ونجح موسم الحج

دَار الزمَان دوْرته السَنوية كعادَته ، وَقرب العَام 1432ه عَلى الرحِيل بَعد أنْ شهِدنا خِلاله مَواسم خَير عِدة كَان آخرهَا موسِم الحَج الذِي فَرضه الله عَلى كُل مُسلم وَمسلِمة مَرة فِي العُمر لمنْ أستَطاع إلَيه سَبيلاً ، فَإن كُنت مِن ضيُوف بَيت الله الحرَام الذِين دعَاهم خالقَهم لإقَامة الركنْ الخامِس مِن أركَان الإسْلام فاحمِد الله - عَز وَجلْ - عَلى ذَلك ، وأنْ عَاد بِك سالماً تَرفل فِي ثَوب الصِحة وَالعافِية إلَى مَوطنك وَأهلَك كيَوم ولدَتك أمَك ، فَعن أبِي هُريرة رَضي الله عَنه قَال : سَمعت رسُول الله صَلى الله عَليه وَسلّم يقُول : ( مَن حجّ فلَم يرفثْ وَلم يفسقْ رجعَ كيَوم وَلدته أُمُّه ) وَمن فضَائل الحَج أنّه يُكفّر جَميع الذنُوب ، فَعن عَمرو بِن العَاص رَضي الله عَنه قَال : لَما جَعل الله الإسْلام فِي قَلبي أتَيت النَبي صَلى الله عَليه وَسلّم فقُلت : أبْسط يمينَك فَلأبايِعك ، فَبسط يمينَه ، قَال : فقَبضت يَدي . قَال : ( مَا لَك يا عَمرو ؟ ) قُلت : أردتُ أنْ أشتَرط . قَال : ( تَشترط بماذَا ؟ ) قُلت : أنْ يغفِر لِي . قَال : ( أمَا علمتَ أنْ الإسْلام يهْدم مَا كَان قَبله ، وأنّ الهِجرة تهدُم مَا كَان قَبلها ، وَأنّ الحَج يهْدم مَا كَان قَبله ) وَإنْ لمْ تَكن مِن أولئِك الضيُوف فَقد بلغَك الله خَير أيَام العَام العَشر الأولَى مِن شَهر ذِي الحِجة تَقضِي ليلهَا وَنهارهَا بَين صَلاة وَصيَام وَذكرْ ، فَلا أحَد خَاسر فِي مُوسم الحَج مِن كُل عَام ، وَالحمْد لله عَلى نِعمه وَكرمِه وَفضْله أنْ مَن عَلينا بهَذا الأجْر العظِيم ، وَالحمْد وَالشُكر لَه أنْ أنقضَت تِلك الأيَام وَالليَالي بِيسر وَسهُولة لهَذا وذَاك ، وَنجَح مُوسم الحَج كمَا أعلَن أمِير مَنطقة مَكة المكرمَة نَائب رَئيس لجنَة الحَج العُليا صاحِب السُمو الملكِي الأمِير خَالد الفيصَل بِدون أيْ سِلبيات تُثير الذَعر بَين حُجاج بَيت الله الحرَام الذِين أتُوا مِن كُل فَج عمِيق ، فَهذا الإنجَاز الرائِع الذِي تَولى مَهام قِيادته سَيدي وَلي العَهد نَائب رئِيس مجلِس الوزرَاء وَزير الدَاخلية رئِيس لجنَة الحَج العُليا صَاحب السمُو الملكِي الأمِير نَايف بِن عَبد العزِيز - حَفظه الله - وَبإشرَاف وَمتابَعة مِن قِبل خَادم الحرمِين الشريفِين الملِك عَبد الله بِن عَبد العزِيز – متَعه الله بِالصحة وَالعَافية – لَيس بمستَغرب عَلى هَذه العَائلة المالِكة الكرِيمة التِي وَهبت نفسَها لخدمَة الدِين والسنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والحرمِين الشريفِين وَمنْ يزورهَما مُنذ أنْ وحَد كيانهَا وَالدهم المؤسِس المغفُور لَه بإذْن الله تَعالى الملكْ عَبد العزِيز بِن عَبد الرحمَن آل سُعود . فَهنيئاً لنَا بهَذا النجَاح ، وَعيدْ أضحَى مبَارك عَلينا وَعلَى الأمَة الإسْلامية ، وَهنيئاً لنَا بِأبناء مُوحد البَلاد . وَمَنْ أَصْدَقْ مِنْ الله قِيلاً { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ }. وَكل عَام وَأنتُم بِخير
نبيه مراد العطرجي -مكة المكرمة