بعد ثلاثة أسابيع من الإقامة الجبرية المفروضة عليه من قبل جماعة الحوثي وفي الذكرى الرابعة لانتخابه رئيسا توافقيا للبلاد، غادر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي منزله في صنعاء ووصل الى مدينة عدن جنوبي البلاد دون أي اتفاق مع الحوثيين. وقالت وزيرة الإعلام نادية السقاف، إن هادي وصل إلى عدن، مشيرة إلى ان المعادلة السياسية وموازين القوى تغيرت. وأضافت ان مليشيات الحوثي شددت الحراسة حول منزلي رئيس الوزراء ووزير الخارجية في الحكومة المستقيلة بعد تمكن هادي من مغادرة منزله والوصول إلى عدن. وكشفت مصادر في مكتب هادي ل"الرياض" ان هادي خرج بدون أي اتفاق. وبعد الانباء عن مغادرة هادي منزله انتشر العشرات من المدنيين ومن مسلحي جماعة الحوثيين ونهبوا منزل هادي. وشوهد الحوثيون وعدد آخر من المدنيين القاطنين جوار منزل الرئيس هادي وهم يغادرون المنزل حاملين أسلحة متوسطة وخفيفة نهبوها من الداخل. وذكر الشهود بأن المنزل شهد عملية نهب واسعة منذ الصباح وحتى الظهر. وذكر مصدر محلي ان مليشيات الحوثيين اختطفت أفراداً من أسرة الرئيس اليمني أثناء مرورهم من بلدة الرضمة في محافظة إب وسط اليمن. وقالت المصادر ل"الرياض" إن مسلحين حوثيين اختطفوا أقارب هادي خلال مغادرتهم إلى عدن، ومن بين المختطفين نساء وأطفال لكن لم تعرف هوياتهم بعد. كما قامت ميلشيات الحوثي باختطاف الطبيب الخاص بالرئيس هادي الدكتور احمد الفضلي من منزله. كما احتجز الحوثيون السكرتير الصحفي للرئيس هادي وعددا من افراد اسرته. هذا وعلقت المفاوضات الجارية بين القوى السياسية برعاية مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر بعد الانباء عن مغادرة هادي. وقال ممثل الشباب في الحوار باسم الحكيمي ل"الرياض" ان المفاوضات توقفت عقب مغادرة هادي. وكان من المقرر ان يبحث المشاركون في الحوار تشكيل مجلس رئاسي. وفرض الحوثيون الإقامة الجبرية على الرئيس المستقيل في منزله بصنعاء منذ 19 يناير الماضي عقب استيلائهم على دار الرئاسة والقصر الجمهوري. وكانت صحيفة "14 أكتوبر" الحكومية قد ذكرت في وقت سابق أن الوضع الصحي لهادي تدهور بشكل يستدعي نقله لخارج البلاد من أجل العلاج. بدوره أكد القيادي السابق بجماعة الحوثيين علي البخيتي - في وقت سابق - أن الحوثيين يرفضون الإفراج عن الرئيس المستقيل خشية أن يمكنه سفره إلى الخارج من استرداد سلطاته وإسقاط "الإعلان الدستوري" الذي أقر من قبل الحوثيين عقب استيلائهم على السلطة. ووفقا للبخيتي الذي استقال من منصبه الشهر الماضي، فإن الحوثيين كانوا يخشون أيضا أن يخرج هادي من صنعاء نحو محافظة عدن أو أي مدينة أخرى ليدير ما تبقى من محافظات خارج سيطرتهم، ويتلقى - في هذه الحالة - المساعدات الدولية باعتباره الرئيس الشرعي، لتتم محاصرة العاصمة صنعاء. القيادي في تكتل اللقاء المشترك محمد الصبري قال ل"الرياض" ان هادي استطاع ان ينتقل من العاصمة المحتلة الى مكان يستطيع ان يمارس فيه مهامه كرئيس شرعي. وأضاف: "العاصمة عدن مناسبة لهذا الامر.. كما ان هادي يتمتع بتأييد محلي واقليمي ودولي". وأكد الصبري على ان المشهد الان سيكون "امامنا الان نزاع بين عاصمة محتلة وعاصمة شرعية او مدنية تحتوي المشروعية السياسية لليمن" وقال ان اليمنيين بنجاة رئيسهم من الحصار سوف يلتفون على شرعية هادي بالتظاهرات والمقاومة السياسية او حتى المقاومة المسلحة". وقال ماجد المذحجي مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية قال ل"الرياض" ان الثقل السياسي انتقل الى عدن وأصبحت هذه المدينة موقع الفعل الأساسي المرتقب في اليمن، بينما يأتي رد الفعل من صنعاء. وأضاف ان هادي بخروجة الى عدن قلب المعادلة لصالحه ولكن السيناريوهات تظل مرهونة بخيارات هادي القادمة، وجماعة الحوثيين الان أصبحت مضطرة الى ما سيصدر عنه، وتحركاتها ستكون مجرد رد فعل لما سيقوم به هادي. وفي إب قتل شخص وجرح اثنان آخران في مسيرة سلمية بمحافظة إب بعد أن فتح المسلحون الحوثيون النار على المتظاهرين صباح امس. وقالت مصادر محلية إن مسيرة حاشدة انطلقت أمس وسط المدينة للمطالبة بخروج الميليشيات المسلحة في الذكرى الرابعة لانتخاب هادي رئيساً. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بجماعة الحوثيين وسيطرتها على المدن والمؤسسات الحكومية والأهلية. وأطلق المسلحون الحوثيون الرصاص الحي صوب المتظاهرين ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى. ويقبع العشرات من الناشطين المناهضين لجماعة الحوثي في سجون الجماعة، بعد مشاركتهم في مسيرات واحتجاجات ضد انتشار الميليشيات. ومارس الحوثيون عشرات الانتهاكات والاعتداءات على مسيرات سلمية انطلقت في مدن يمنية مختلفة رفضاً لبيان أسموه ب "الإعلان الدستوري" حل مجلس النواب والمؤسسات الشرعية في البلاد.
