لم تأتِ حلقة «جاك الجني» من المسلسل الكوميدي المثير طاش 18 التي عرضت مساء الأول من أمس بشيء جديد بالنسبة للعنوان الأساسي للحلقة (الفساد الإداري والمالي)؛ فالحلقة عزفت على أوتار عدة، وأبعاد مختلفة، فكأنما ضربت عصافير عدة بحجر واحد، كيف وهي تشير بإصبع التنبيه للفساد الإداري والمالي لبعض الجهات الرسمية، ولو أن الحلقة عجّت بوجوه عديدة ومختلفة، حيث من الملفت بأن (القصبي والسدحان) لم يلعبا سويًّا الدور الذي يضعهم في دائرة المساءلة والمحاسبة، فالقهوجي السدحان بكل براءة ضُخمت قضيته وشكلت ضده لجنة تحقيق بسبب بيعه لآلة كاتبة مهترئة، أعطاه إياها أحد العاملين في مكتب الشيخ صالح (القصبي). والقاضي القصبي مختلس واستغل منصبه المؤثر في الحكم بأحكام مخالفة للشرع والقانون ويمرر صفقات بمقابل الملايين وقطع من الأراضي، وأتت الشكاوى بمفعولها، حيث استجوبت هيئة الرقابة والتحقيق القاضي الذي أشار عليه مساعده بادعاء تعرُّضه للسحر للتهرب من الإدانة في قضايا الفساد والرشاوى، وبعد استنجاد رئيس المحكمة بلجنة شرعية أُنقذ القاضي من التهمة وحُفظت القضية.. فأظهرت الحلقة بأن الرقابة - حسب مجريات الحلقة - تفرد عضلاتها على الضعاف في المجتمع، وتصدر فيهم أحكامًا قاسية.. بينما هناك من يسرح ويمرح دون رادع.! حلقة أشبه ما تكون خالية من الكوميديا.. بمعنى أن نسبة الأثر الاجتماعي، وحجم المشكلة طغيًا على الطابع الكوميدي، فهذه ربما ليست سلبية بقدر ما هي إيجابية عندما تريد أن توصل رسالة واضحة وصريحة. بحق هذه الحلقة تعد من الحلقات الحساسة، والتي حولت تناول «سياسة الكيل بمكاييل عدة وليس مكيالين»، فقد حقّقت أهداف عديدة، مثل فكرة معالجة الخطأ بخطأ آخر عندما توضع لجنة من هيئة التحقيق لا تكون بمستوى التطلعات، بالإضافة إلى التنويه إلى استمرار الفساد الإداري والمالي في أبرز المؤسسات التي تعنى بإصدار الأحكام القانونية، كما أشارت أيضًا إلى الأساليب الملتوية التي يلجأ إليها المفسدون بحثًا عن الخلاص والفكاك حتى وإن كان ذلك عن طريق «جني من ذوي الاحتياجات الخاصة».