تعتبر جريدة الندوة هي الرائدة في طلب نقل كل الإدارات العامة والأجهزة الحكومية من مدينة جدة إلى مدينة مكةالمكرمة ، باعتبار مدينة مكةالمكرمة عاصمة امارة منطقة مكةالمكرمة. وازعم انني من أوائل من طلب والح في هذا الطلب فقد كتبت عدة مقالات في هذا الشأن ابتداء من عام 1404ه ثم تلا ذلك مقالات أخرى. وما ينبغي ان نقوله الآن ان خطوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة سوف تحسب له في التاريخ المكي بل تسجل في تاريخه الانجازي الحضاري. وتشكر له هذه الخطوة الجريئة ، وسعيه لنقل الإدارات العامة لكل الوزارات إلى مدينة مكةالمكرمة ، وكانما بذلك قد حقق مطلباً مهماً من مطالب أهل مكةالمكرمة. فلقد كانت مكةالمكرمة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - هي مقر معظم الأجهزة الحكومية ، ثم نقلت إلى الرياض. واعتقد ان هذه الخطوة الجيدة سوف تعمل على عمل حراك اقتصادي وسياسي واجتماعي وثقافي بمكةالمكرمة ، فمن الناحية الاقتصادية سوف يتم استئجار مائة مبنى على الأقل كخطوة أولى لعملية النقل. ثم تأتي كخطوة ثانية عملية بناء وتعمير مقار رئيسة لكل فرع وزارة أو إدارة عامة. وينبغي اختيار مواقع جيدة ومناسبة وعلى شوارع عامة . ولابد من توفير مواقف لسيارات المراجعين ، خاصة إدارة مثل الاستقدام ، فهي تحتاج إلى مواقف سيارات. وايضاً سوف تنعش الحركة الاقتصادية العقارية لان موظفي تلك الإدارات سوف يسكنون في مكةالمكرمة ، فيكسبون أجر الصلاة بمائة ألف صلاة وغيرها من حسنات. واقترح تكوين لجنة برئاسة الامارة ومكونة من عدد من الجهات الحكومية وعدد من الوجهاء والاعيان بمكةالمكرمة ، للمشاركة في اختيار المواقع المناسبة ، واقترح ان تكون في الاحياء الحديثة مثل العزيزية والعوالي والخالدية والشوقية والرصيفة والقزاز والصبان وغيرها. وأمل من أصحاب العقارات المكية مساعدة كل الجهات الحكومية لتنفيذ هذه الرغبة المكية الملحة. بل انني امل ان يتم التنسيق الجيد والمناسب بين المسؤولين عن تلك الإدارات العامة فيما بينهم لتكون المواقع قريبة من بعضها البعض ، خاصة الإدارات التي ترتبط أجزاؤها ببعضها البعض مثل مكتب العمل وإدارة الاستقدام ، أو فرع وزارة العدل مع كتابة عدل وغيرها ، ففي ذلك فوائد تعود للمواطن والجمهور المحتاج لتلك الإدارات. واقترح المبنى الذي كانت تسكن فيه مكتبة الحرم ، بشارع منصور ، فهو كبير يمكن تجميع بعض الإدارات فيه. والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض وساعة العرض ، وأثناء العرض.