميقة" مع الروبوتات    العلماء يعثرون على الكوكب "المحروق"    «الدفاع المدني» محذراً: ابتعدوا عن أماكن تجمُّع السيول والمستنقعات المائية والأودية    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في «آيسف 2024»    الصين تستعرض جيش "الكلاب الآلية" القاتلة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    طريقة عمل مافن كب البسبوسة    طريقة عمل زبدة القريدس بالأعشاب    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    تأكيد مصري وأممي على ضرورة توفير الظروف الآمنة لدخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح إلى غزة    القبض على مقيم ووافد لترويجهما حملات حج وهمية بغرض النصب في مكة المكرمة    الأمن العام يطلق خدمة الإبلاغ عن عمليات الاحتيال المالي على البطاقات المصرفية (مدى) عبر منصة "أبشر"    تدشين أول مهرجان "للماعز الدهم" في المملكة بمنطقة عسير    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    السالم يلتقي رواد صناعة إعادة التدوير في العالم    «هيئة النقل» تعلن رفع مستوى الجاهزية لخدمات نقل الحجاج بالحافلات    «تعليم جدة» يتوج الطلبة الفائزين والفائزات في مسابقة المهارات الثقافية    استكمال جرعات التطعيمات لرفع مناعة الحجاج ضد الأمراض المعدية.    المملكة تتسلم رئاسة المؤتمر العام لمنظمة الألكسو حتى 2026    خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    الإعلام الخارجي يشيد بمبادرة طريق مكة    ‫ وزير الشؤون الإسلامية يفتتح جامعين في عرعر    النفط يرتفع والذهب يلمع بنهاية الأسبوع    قرضان سعوديان ب150 مليون دولار للمالديف.. لتطوير مطار فيلانا.. والقطاع الصحي    بوتين: هدفنا إقامة «منطقة عازلة» في خاركيف    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    رئيس الوزراء الإيطالي السابق: ولي العهد السعودي يعزز السلام العالمي    محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    الكليجا والتمر تجذب زوار "آيسف 2024"    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع        مدير عام مكتب سمو أمير منطقة عسير ينال الدكتوراة    ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    حراك شامل    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    كلنا مستهدفون    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قادة الدول المشاركة ورؤساء الوفود يؤكدون على ضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب ودعم التنمية
بدء جلسة العمل الأولى المغلقة وولي العهد يترأس وفد المملكة

ألقى رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي كلمة رئاسة القمة العربية بارك فيها انعقاد هذه القمة التي أتت بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال "إن توافر الإرادة السياسية والأرضية المشتركة من المبادئ تجاه القضايا والقيم والمبادئ الإنسانية والحضارية والاقتصادية ستمهد الطريق إلى الانطلاق نحو آفاق عديدة للتعاون بين الدول العربية والدول اللاتينية" مشيرا إلى التغير الملموس في حجم التبادل التجاري بين دول المجموعتين من ستة مليارات دولار في 2004 إلى أكثر من 33 مليار دولار، عادا إياه انعكاسا حقيقا لحجم التعاون بين الجانبين. وأبرز ضرورة الارتقاء إلى تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أعلى لتحقيق الرفاهية للدول العربية. وأوضح الرئيس المصري أن المنطقة العربية تشهد تطورات غير مسبوقة وتتعرض بموجبها مؤسسات دول المنطقة لتهديدات حقيقية، كما تواجه بعض دول المنطقة إلى تفكك وانقسام وتهديد أسس وعوامل العيش بين مكونات شعوبها، وقال "لقد حاولت بعض الجماعات فرض فكرها وتوجهاتها لتغير هوية بعض الدول العربية ومن بينها مصر مما كان سيدفع بتلك الدول نحو هاوية الفوضى والانقسام". وأكد أن بلاده تشهد انطلاقة حقيقية باجتذاب استثمارات خارجية، داعيا دول أميركا الجنوبية إلى استغلال هذه الفرص بالدخول إلى السوق المصري للاستثمار فيه. وقدر وقوف دول أميركا الجنوبية مع قضايا الدول العربية وخاصة القضية الفلسطينية، معربا عن ثقته بمواصلة هذا الدعم الذي يتوافق مع الحق والانتصار للمبادئ الإنسانية والأخلاقية. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية ما تزال تمثل جوهر الصراع في الشرق الأوسط والعامل الرئيسي لغياب الاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعلان استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، سيسهم في تحقيق الاستقرار المأمول في الشرق الأوسط. ولفت الانتباه إلى أن الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب لن تؤتي ثمارها إذا ما اقتصر التعاون على المعالجة الأمنية والعسكرية دون مراعاة العوامل الأخرى التي تسهم في تأجيج ظاهرة الإرهاب. وفي ختام الكلمة قدم الشكر لخادم الحرمين الشريفين، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وحسن تنظيم القمة، متمنيا للجميع التوفيق.
