في لحظة تأمل قفزت بي الذاكرة إلى بعض الأقاويل التي تتردد في المجالس عندما يدور الحديث عن رجل ما فيبادرونك بالسؤال عنه هل تعرف الرجل جيدا؟ فترد بسرعة البرق نعم..! قالوا هل سافرت معه؟ هل جربته بالسفر.. وغير ذلك من الأسئلة المتتالية كل تلك التداعيات يستحضرونها في ذهنك خلال دقائق رغبة في تجريده وإصدار حكم عليه ومن ثم إبلاغك عن كل شيء عنه حتى وإن كانوا لا يعرفونه فالبعض لديه مقدرة على تصنيف الناس بشكل غريب وعجيب ويستطيع أن يحدد الصالح من الطالح حسب نظرته هو وخلال دقائق بل ثوانٍ معدودة كل تلك المعطيات قد ترفع من أسهم شخص ما وقد تخفضها وتسقطها أرضاً وتلك الأحكام المنتقاة والمفروزة حسب المزاج ليست واقعية على الإطلاق فحتى وإن اختلفت مع فلان أو علان فهذا لا يعطيك ويمنحك الفرصة لإصدر أحكامك على (الغير) ولعل المصلحة هي أهم ما يزيد الايجابيات وينقص أو قد يلغي السلبيات عند أناس قد يكونون سيئين في نظر العموم وليس الأفراد، بعض الشعراء أعطى تصوراً ووصفاً يمكن للشخص من خلاله أن يستفيد في نظرته للآخر فوضعوا بحكم خبراتهم أوصافاً يُستقى منها وتُبين الصحيح من الخطأ وكيفية النظرة الصحيحة للرجال وأنا أتناول هذا الموضوع أخذت أقرأ قصيدة أحمد الناصر عن أنواع الناس وأجناسهم في قصيدة منها: يا أبو حمد هذا زمان التهاويل أثر الرجال أشكال ذيب ونعامه فبالفعل تجد أن هذا الزمان أصبح مليئاً بما لذّ وطالب من أنواع (الرجاجيل) وأجناسهم وأصبح السفر ليس هو المعيار الحقيقي للحكم كما كان في القدم حيث كان السفر قديماً فيه من المشقة والتعب الكثير أما اليوم مع توفر وسائل النقل البري والجوي المريحة أصبح الإنسان يجول العالم وهو ينعم بكل وسائل الراحة وقد لا يحتاج لرفيق في بعض الأحيان ليعينه على مشقة الترحال والتنقل واختلفت النظرة حالياً عن سابقها لكن بعض الأمور لا يختلف عليها اثنان كما يقال في أصناف الرجال إلى أن واصل أحمد الناصر إلى أن قال: من رافق الطيب يحوش المحاصيل ومن رافق الباير يحوش الملامه آليا اشتبهت بوزن بعض الرجاجيل اسمع كلامه وأوزنه في كلامه فالمنطق وأسلوب الحديث والحوار من الأمور المهمة لتقييم الآخرين ولكنها لا تعطيك الفرصة لتصدر حكمك النهائي عليه وحتى من يصدر ذلك لابد أن يكون ذا مواصفات وثقافة معينة.