ستدعي (المدينة) اليوم في حوارها الأسبوعي أحد معلمي كرة القدم في الملاعب السعودية عبر التاريخ، الذين تركوا بصمة في وجدان محبي الفن والمتعة، بالاضافة الى تسديداته المرعبة للحراس، وحتى المدافعين، خوفا من أن ترتطم إحداها في أجسادهم.. إنه مروان بصاص الذي يعود اليوم بخبرة السنين يجسد واقع لاعبي وكرة القدم الحالية، حيث يؤكد أن كرة القدم السعودية الحالية خالية من المواهب الحقيقية باستثناء عدد يحسب على اصابع اليد الواحدة، عكس ما كان حاصل في الماضي عندما كان بين صفوف كل فريق ما لايقل عن لاعبين يستحقون الاحتراف الخارجي، وأشار بصاص الى أن أكبر خطر يهدد اللاعبين البراعم الآن سوء أرضية الملاعب.. نقاط ساخنة كثيرة تحدث عاد بها مروان بصاص .. فماذا قال؟ * أول مشاركة مع النادي؟ 1403 ه كانت بداية تسجيلي مع النادي وفي عام 1305ه كانت أول مشاركة رسمية. *مباراة لن تنسى من حياتك؟ - مباريات كثيرة لن تنسى من حياتي وبالذات مع الفرق الكبيرة كنادي النصر أو الهلال لأنه لا يوجد في هذه اللقاءات أي تحفظ أو تقفيل المنطقة الدفاعية وإنما تكون مفتوحة طيلة وقت المباراة ولكن كنت استمتع كثيرًا عندما نتقابل مع الخصم التقليدي وهو الفريق الأهلاوي لما فيها من حماس وندية قوية والفوز له طعم آخر. * من الذي استمددت منه قوة التسديدات وكان قدوة لك في هذه الميزة؟ - اللاعب «ريفالينو» الذي يلعب مع المنتخب البرازيلي وبعدها انتقل لصفوف الهلال السعودي.. حيث احببت التسديدات من قوة تسديداته على مرمى الخصوم وكنت احاول في البيت أو الحارة أن أجرب التمرين على التسديدات في اليوم حوالي 60 أو 70 مرة وأن أنمي كل قوتي في القدم الذي أسدد بها. * لاعب محلي متميز وكنت من المعجبين باسلوبه في اللعب؟ - كنت أفضل صالح خليفة كلاعب وسط متميز وكان مفتاح الفوز للفريق الاتفاقي في كل مباراة كان يخوضها معهم. * لاعب اجنبي تفضله؟ - لا أفضل مهارات ميسي رغم أنه لاعب متميز وهذا لا يختلف عليه أحد ولكن أنا أفضل اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان لأنه يمتلك مهارة امتلاك الكرة وعدم التفريط بها مهما كان إضافتةً للمتعة ولاعب يحمل منتخبا بأكمله ويقوده للفوز والدليل كأس العالم التي أقيمت في فرنسا 1998م وهذا ما لا يمتلكه الأرجنتيني ميسي والدليل كأس العالم التي أقيمت في جنوب أفريقيا 2010م, وأنا أتمنى من الجيل القادم أن يتابع الاسطورة الفرنسية هذا اللاعب ويستفيد من المهارات والتعرف على الإمكانيات المهارية العالية التي يمتلكها * ولاعب مميز من الجيل الحالي؟ - بالطبع عبده عطيف لما يمتلك من فكر احترافي وتكتيكي ومهارات فردية عالية مما تجعل المشاهد يستمتع وهذا ما ينقص هنا في الكرة السعودية وهو الفكر الاحترافي وكذلك يحيى الشهري لاعب الفريق الاتفاقي وسالم الدوسري من الفريق الهلالي وندعو الله بأن يسلموا من شر الإصابات لكي نعتمد عليهم في السنوات القادمة في استرجاع المستوى المأمول للمنتخب السعودي. * هدف لا تنساه من حياتك؟ - في بداياتي مع الناشئين ضد المنتخب الياباني وكان أول هدف أحرزه في كأس آسيا للناشئين عام 1985م ولا أنساه لأنه كان في بداية مسيرتي الكروية ومع المنتخب السعودي وحينها كنت أبلغ من العمر 15 سنة تقريبًا أما مع الفريق الأول فلدي العديد من الأهداف لن أنساها من حياتي. *ذكريات لا تنسى من حياتك؟ - في سنة 1984م حين حصلنا على أول كأس آسيا وبعدها في نفس الفترة حصلنا على كأس آسيا للناشئين من دولة قطر حينها كنت ألعب ناشئين وشباب ممتاز. *ما الفرق بين المنتخب السعودي وما كان له من انجازات وهيبة على مستوى قارة آسيا وما يشهده الوقت الحالي من هبوط في مستوى الكرة السعودية؟ - قلة المواهب, وهذا السبب الأهم أما المشاكل المادية أو الإمكانيات أو الإعداد الجيد فلم نمتلكها نحن من قبل ومع ذلك كانت لنا الإنجازات وفي الفترة الماضية كان 1985م إلى 2000م هذه عز طفرة المواهب والفكر والخبرة لدى الكرة السعودية حيث إنه في فترة من الفترات كان جيلان قديم وجديد يلعبان مع بعض ويؤديان أفضل المستويات وكان الجديد يكتسب الخبرة ويستفيد لأن المستوى متقارب وكان في ذلك الوقت نستمتع بلعب الكرة ونمارسها في كل الأوقات صباحًا وبعد صلاة المغرب والعشاء.. أما في الوقت الحالي فقد قلة المعطيات واللاعب الناشئ صار يعتمد على البلاي ستيشن في أكثر الأوقات ويريد أن يطبقها على الكرة الحقيقية وهذا هوا الغلط لانه يستحيل فعل ذلك.. أنا أذكر في عام 1982م كنا مجموعة نتابع عمالقة في كأس العالم من البرازيل والارجنتين وايطاليا وانجلترا وكان في وقتها اساطير اللاعبين من سقراط وجونيور ومارادونا وغيرهم وحين تنتهي المباراة نحاول أن نقلدهم في الحوش او على باب المنزل من ناحية المهارات والتسديدات والتكتيك في اللعب, وهذا ما يخص الجيل القادم. أما الجيل الحالي فقد كان إعداد المنتخب السعودي مؤخرًا ممتازا ولو كان لأي منتخب آخر فبلا شك النتيجة ستكون إيجابية, وللاسف الكل كان يتهرب من المسئولية فيتم اللوم على الجهة الأخرى والتهرب من الحقيقة المرة وهي (هذه إمكانية اللاعب السعودي فقط) ولا يمكن أن يضيف شيئا أكثر والسبب هو وصول اللاعب إلى مرحلة التشبع من جميع النواحي وأفضل مباراة شاهدتها للمنتخب السعودي فقد كان شوطا واحدا فقط والأول وهو أمام المنتخب الاسترالي، فقد كان التجانس بين اللاعبين والحماس فقد طبق اللاعبون تكتيك المدرب على أفضل ما يمكن، أما الشوط الثاني فلم يوفق المدرب في التبديلات وتوقف أداء اللاعبين عند هذا الحد, وأنا من وجهة نظري أرى أن نبدأ بالاهتمام بالجيل الصاعد والقادم ولدينا فترة طويلة ولا يوجد مشاركات ونستطيع أن ندرك ذلك وخصوصًا أن لدينا لاعبين في الأندية السعودية ما زالوا يمتلكون الموهبة ولكن المطلوب هو الاهتمام لتنمو هذه الموهبة. * من اللاعبون المتميزون في أنديتنا والذين ما زالوا يمتلكون الموهبة من وجهة نظرك؟ - أنا من وجهة نظري أننا نملك بعض اللاعبين ولكن ينقصهم الاهتمام من الدفاع: حافظ وفتيل وسلطان المسرحي وياسر الشهراني وحسن معاذ وعبدالله شهيل وعبدالله الأسطى بإضافة عنصر أو عنصرين من الخبرة كأسامة المولد أو أسامة هوساوي, الوسط: يحي الشهري ونواف العابد وهتان باهبري وسالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري وأحمد عطيف وتيسير الجاسم ومحمد العمري ومعن خضري وياسر الفهمي, أما الهجوم فلا نمتلك إلا لاعبا أو لاعبين, وهذه مشكلة كبيرة. * شيء افتقدتموه في الفترة الماضية وهو موجود في الفترة الحالية؟ لم نفتقد لشيء وإنما الجيل الحالي من فقد «المتعة» في اللعب, ولا يوجد لاعب مؤهل للاحتراف الخارجي إلا ربما لاعب أو لاعبان فقط على مستوى جميع الأندية، أما جيلنا فقد كان مؤهلًا من كل ناد اثنين أو ثلاثة على الأقل. * كونك المشرف العام على براعم الاتحاد, ما هي المشكلة التي يواجهها جيل المستقبل؟ -قلة الملاعب وسوء أرضيتها وزيادة الأعداد في اللاعبين ما يجعل التركيز أقل من اكتشاف المواهب, وقلة المادة وهي الشيء الأهم من كل النواحي, أما أنا فعملي هنا محبةً للأطفال ولا يهمني الماديات بشكل عام ونادي الاتحاد منزلي وكل شخص يريد منزله أفضل المنازل ونحن نمتلك في مدرستنا مواهب ستكون لها إضافة للكرة السعودية. * ما سبب مشكلة نادي الاتحاد في الوقت الحالي من حيث تذبذب مستواه؟ - تغيير المدربين مع مشاكل من قبل كانت متراكمة والفريق الأول في تصاعد بعد معسكر دبي والفوز بدون مستوى مهم معنويًا أفضل من تعادل أو هزيمة, والاتحاد عاد ولكن بنسبة 60% من الفوز ونسبة 40% من المستوى نتمنى أن يعود في الفترة المقبلة ان شاء الله مع الاستقرار وعودة المصابين.