بعد ذلك ألقى نائب رئيس جمهورية الأوروغواي راؤول سنديك كلمة الرئاسة المؤقتة لاتحاد دول أميركا الجنوبية قدم فيها باسم جميع وفود دول أميركا الجنوبية الشكر لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة. وقال "نحن جمهورية الأوروغواي نضطلع بمهمتنا في تمثيل دول أميركا الجنوبية منذ ما يزيد على سنة كاملة، ونحن في أميركا الجنوبية مسرورون جداً بمسار الاندماج الذي شرعنا فيه ولقد تبين أننا تمكنا من بلوغ مجموعة من الأهداف في منطقتنا وفتحنا مجالات للحوار مع مناطق أخرى وجهات أخرى كما هو الشأن بالنسبة للدول العربية".
وأشار إلى أن القمم التي جمعت دول أميركا الجنوبية والدول العربية تزامنت مع مسار الاندماج الذي تم البدء فيه في منطقة دول أميركا الجنوبية، مؤكدا أنه تم وضع العلاقة مع الدول العربية على رأس الأولويات، وقال "نحن نود أن نبلغ أهدافاً مشتركة وهي تلك الأهداف التي وضعها نصب العين اعتباراً من القمة الأخيرة التي عقدت في ليما". وأفاد أن الأهداف الأساسية لدول أميركا الجنوبية هي إيجاد منطقة اندماج تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من القطاعات العامة وفي نفس الوقت تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل دولة من دول أميركا الجنوبية. وأكد أن الرئاسة التي تضطلع بها جمهورية الاوروغواي تزامنت مع وضع مجموعة من الأهداف ومنها إيلاء أهمية قصوى لهذه القمة التي تنعقد حاليا في مدينة الرياض، عدا عن المنتدى الذي يجمع دول المجموعتين وهو بالغ الأهمية. وقال "هناك مجموعة من الخطوات والأهداف المشتركة التي يجب أن نسعى جميعاً لبلوغها وهناك أيضا تحديات مشتركة تواجهنا ويجب أن نعمل جنباً إلى جنب من اجل مواجهتها ويجب أن يكون هذا المنتدى ديناميكياً ويجب أن تكون هناك مجموعة من الخطوات العملية التي يجب أن نتخذها من اجل النجاح في مهمتنا". ولفت الانتباه إلى أن هناك تركيزا كبيرا على ملف السلم والسلام والأمن الذي يعد هاجس المجتمع الدولي إلى جانب مكافحة الإرهاب والحوكمة والهجرة وملف اللاجئين والتدخل الإنساني في مجموعة من المناطق، وقال هذه موضوعات ضمن مواضيع أخرى تهمنا جميعاً ولكن رؤيتنا بخصوص دول أميركا الجنوبية والدول العربية تدفعنا إلى الحديث عن أرضية مشتركة تمكننا من بلوغ الأهداف المتعلقة بالتنمية المستدامة بعد عام 2015. وأضاف نائب رئيس جمهورية الأوروغواي "إن التعاون التقني والفني والعلمي بين كل القطاعات وبكل الأشكال سواء عن طريق التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف أو بين المجموعتين من شأنه أن يمكننا من تحسين جودة حياة المواطنين" مؤكدا أن المنطقتين العربية وأميركا الجنوبية بإمكانهما التعاون في مجموعة من القطاعات إلى جانب