في عام 2004م وبينما كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي.آي.ايه) تكثف جهودها بملاحقة أسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر، كان كل شريط صوتي أو فيديو يتحدث به بن لادن بمدة معروفة لا تتجاوز في أغلبيتها الثلاث دقائق يخضع لتدقيق كبير جدا لمحاولة تحديد موقعه ومحاولة القبض عليه، علماء بالجيولوجيا والنباتات وبعلم النفس استعانت بهم كثيرا وكالة الاستخبارات الامريكية بهذا الخصوص، حتى وصل الأمر في واقعة شهيرة ان تعاونت معهم السلطات الالمانية بتحديد صوت طائر يزقزق في أحد الشرائط الصوتية وتم بهذا الخصوص الاستعانة ببعض خبراء الطيور لتحديد فصيلة هذا الطائر وبالفعل تم ذلك ولكن استمر الحال دون الوصول للهدف الرئيسي وهو أسامة بن لادن رغم تحديد صخور تورا بورا والبحث الكثيف بعد أحد التسجيلات للكهف الذي كان يختبئ فيه بن لادن..!! ما ذكرته عاد وبتحليلات اكثر تطورا ولكن ليست من وجهة نظري بدقة عمل الامريكان ونحن نتابع الحديث عن حادثة ذبح 21 مصريا في ليبيا، وكذلك الحال مع احراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة، لأن التقنية العالية التي تم تصوير هاتين الحادثتين من مجرمي "داعش" فتحت الكثير من التأويلات والامور الغارقة من الناحية الفنية في عملية التصوير وايضا النواحي العسكرية واللوجستية بصورة عامة، فوجدنا الكل يتحدث عن انبهاره بالنواحي التصويرية والاخراجية التي تمت، ووصل الأمر لاعتبار مخرجين من هوليود كبار ما حدث ليس الا تصوير واخراج بدائي جدا، عكس ما ابهر اكثر من شاهد تلك الجريمة. تحديد الموقع كان هو المحور الرئيسي بتناول هذه المذبحة لاسباب عديدة من اهمها ما حدث من تدخل للطيران المصري بضرب اهداف محددة قيل ان تصوير المذبحة ارشدهم لها حيث يتواجد الدواعش، ولكن تقرير موقع فوكس نيوز الاخباري الامريكي حول المكان سبب دهشة بالفعل، كما هو ايضا التحليل المفاجئ لاحدى القنوات الروسية والتي اعتبرت ان المكان ليس بليبيا وانما بدولة أخرى، وان كان الحديث عن النخلة اليتيمة على الشاطئ هي الاشهر في تحديد الموقع الحقيقي والطبيعة الخاصة بذلك المكان والذي اعتقد ان المصريين اعتمدوا عليه كثيرا في طلعاتهم الجوية. حسب تقرير فوكس نيوز يرى "فيريان خان وهو مدير التحرير في اتحاد البحث والتحليل الإرهابي في ولاية فلوريداالأمريكية: أن موقع القتل كان على الأرجح داخل ستوديو بينما تم تركيب الخلفية –وهي الشاطئ والبحر في خليج سرت– للدلالة على مكان آخر. واستدل خان على ذلك من خلال اللقطة التي تصور الشخص المنتمي للتنظيم والذي قام بالحديث في الفيديو ويدعى جهاد يوسف، حيث ظهر أنه أكبر من البحر في الخلفية في كل من اللقطتين القريبة والبعيدة، كما أن رأسه كانت غير متناسقة تمامًا مع المشهد. كما جاء بالتقرير ان مخرجة أفلام الرعب في هوليوود ماري لامبرت؛ أكدت صحة استنتاجات خان بقولها "ان المشهد المميز في الفيديو كان الطول الكبير لمسلحي داعش مقارنةً بالضحايا المصريين، وقالت أيضًا إن الخلفية الخاصة بالفيديو قد تم إضافتها في عملية المونتاج، وان من بين الأمور الشاذة الأخرى في الفيديو كان صوت أمواج البحر والذي يعتبر مقطعًا صوتيًا مسجلًا معروفًا، كما أن مشهد انتشار الدماء في المحيط ولحظة ذبح الضحية الأخيرة هي في الغالب لقطات مزيفة. حيث إن عملية تحويل البحر إلى اللون الأحمر هي أرخص وأسهل أداة من أدوات المونتاج؛ حيث يمكن تنفيذها عبر تطبيقات الهواتف الذكية". المخرج المصري المعروف خالد يوسف اعتبر ان ما شاهده عبارة عن تمثيل، والكثير تحدث عن هذا الامر، لتعود بنا الذاكرة عندما كان البعض يهمس ان تسجيلات بن لادن كانت تصور في استديوهات استخباراتية، ولكن لا يمكن طبعا الاستهانة بما حدث وتصديق مثل هذه الروايات، لان اسلوب داعش الاجرامي ابشع من مجرد تحليلنا لعملية تلذذهم بتصوير "نحر" ضحاياهم. الامر الذي يهمنا، ان سينما داعش الدموية هي خير دليل لشبابنا على اهداف هذا التنظيم الإرهابي ومن يقف وراءه ومن يدعمه، لأن الوعي بهذا الأمر مهم جداً، وقد سرني مؤخراً تقرير أمريكي يتحدث عن عدم انضمام مقاتلين من الخليج للتنظيم منذ شهرين..!!