سخرت المملكة العربية السعودية كافة الإمكانات كمنظومة متكاملة تضافرت فيها كل جهود الدولة من أجل خدمة ضيوف الرحمن الذين جاؤوا من كل فج عميق. هذه الجهود لم تأتِ من فراغ ولكن من خلال خطط مدروسة باحترافية عالية وجميع القائمين عليها متخصصون مؤهلون في مختلف التخصصات، المملكة لم ولن تتأخر في خدمة ضيوف الرحمن فجميع الخدمات تقدم لهم على أكمل وجه، خصوصاً الرعاية الصحية التي تقدم للحجاج دون أي مقابل، ومن المواقف التي شاهدتها أحد الحجاج في مركز صحي تم تقديم الخدمة العلاجية والتطعيم وكل ما يحتاج من رعاية صحية له، وعند استلام العلاج من الصيدلية طلب معرفة تكلفة العلاج وبادره الطبيب بأن جميع الخدمات مجانية واكتفى الحاج بالدعاء ، وعند النظر إلى بقية العالم في الخدمات الصحية هل خدماتهم مجانية ؟ بالطبع لا فكيف بمملكة الإنسانية التي تستقبل الحاج من المنافذ البرية أو الجوية أو البحرية وتقدم له كل شيء دون مقابل، جهات عديدة تتسابق في رعاية ضيف الرحمن واحتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى. نشاهد صوراً تلقائية من القلب لرجال الأمن يقدمون خدماتهم على أكمل وجه إضافة إلى الخدمات الإنسانية للحجاج منهم من يرش المياه ومنهم من يحمل حاجاً ومنهم من يرشدهم.. وغيرها من الخدمات التي هي فخر واعتزاز بأبطال الأمن الأسُود. أبارك للمملكة قيادةً وشعباً نجاح حج هذا العام وأسأل الله أن يكون كل ما تم تقديمه في موازين حسناتهم. فالجميع يتفق بصوت واحد على نجاح الحج بكل المقاييس: تنظيم مميز وخطة محكمة لنقل الحجاج من المنافذ إلى المشاعر المقدسة وهذا رد على كل الحاقدين والمشككين في قدرة المملكة؛ هل هناك من يستطيع في زمن وتوقيت واحد إدارة حشود مليونية في أكبر مشهد عرفه البشر وفي أوقات محددة؟ الجواب: شاهد الشاشات التلفزيونية التي أبدعت في الوصف والنقل المباشر لحركة الحجيج من يوم التروية إلى الصعيد الطاهر الركن الأعظم مشعر عرفة وعند الغروب إلى مشعر مزدلفة ومن الصباح الباكر إلى مشعر منى لرمي الجمرات فالمملكة سجلت تاريخاً مشرفاً ودائماً في إدارة الحشود دون وقوع أي خطأ يذكر ولله الحمد. ختاماً: دقة التخطيط وبراعة التنفيذ وجمال التنظيم والانسيابية.. عنوان حج هذا العام، شكرًا لحكومة خادم الحرمين الشريفين ولجميع المشاركين من جميع الجهات الحكومية والخاصة هذا النجاح الكبير.