أهمية وجود فضاء مشترك وفضاء حوار لاسيما بين المستثمرين من الجهتين من أجل البحث عن الأرضية الملائمة والخصبة لتشجيع الاستثمارات وتشجيع التبادل السياحي. ودعا إلى تدعيم وتعزيز العلاقات بين المنطقتين ومواصلة العمل من أجل دعم هذا المنتدى مؤكدا السعي إلى بلوغ هذا الهدف على الرغم من بعد المسافة بين المنطقتين، وقال "نحن نشعر بأنفسنا وكأننا قريبون منكم ونحن نتابع عن كثب مسارات السلام ومجموعة من الأزمات التي تعانيها مناطق مختلفة في العالم وبالأساس منطقة الشرق الأوسط، ولذلك يجب أن تتكاثف الجهود من أجل أن نحل الإشكالات القائمة". وأكد نائب رئيس جمهورية الأوروغواي أن انخفاض أسعار البترول أثر سلبا على مداخيل العديد من الدول، خاصة وأن المنطقتين تقومان بدور مهم على الخارطة الجيوسياسية العالمية، وتزودان العالم بالنفط، مشيرا إلى أن التحدي القائم الآن هو كيف يتم التعامل مع تحديات التنمية الاقتصادية ومواصلة بناء البنية التحتية. ودعا إلى وجوب أن تؤدي المنطقتان دوراً مهماً فيما يخص مسار اتخاذ القرارات على المستوى الدولي وتجاوز الخلافات بينهما، وتحمل المسؤولية حيال رعاية ملايين المواطنين الذين يعيشون في المنطقتين معا وذلك من خلال التحلي بالذكاء والتضامن والقدرة على التعامل مع مسار اتخاذ القرارات حفظا للحقوق. ولفت النظر إلى أن السعي تجاه المزيد من الوحدة مكن من ربط علاقات جيدة بين دول أميركا الجنوبية والدول العربية، مشيرا إلى أنه في عام 2005 تم وضع آليات للتعاون مما أوجد آليات عبر مجموعة من الإمكانات المتاحة في المنطقتين معا، مما أدى إلى تطور العلاقات بين المنطقتين. وأكد في ختام كلمته أن هذه القمة هي خطوة في طريق المستقبل.
ثم ألقى وزير خارجية جمهورية البرازيل الاتحادية منسق دول أميركا الجنوبية ماورو لويز ايكر فيريرا كلمة أعرب فيها عن شكره للمملكة حكومة وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال. وأكد أن هذه القمة بالغة الأهمية، حيث تأتي تتمة لاجتماعات أخرى عقدت بعضها هنا في المملكة واتت مثلها، معرباً عن أمله بأن تكون هذه القمة تتمة لرغبة التعاون بين الإقليمين رغم التباعد الجغرافي بين أميركا الجنوبية والبلدان العربية، إلا أن هناك الكثير من المصالح المشتركة والقواسم المشتركة بين الإقليمين. وقال "نحن جميعا معنيون بتحقيق الرفاهية لشعوبنا، حيث بلدان أميركا الجنوبية تحتضن جاليات واسعة من أصول عربية وهذا يدفعنا بطبيعة الحال إلى تعزيز روابط التعاون ليس هناك من استثناء نحن بلدان متعددة الأعراق والثقافات ونتميز بقدرتنا على استيعاب كل المشارب الثقافية وعلى هذا الأساس نحن حاضرون في هذه القمة الرابعة لنضع استراتيجيات لتقارب إقليمين أميركا الجنوبية والبلدان العربية".
