الاصلاح ولا غيره قد يكون الورقة الاولى والاخيرة عند البعض لكنه في ذات الأمر ليس من باب نهاية مافي الجعبة او انه بمثابة وحيدة الأهازيج التي من الممكن ان تتلهى بارتامها عقود واجيال أو سنوات محزوزه بالمناشير أو ملفوفة بالدعاوى.. كذلك علم الحيل كما يقول السالفون (اكذب وتشاطر) عقليات ذهبت وولت.. المسألة مجتمعات تخطت السقوف الوهمية فكراً وعلما.. نعم.. فالتواصل الأممي وتقارب المسافات ومن ثم الثورة غير المسبوقة في هذا القرن قد نسفت السواتر ومزقت السياجات ولم يعد للتخويف والمهدئات والمسكنات في محيطنا العربي لا محسوب ولا مرهوب.. اي لا ثعالب ولا نطاسين.. ان المنشتات او حتى قهقهات الموائد لم تعد الا احدى المضحكات المحزنة بل احدى المهازل عرفا وتاريخا.. حتى بعض الكتبة والمنوط بهم لصعق الدعايات والذين يظنون ان مواقعهم مرهونة ببث النفاق وضرب الامثلة بالشرائح المؤمنة والمغلوبة هي الأخرى مفضوحة ممقوتة.. كما ان الغلاة ومن يتوهمون انهم ولا غيرهم المحددون والمفسرون وشرواهم وانماطهم ممن صورت لهم عقليتهم ان لهم ادبا وشعرا آسف نظوما ومهلهلات يلوثون الاجواء بمواعظها ومحارضها من اشرطة الكاسيت الى موائد الظلام الى النكوص وخرفشة الموعودين ولو تفحصت هذا الهزيم المرتدي برداء الدين لوجدتها خرقا ملفقة جاءت من بلدان لا صلة لها بهذا المخطوف. الاصلاح يا قوم هو العدل واعطاء الانسان حريته التي أمر الله بها وان يتفهم المجتمع ان حاكمه منه يتكلم باسمه ويفوض بما خبر عنه ويناضل من اجل أمنه وعيشه وسيادته وان يكون امينا على مدخرات وطنه لا يميز ولا يتميز وهكذا يكون الشعب بكل فئاته قوته وعهدته وثبات تاريخه. والحمد لله ان مليكنا عبدالله بن عبدالعزيز قد ضرب المثل الرائع لشعبه ووثق بهمته المخلصة لحمة ابنائه به وتيقنوا تماما بعد مبادراته انه رجل المرحلة وان الله قد عوضهم وثمن دعاءهم برائد المواقف النبيلة بالانسان الذي يتلمس مواجعهم ويبلسم جراحهم ويدرك تمام الادراك ان ما أؤتمن عليه ملك لهم وان ما يحلمون به من المؤسسات المدنية والانفتاح المضبوط وان الحرية التي كفلها الله لهم ستكون من أولويات مهمته واني لأحس مع توالي الايام بالدعاء الذي لا ينقطع له بالحفظ والمساندة فيما يهم ببنائه ومولاته، وما يضربه ملك الخير في بلد الخير ليس غريباً عليه فهو منذ عرفته ولمست الحياة انسان يحب الفضائل ويقرب الامناء ويفي. لا أقول هذا القول احابي أو اداجي او اريد ذكرا لا والله ولكنني صادق اقول ما خبرته وعلمته وهذا لا يمنع من ان أطرح ما اراه قابلا للنقاش فقد عودنا على قبول الرأي الآخر واحترام وجهات النظر. وصادق معك ولا ألف كذاب لأن الصادق لا يتحول عن مبدئه واذا بصرته بالحقيقة ومناط الرؤية الصائبة لزم الحق. أما المخادع والمتربص للجعل والاضواء فقراره حيث تتجه الرياح.. فشعبك شعبك يا خادم الحرمين وانني لأطمح ان نكون في هذا الجزء من الأرض مثال الأمثال تكاتفا وتعاضدا وحرية تبهج الانسانية وتلفت الأعناق والافئدة الى ما تسعد به أرض محمد صلى الله عليه وسلم وما حصل عليه ابناء الصحابة والشهداء والموفوين بالعهود.