لا يرى العم مبارك حماد الصبحي أن هناك مهنة أفضل بالنسبة له مهما كانت مريحة او ارباحها خيالية سوى «بيع الحبحب» في سوق بدر فقد قضى عشرات السنين في المهنة سعيد بنجاحاته وصبور على اخفاقاته وينصح الجيل الجديد العاطلين عن العمل بطرق ابواب التجارة ففيها تسعة اعشار الرزق ويؤكد ان الحبحب رزقها كبير. «المدينة» التقت العم مبارك في محله في سوق بدر وطلبت منه الجلوس لنتحدث معه بعض الدقائق إلا أنه رفض الجلوس وقال بقلب مملوء بالتوكل على الله: مسموح لك أنت بالجلوس أما أنا فسوف أتحدث لك واقفا وهذا ديدني في أغلب وقتي في هذا المحل فالتجارة تحتاج إلى الجهد والكفاح حتى يأتي الرزق الحلال. وطلبت من العم مبارك أن يحدثني عن حياته وتجربته الطويلة مع العمل في السوق فقال: عشت حياتي يتيم الأب وقامت والدتي جزاها الله خيرًا بتربيتي وتنقلت في أكثر من قرية حيث كنا في بئر الشيخ ثم في قرية الجديد ثم في بدر. وكنت أعمل في بداية حياتي والحديث ما زال موصولا للعم مبارك معاونا مع أصحاب السيارات وخاصة الكبيرة منها (الشاحنات) وكنت أتعلم كثيرًا من الأمور من خلال سفري معهم، ثم عملت في شركة السقاف التي تعمل في مجال الطرق عاملا باليومية ومكثت فيها فترة كبيرة وأنا أعمل بجد واجتهاد ومواظبة على العمل. شراء أول سيارة بعد ذلك تمكنت من شراء سيارة موديل 1973م بمبلغ خمسة آلاف ريال من أحد جماعتي وعملت في مجال المشاوير (التوصيل) لداخل بدر وكنت اتقاضى مبلغ ريالين على الراكب الواحد وكنت أنقل الركاب إلى الكثير من قرى بدر ووجدت ولله الحمد خيرًا كثيرًا. الحبحب والتمور ويواصل العم مبارك الصبحي سرد قصة حياته مع الكفاح والتجارة فيقول: بعد أن كونت مبلغا من المال قمت بشراء سيارة وانيت جديدة وبدأت العمل في تجارة الحبحب وكنت أشتريه من قرية ثول في البداية واقوم ببيعه في المدينةالمنورة وكانت حمولة الوانيت تباع في الحراج ب 1000 ألف ريال وإذا بعتها بنفسي بعيدا عن الحراج أبيعها بقرابة 1500 ريال ولكن تأخذ وقتًا أطول من يومي وكنت أبيع حمولة وانيت يوميا والحمد لله ارتحت في هذا المجال رغم مشقة السفر اليومي وهكذا تنقلت بين الأسواق لتصدير الحبحب من بدر أو جلبه من الأسواق الأخرى. شراء شاحنة ويضيف: «بعد العمل على الوانيت لعدة سنوات اشتريت شاحنة لوري وكنت أذهب للأسواق في مختلف المناطق لجلب الحبحب والتمور وبيعها في بدر.. فمرة أذهب إلى سوق بريدة بالقصيم ومرة لسوق الرياض حيث هناك حبحب الخرج وكنت أقسم حمولة الشاحنة بين التمور والحبحب واستطيع تصريفها في ثلاثة أيام في بدر وبالكثير أسبوع والعودة مرة أخرى والحمد لله رب العالمين وما زلت في هذا المجال حتى الآن. الصدق في التعامل وعن رأيه في تجارة الحبحب والتمور وهل هي مربحة وما هي نصيحته لشباب اليوم يقول: نعرف أن التجارة ربح وخسارة فمرة تربح مبلغًا كبيرًا ومرة أخرى يقل الربح ومرة تبيع بعض السلع برأس المال وفي مرات أخرى قد تخسر بعض الشيء ولكن والحق يقال لم أجد طعمًا لغير هذه المهنة التي استطعت بفضل الله من خلالها تكوين أسرتي وتربية أولادي، أما نصيحتي لشباب اليوم فأقول: أولا تقوى الله عز وجل ثم الاستفادة من خيرات هذه البلاد فالبلد فيها خير كثير وتحتاج فقط لبذل الجهد والنزول للسوق والصبر فبدون الصبر لن تنال المطلوب. ويختم العم مبارك حماد الصبحي حديثه بقوله: نسأل الله تعالى العفو والعافية والستر وأن يديم الأمن والاستقرار الذي نعيشه في بلادنا وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وإخوانه والذين نتمنى لهم الصحة والعافية والتوفيق لما فيه الخير والصلاح لهذه البلاد.