وأعرب عن ترحيب جمهورية البرازيل بالمهاجرين من مختلف الثقافات بمن فيهم البلدان العربية وقال "نحن نرحب بهؤلاء المهاجرين واللاجئين خاصة اللاجئين السوريين الذين قصدوا البرازيل وبحثوا عن أمن واستقرار في البرازيل ونحن سنعمل ما في وسعنا كي نستقبل اللاجئين السوريين وذلك من منطلق إنساني" متمنياً أن تكلل هذه الجهود والمساعي بإشراف الأمم المتحدة للمزيد من التضامن معرباً عن أمله أن يعود السلام والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط وأن يجد النزاع السوري حلاً سلمياً وفي إطار قنوات الحوار للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وفي الأقاليم الأخرى. وقال: "إن مسارات الحوار ليست سهلة ونعرف أن الإرهاب آفة يجب أن نعزز جهودنا لمكافحته ونعرف كأعضاء في الأمم المتحدة المسؤولية الملقاة على عاتقنا كي نواجه هذه الآفة ونعزز تعاوننا على المستوى الدولي لمكافحة الإرهاب لنحول دون تجدد هذه الآفة باعتمادنا على القنوات الديمقراطية وترسيخها في بلداننا والعمل على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلداننا" مؤكداً سعيهم إلى تحقيق السلم والتعاون الدولي وهما القناتان الأساسيتان لاستتباب الأمن، متمنيًا أن يصل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى حل سلمي قائم على حل الدولتين تعيشان في إطار من السلام والتعاون ويتم وضع حد لسياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. وبيّن فيريرا أن البرازيل عبر القنوات السياسية كانت دائماً وحتى في القمة الأولى تنادي وتطالب بحل سلمي للنزاع العربي الإسرائيلي وستواصل عملها إلى جانب الأمم المتحدة حتى الوصول إلى هذا الهدف، مؤكدًا أنهم سيواصلون تعاونهم مع البلدان العربية لتحقيق الأهداف التي تعزيز الديمقراطية والسلام. وأبان أن القمة تجمع بلدان الإقليمين إضافة إلى منظمات كجامعة الدول العربية واتحاد بلدان أميركا الجنوبية، داعيا إلى العمل على دعم هذا العمل الإقليمي وتوطيد التعاون لجعله مجالا دبلوماسيا يقرب الإقليمين رغم البعد الجغرافي. وأضاف "رئيسة البرازيل ذكرتنا بالجهود التي بذلت على مستوى (أسبا) هذا المنتدى الذي منذ انطلاقته في العاصمة برازيليا، وتمنى أن يكون في خدمة شعوب الإقليمين أميركا الجنوبية والبلدان العربية وتعزيزا للتعاون المتعدد الأطراف وبناء نظام عالمي أكثر ديمقراطية وأكثر عدالة. واستطرد قائلا "اليوم لا يمكن أن نغفل أهمية إصلاح الأمم المتحدة لكي تكون منظمة تعمل على تحقيق السلم واستتباب الأمن عبر كل أقاليم العالم".
ودعا الدول إلى التضامن والدفاع عن مصالحها وفتح المزيد من قنوات التبادل التجاري البيني مما يضمن تحقيق الرفاهية التي تصبو إليها هذه الدول من خلال وضع الأسس لتشجيع المبادلات التجارية والمالية وتبسيط آليات منظمة التجارة العالمية، لافتا النظر إلى عزم الدول على إبرام مزيد من اتفاقيات التعاون التجاري والمالي بين الإقليمين "أميركا الجنوبية والبلدان العربية" والسعي إلى ترجمتها إلى واقع لكي تصبح بالفعل فرص استثمار بيني على مستوى الإقليمين وتوطيد الروابط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بينهما. وفي ختام كلمته قدم وزير الخارجية البرازيلي شكره للمملكة على ترؤسها لهذه القمة، متمنياً أن تحقق القمة أهدافها المشتركة.
