منذ أن تأسس البنك الأهلي التجاري عام 1373ه، الموافق1953م وحتى الوقت الحاضر –أكثر من 63 عاماً-، لا يوجد لدينا في السعودية-على قوة اقتصادها واتساع مساحتها- إلا 12 بنكاً، مضى على ظهور آخرها أكثر من سبع سنوات!. لو أخذنا الأرقام التي تحققها هذه البنوك، على مستوى أرباحها وودائع عملائها ومحافظ قروضها، لوجدنا أنها تحقق نمواً مطرداً عاماً بعد عام، فقد سجلت بنهاية العام الماضي أرباحاً بلغت 41.5 مليار ريال، نمت عن العام الذي قبله بنسبة تجاوزت 10% ،أما الحسابات الجارية وحسابات التوفير وغيرها من ودائع العملاء فقد بلغ رصيدها 1.64 تريليون ريال، في حين زادت القروض التي منحتها لعملائها على 1.25 تريليون ريال، وأعتقد أن من دلالات هذه الأرقام الكبيرة أن بنوكنا تعمل في ظل سوق "احتكار القلة" . هنا يتساءل المرء، ألا يمكن للسوق أن يستوعب بنكاً جديداً، أو اثنين أو حتى ثلاثة!؟. إذا نظرنا إلى بعض الدول المجاورة، والتي لا يقارن اقتصادها بأي حال من الأحوال بقوة اقتصاد المملكة، نجد أن لديها عددًا مماثلاً من البنوك أو حتى أكثر منها! أيضاً ما يشجع على الدعوة إلى إنشاء بنك جديد، النتائج الطيبة التي يحققها آخر البنوك ظهورًا –مصرف الإنماء- حيث قام العام الماضي بتوزيع أرباح على مساهميه. بنك جديد معناه: زيادة المنافسة، خلق فرص استثمار للمواطن من خلال الاكتتاب والمشاركة في ملكيته، والأهم من ذلك كله، الكم الهائل من الوظائف التي سيوفرها هذا البنك لأبناء وبنات الوطن، في ظل الإقبال الكبير على العمل في القطاع البنكي. إذا كان مصرف الإنماء هو أحد العلامات المضيئة للمسيرة الاقتصادية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز-يرحمه الله-، فأتمنى أن يكون تدشين البنك رقم 13 (بنك سلمان) هو باكورة المشاريع الاقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله-.