حذرت وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية أمس الخميس من ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة التي انهالت على منطقة جاكرتا وتسببت بفيضانات وانزلاقات أتربة أودت بحياة 29 شخصا على الأقل وأغرقت مساحات شاسعة من المدينة الكبيرة تحت الماء. وهرب عشرات الآلاف من السكان إلى ملاجئ مؤقتة في منطقة العاصمة التي يعيش فيها قرابة 30 مليون شخص، مع دمار الكثير من المنازل، جراء أكثر الفيضانات دموية منذ سنوات، بعدما انهمرت أمطار غزيرة ليلة رأس السنة. وأظهرت منازل وسيارات مغطاة بالمياه الموحلة، فيما لجأ بعض الأشخاص لاستخدام قوارب مطاطية صغيرة وإطارات للتنقل. وبعد تراجع المياه من الشوارع في بكاسي، على مشارف جاكرتا، تكشفت مشاهد الشوارع الممتلئة ببقايا مخلفات جرفتها المياه والسيارات المكدسة فوق بعضها البعض. وأظهرت الآثار على المباني وصول ارتفاع المياه حتى الطبقة الثانية. وقال ديدي سوبريادي «رأيت المياه وهي تتقدم، وواصلت الارتفاع تدريجياً»، وذلك بعد فيضان أحد الأنهار في اليوم الأول من عام 2020، مضيفاً «جرفت المياه نحو 40 أو 50 سيارة كانت متوقفة هنا». واستخدمت فرق الإغاثة قوارب مطاطية لإجلاء السكان العالقين في بيوتهم، من بينهم أطفال وكبار في السن. وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام عملية إنقاذ مؤثرة لطفل من جانب عناصر الإغاثة، الذين ساروا تحت المياه التي غمرتهم حتى أعناقهم، ثم نقلوا الطفل إلى بر الأمان عبر حوض صغير. وأعلن يوسف لطيف المتحدث باسم وكالة الإغاثة الوطنية «أنقذنا أطفالاً حديثي الولادة، وأمهات ولدن للتو، الى جانب رضع عالقين في البيوت دون طعام». وأضاف «في بعض المناطق، واجهنا تحديات وصعوبات في عمليات الإنقاذ. المياه كانت عميقة، والتيار قوي. بعض الممرات كانت ضيقة جداً، فكان من الصعب لقواربنا المطاطية العبور». واستغل الأطفال في المدينة الفرصة للسباحة في المياه التي غمرت الشوارع، فيما عمد آخرون إلى الاصطياد.