إثر ذلك ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي كلمة قدم فيها خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على استضافة هذه القمة. وأبان أن هذه القمة تستكمل مسيرة التعاون العربي وتعزز العمل الجاد والمثمر لتحقيق تطلعات وطموحات المجموعتين وكذلك تعزز موقف الدول النامية المتطلعة إلى إيجاد نظام دولي جديد يقوم على أسس التكافؤ والمساواة وإيجاد السلام والأمن في العالم من خلال إصلاح نظام الأمن الجماعي الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة. وقال "إن انعقاد القمة يؤكد على حقيقة راسخة بأن علاقات العالم العربي مع دول أميركا الجنوبية ليست وليدة اللحظة بل تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ وترتكز إلى الموروث الثقافي المشترك الذي رسمت ملامحه حضارة الأندلس". وعد ترابط الاجتماعات القطاعية وانتظامها بين دول المجموعتين خير دليل على جدية الإطار المؤسسي للتعاون القائم الذي يغطي مجالات واسعة تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية إلى جانب التنسيق السياسي الوثيق وتبادل المنافع التي تؤسس إلى بناء شراكة إستراتيجية حقيقية. وأشار العربي إلى أن حجم التبادل التجاري منذ انطلاق القمة عام 2005 شهد تطوراً ملموساً في أكثر من قطاع، مؤكداً في هذا الصدد على التضامن التام مع دول أميركا الجنوبية في القضايا المتعددة وفي جهودهم لبناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة. وقال "إن العالم العربي شهد تحولات كبرى، ولمواجهة تلك التحديات اتخذ مجلس جامعة الدول العربية عددا من القرارات المهمة التي من ضمنها القرار الصادر سبتمبر العام الماضي الذي أكد على أن مواجهة الإرهاب لا يقتصر فقط على الجوانب الأمنية والعسكرية وإنما تأخذ في الاعتبار النواحي الثقافية والفكرية والايدلوجية والتعليمية والاعلامية إلى جانب اطلاق برامج فعالة لرفع مستويات المعيشة وإيجاد فرص عمل وبدائل ايجابية أمام الاجيال الشابة ليكون لها أمل في غد أفضل". وأكد الدكتور نبيل العربي أن القضية الفلسطينية ستظل دائما القضية المركزية للدول والشعوب العربية، لافتا النظر إلى أن العالم بأسره لن ينعم بالسلم والاستقرار والأمن في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرضي الفلسطينية، وقال "طالما الجهود الدولية المبذولة لمعاجلتها لا تزال تراوح مكانها فإن الأمر يتطلب تبني مقاربة جديدة تهدف إلى تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وذلك لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واقرار حل الدولتين وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق جدول زمني محدد وآلية تضمن تنفيذ الالتزامات المترتبة على الطرفين".
كي مون: أشيد بجهود المملكة الإنسانية وأدعو لمساعدة الشعب اليمني حتى يتجاوز معاناته
ودعا إلى توفير نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني في ظل ما تشهده القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة من تطوات خطيرة. وبشأن الأزمة السورية، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية المتحدة أنها تمثل أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، معربا عن أسفه بفشل جميع المحاولات والمبادرات والجهود التي بذلتها الجامعة منذ إندلاع هذه الأزمة. وأشار إلى أن المواجهة الشاملة للإرهاب تتطلب توفير الدعم والتعبير عن التضامن مع جهود الحكومة العراقية في حربها على الإرهاب. وحيال الوضع في الجمهورية اليمنية أكد أن الأوضاع مقلقة، مشيرا إلى أن قرار القمة العربية في شرم الشيخ عبر بكل وضوح عن دعم عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل إلى اليمن التي تنفذها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة التي جاءت تلبية لطلب فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، معربا عن أمله بأن تفضي الجهود المبذولة إلى اقرار الحل السياسي المنشود للازمة اليمنية وفقاً للمرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في قرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية. وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا قال الأمين العام "إننا لا نزال نتطلع أن تفضي الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة إلى إقرار التوافق الوطني الليبي حول خطة الحل السياسي وخطوات المرحلة الانتقالية بما يحفظ وحدة ليبيا واستقرارها ويحقق تطلعات شعبها في الحرية والتغيير الديمقراطي وعودة الأمن والاستقرار". وقدم في ختام كلمته الشكر والتقدير للمملكة على استضافتها لهذا الحدث الكبير والمهم معربا عن ثقته بأن القمة تشكل فرصة اضافية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية وإثراء مسيرة التعاون العربي الأميركي الجنوبي نحو المزيد من الانجازات التي تسهم في تحقيق تطلعات وآمال شعوب دول الاقليمين في التقدم والازدهار.
