يُقال بأن النجم يخفت، لكنه لا يغور في السماء. ويُقال بأن النبتة المثمرة تذبل، لكنها لا تموت. ويُقال بأن الكبير يظل كبيرًا مهما لحق به من مرض أو سقم، وقد يضطرب ويترنح، لكنه لا يسقط. عبارات جميلة، وكلمات منمّقة، لكنني أشك تمامًا في مدى صحتها. فعندما نتحدّث عن نجم سطع في الأفق، وحيّر أنصاره قبل منافسيه، ثم يبدأ بالتراجع سريعًا؛ ليصل إلى مرحلة انهيار المستوى الفني الذي يستحيل معه العودة. تلك هي حقيقة النجم السابق مالك معاذ، الذي كان في يوم من الأيام موهبة كروية فريدة من نوعها في ملاعبنا السعودية، فعطّل حاسوب اليابان، ومزّق شباك خصومه بأجمل الأهداف وأروعها، لكنه سرعان ما تراجع، فلم يعد كونه حلمًا جميلاً استيقظنا منه سريعًا؛ لنكتشف الحقيقة أن نجمنا المحبوب قد فَقَدَ إيمانه بنفسه. لا أنكر أنني أشعر بغصّة شديدة، وقلبي يتفطر ألمًا وأسى وأنا أصوغ هذه العبارات في حق نجم سابق، كنت أتغنّى فيه بأجمل الألحان، لكن شبيه الريح ذهب أدراج الرياح. قرار جريء اتّخذته الإدارة الأهلاوية بإعارة اللاعب لمصلحة نادي النصر، حتى لو كانت قيمة الصفقة متواضعة، فالمستفيد الوحيد من هذه العملية -من وجهة نظري- هو النادي الأهلي. أمّا طرفا الصفقة الآخران فهما خاسران لا محالة! فالنصر تعامل مع الصفقة من باب تكديس النجوم ليس إلاَّ! أمّا صديقي فقد فات الأوان على عودته. سئلتُ كثيرًا عن سبب وصول مالك معاذ إلى هذه المرحلة بحكم الصداقة بيننا، فلم أجد الجواب المقنع.. فكيف أجده إذا كان صاحب الشأن يجهله، لكنني قطعتُ الأمل في عودة شبيه الريح الذي طار في مهب الريح، فارحموا نجمًا غار في السماء ولا تحمّلوني ما لا أطيق؛ لأنني قد طويت هذه الصفحة إلى الأبد، فمالك سيبقى صديقًا عزيزًا، أمّا في عالم الكرة فمالي ومالك.