قال الضَمِير المُتَكَلّم: هناك مَن يَمْتَلِك العِلْم والتجربة والدّعم فيصنع آلة، وهناك مَن يُرْزَِق الموهبة ثم التشجيع؛ لِيصْنع لوحة تشكيلية، أو رواية، أو قصيدة شعرية؛ ولكن أعتقد أن كُل إنسان بإمكانه أن يَصْنَع إنْسَانًا؛ يفْعَل ذلك (فقط) بعِدة دُرَيْهِمَات أو دقائق من الأوقات، أو بتحريك بِضْع عَضَلات؛ إليكم بعض الحكايات: (1) تَصنَع إنسَانًا، بل أسرة ومجتمعًا؛ إذا كَفَلت يتيمًا عند إحدى الجمعيات الخيرية المَوثوقة؛ فب(100 ريال، أو ما يعادل 25 دولارًا) تُقْتَطَع من راتبك أو دخلك شهريًّا؛ تكون ساهمت في نشأة وتربية وتعليم (يَتِيمٍ)؛ تصنعه لِنَفسه ثم لأسرته ومجتمعه!! وصدقوني إضافة إلى الأجر والمثوبة، والدلالات الإنسانية؛ سوف تلمَس جراء ذلك سِعَة في رِزقِك، وأن أبواب الخير تُفْتح لك من حَيث لا تَحْتَسِب؛ أعرف مَن فعَل ذلك مع أول راتِبٍ يقبضه؛ فكانت تلك شهادته. (هذه دعوة والمُهِم جَرّب وأنت الحَكَم)!! (2) تَصنَع إنسَانًا مِن نفسك، وفي مَريضٍ تزوره في المستشفى (وأنت) لا تعرِفه؛ فترفع من روحه المعنوية، وبزيارتك يشعُر بالإنسانية؛ فربما لم يزره إلاّ أنت!! رأيت مَن يفعل ذلك كلَّ جمعة؛ حيث يزور في عَصْرِها أحد المستشفيات، فَيُسلمُ على كل مريض فيها. سألته؛ فأخبرني بعد ممانعة؛ أن هذا ضمن برنامجه الأسبوعي، ولا يأخذ منه أكثر من نصف ساعة؛ وأضاف ثمرة ذلك الأَجْر، والصحة، وطمأنينة النفس وسكينتها (هذه دعوة مجانية، والمهم جَرّب وأنت الحَكم)!! (3) بابتسامتك البريئة الصادقة؛ تَصنَع مِن نفسك إنسَانًا ينْشُر الفرحة والبهجة والتفاؤل في مَن حوله؛ ابتسامة تُحَرك فيها (فقط) عدة عَضلات من مُحَياك؛ ولكن يا لتأثيرها العظيم في صباح أو مساء مَن تُقَابله؛ بها يَلْمَس تواضعك وقُربك منه، وإحسَاسك به؛ فربما كان يحترق من الداخل؛ فتكون ابتسامتك اللطيفة المتفائلة بلْسَمًا يُطفئ النارَ في جوفه، أو على الأقل تُخَفف من لهيبها! (ابتسِم)؛ فسوف تعرف شيئًا من معاني الإنسانية؛ أيضًا ابتسامتك الطيبة الصافية تَعْمَلُ على غَسْل نفسِك من أدران الحقد والحسَد. (ابْتَسِم، وجَرّب وأنت الحَكَم)! كثيرة هي الممارسات البسيطة التي تصنع الإنسان والإنسانية؛ فما أحوجنا إلى نشرها في مجتمعنا بكافة أطيافه ومؤسساته، وتفاصيل حياته بالفَعْل قبل القول؛ وبالتطبيق قبل التنظير؛ ويكفي أن (الدّين المعاملة). ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. تويتر: @aaljamili