بعد ذلك ألقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة قال فيها: "إنه لشرف عظيم أن أمثل الأمم المتحدة في هذا الاجتماع المهم" معربًا عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على كرم استضافته القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية، كما شكر الدول الأميركية الجنوبية الذين اقترحوا منذ أكثر من عشرة أعوام بأن يعمقوا علاقاتهم مع الدول العربية، مشيراً إلى أن العلاقات بين الدول العربية والجنوبية لها تاريخ كبير من خلال التبادلات التجارية، عاداً العرب المهاجرين في أميركا الجنوبية أكبر نسبة مهاجرين في العالم وكثير من المواطنين في أميركا الجنوبية لهم أصول عربية، الأمر الذي يدل على التكامل ويبعث رسالة قوية في وقت يصارع فيه العالم الكثير من الأزمات. وأشار إلى وجود تعاون إقليمي بين الدول العربية والجنوبية في مجالات التعليم ونشر السلام ودعم حقوق الإنسان وغيرها من القيم، مشيداً بالتزام رؤساء الدول العربية ودول أميركا الجنوبية بالأجندة النوعية بعد 2015م من خلال التوقيع على اتفاقيات تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الفقر ومكافحة الفساد، وظاهرة التغير المناخي، وخفض الانبعاثات الحرارية وتحقيق آمال وتطلعات المواطنين في مجتمعاتهم. ونوه بان كي مون بالخطوات الإيجابية التي تتخذها دول المنطقة العربية لتنويع المصادر، مشيداً بما شاهده الأسبوع الماضي في دبي باستخدام غاز الهيدرو كلوروكاربون الذي يعد أحد الغازات التي يتم خفضها بناء على بروتوكول كيوتو، وهو ما يدل على التزام هذه الدول، مبيناً أن أميركا الجنوبية لديها التزام قوي في هذه المنطقة لتحقيق السلام، وتعمل بشكل بناء مع بعضها البعض ومع الدول في غرب وشمال أفريقيا لمكافحة الاتجار غير الشرعي في المخدرات والتوصل إلى حل لهذا التهديد الذي يحدق بدول أميركا الجنوبية. وحث الأمين العام للأمم المتحدة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية بالانخراط في الحوار حول أفضل الممارسات لحماية الفضاء وحماية مؤسسات المجتمع المدني وبناء قطاعات أمنية قوية تقوم بتحقيق مصالح الشعوب، مشيرًا إلى أن التطرف هو تهديد متنامٍ، وما تشهده المنطقة دليل على ذلك، لافتًا النظر إلى تقديم خطة عمل شاملة للجمعية العامة للأمم المتحدة العام المقبل لمنع التطرف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية. وقال إن مكافحة الإرهاب ينبغي التواصل فيها تمشياً مع القانون الإنساني الدولي وقوانين اللاجئين، مؤكداً أن المجتمع الدولي في وضع سورية يدفع في اتجاه تسوية سلمية وهناك شركاء إقليميون وأطراف فاعلة داخل سورية عليها إيقاف القتال وهذه الخطوة بالاتجاه الصحيح. وأضاف إن المملكة وإيران وكثير من الدول الأخرى قد جلسوا على طاولة واحدة وانخرطوا في المحادثات في فيينا وقال "علينا أن نعمل بشكل كبير لسد الفجوات وأن نتوصل إلى عملية سياسية تنهي هذا الكابوس"، مشيدًا بجهود تركيا ولبنان والأردن لاستضافتهم اللاجئين السوريين وكذلك البرازيل وغيرها من دول أميركا الجنوبية التي قبلت أو تعهدت بأن تمنحهم حق اللجوء. