في سعيه للحصول على تقييم إيجابي من مجتمع الاستخبارات الأمريكية حول الاتفاق النووي مع إيران قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي: إن الحرس الثوري الإيراني يعارض الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في مطلع هذا الشهر بواسطة الولاياتالمتحدةوإيران وخمس دول غربية، وطلب كيري إفادة مجتمع الاستخبارات الأمريكي بهذا حتى يوثقوا له، وكان وزير الخارجية الأمريكي يقدم إفادته أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة للكونجرس ويهدف كيري من خلال تقريره أمام اللجنة رد الانتقادات التي تقول: إن الحرس الثوري الإيراني يستفيد من الاتفاق النووي مع أمريكا والغرب وذلك لأن ضخ الأموال الإيرانية المجمدة للخزينة الإيرانية سيعود جزء كبير منها لقادة الحرس الثوري الإيراني بما يعزز قوتهم داخل وخارج إيران. والحرس الثوري الإيراني الذي تم إنشاؤه في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979 أسندت إليه مهمة حماية النظام الإيراني وقام بإنشاء وحدات جوية وبحرية وبرية تابعة له وبناء على وحدة خدمات أبحاث الكونجرس الأمريكي فإن الحرس الثوري الإيراني يضم حوالي 150 ألف عنصر وعلى الرغم من أن صلاحيات الحرس الثوري الإيراني بالأساس داخلية إلا أن وحداته تساعد أيضا الجيش الإيراني. في شهادته أمام الكونجرس قال جون كيري: إن الحرس الثوري يعارض الاتفاقية النووية لأن القوى الأجنبية ستكون أقل ترددًا في مواجهة وحداته عسكرياً حين يتضح أنه لا يمتلك ردعًا نوويًا وهذا هو أحد أسباب الحرس الثوري لمعارضة اتفاق بلده مع الغرب، وقال كيري: إن الحرس الثوري يرى أنه فقد غطاء المظلة النووية التي هو بحاجة إليها للقيام بأنشطته الخارجية. وقال كيري: إنه لم يعد ما يمنعنا من صد الحرس الثوري الإيراني وجهات أخرى في إيران كانت تتطلع للتقدم للأمام. وكان كبار قادة الحرس الثوري الإيراني ومتشددون إيرانيون آخرون قد انتقدوا علنًا الاتفاقية النووية مع الغرب في الأيام القليلة الماضية، ففي الأسبوع الماضي قال محمد على الجعفري قائد الحرس الثوري الإيراني لوكالة تسنيم الإخبارية شبه الحكومية: إن الاتفاقية النووية قد عبرت بصورة قاطعة الخط الأحمر الذي حدده خامنئي وإننا لن نقبل بذلك إطلاقًا. لكن خبراء في الشؤون الإيرانية لهم رأي آخر فهذا كريم سادجادبور الباحث في مؤسسة كارنيج للسلام العالمي يقول: إنه يتوقع أن بعض أعضاء الحرس الثوري سيشعرون بأنهم مهددون بهذا الاتفاق النووي الذي يحاصر برنامج إيران النووي وربما يفتح الاقتصاد الإيراني ويجبرهم في مؤسسات الحرس الثوري الاقتصادية على المنافسة مع شركات عالمية كبرى، لكن آخرين سيرحبون بالاتفاق النووي ويعتقدون أنه سيمدهم بمليارات الدولارات وموارد إضافية. ويشك سادجادبور في الوقت نفسه في أن يفلح المسؤولون الأمريكيون في تقييم وجهة نظر الحرس الثوري الإيراني حول هذه القضية، وقال: إن رؤيتي هي أن الحكومة الأمريكية لديها معلومات استخبارية تقنية حول إيران لكن لديها معلومات سياسية شحيحة فوكالة سي آي ايه كانت قد توصلت لنتيجة شهيرة عام 1978 -قبل شهور قليلة من الثورة الإيرانية- مفادها أن الوضع في إيران ليس ثوريًا ولا حتى في مرحلة تمهيد لثورة! كان ذلك في وقت كان فيه لدى الولاياتالمتحدة آلاف الأشخاص داخل إيران أما حالياً فليست لدينا سفارة في إيران لمدة 36 عامًا وأشك في أن تحليلنا للوضع السياسي بأفضل مما كان وقتها في ذلك العام. المزيد من الصور :