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة الدول أن تظهر مستوى تضامن متشابه وتتبع نفس الأسلوب، مشيدًا بأمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح لاستضافته ثلاثة مؤتمرات دولية لدعم اللاجئين في سورية وكذلك تقديم الدعم للاجئين، مبينًا أن هناك مناشدات لمنح الكثير من السوريين التضامن اللازم، وهناك 75 % فقط من الدعم تم تلقيه حتى تنتهي هذه المعاناة العميقة لشعب سورية. وتحدث عن الوضع الإنساني في اليمن وسقوط الكثير من الضحايا الأبرياء المدنيين، داعياً جميع الأطراف أن يبذلوا كل ما في وسعهم كي يخففوا المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، مشيدًا بجهود المملكة الإنسانية، حاثًا الجميع على أن يسهموا بسخاء في هذه الجهود. وقال إن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيعقد مناقشات حول عملية السلام في سويسرا هذا الشهر وكل الأطراف في اليمن قد تعهدت بالحضور، وأن يقدم الجميع الدعم السياسي، مؤكدًا أنه ما من حل عسكري لهذا الصراع، مفيدًا أن الحل العسكري سيعرض حياة الكثيرين للخطر ويؤثر على المنطقة وعلى أمنها، لافتًا النظر إلى أن الشرق الأوسط قد تعرض لموجة من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين والثقة تأثرت وأن المستوطنات تتزايد ودخول الجماعات الدينية في هذا الصراع والعنف أمر يدعو للقلق، مشيرًا إلى أنه في زيارته الأخيرة إلى القدس ورام الله وعمّان شجع كل الأطراف على وقف هذه الاستفزازات وأن يكون هناك أفق سياسي يؤدي إلى حل يقوم على دولتين بناءً على قرارات مجلس الأمن وعلى خطة الطريق والمبادرة العربية. ورحب بان كي مون بالجهود المبذولة في المنطقة لمعالجة الأسباب الجذرية للفقر وغيرها من الآفات لمستقبل أفضل وتقوية التعاون وفق معالجة جماعية من خلال التعاون بين الدول العربية وبين دول أميركا الجنوبية والذي سيجلب الكثير من الفوائد والمصالح للمنطقتين وخارجهما ومنظومة الأمم المتحدة ومن بينها المفوضيات الإقليمية التي تدعم هذه التحالفات والاتحادات حتى لمستقبل مشرق.
ثم أعلن خادم الحرمين رئيس القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية عن بدء جلسة العمل الأولى المغلقة. ويرأس وفد المملكة إلى القمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. ويضم الوفد كلاً من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، ووزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير. حضر الجلسة الافتتاحية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد ،وصاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل، وصاحب السمو الأمير سعد بن عبدالله بن تركي، وأصحاب السمو الأمراء، وأصحاب المعالي الوزراء، ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى المملكة ، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
ولي العهد خلال ترؤسه وفد المملكة
وزير خارجية البرازيل خلال القمة
الأمين العام لجامعة الدول العربية عند حضوره الجلسة
الرئيس السيسي خلال الجلسة الإفتتاحية
ولي ولي العهد أثناء افتتاح القمة (عدسة / بندر بخش، عليان العليان)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.