بعكس كثير من الهاشتاقات الساذجة والغبية والغريبة والعجيبة كان هاشتاق الجمعة المنصرمة «تتزوجين_جاهل_غني_أو_متعلم_فقير «، وكانت تحته بعض الردود الواعية والصادقة والقوية والتي تدل على أن منسوب الوعي آخذ في الصعود، وهذا هو المأمول، ذلك لأن الوعي حقيقة نمو ونهوض وصعود وحضارة وتعامل راقٍ جداً وحرص وأدب وحب يملأ الكون ازدهاراً. من هذه الردود اخترت هذه التغريدة لمغردة سمت نفسها «رسمتك حلم»، أنقلها كما جاءت قالت فيها: «لا هذا ولا ذاك، أتزوج رجلاً كأبي يسندني ويعزني عن البشر، ليس الزواج مالاً وتعليماً فقط، الأولون كانوا فقراء والأغلبية جُهَّال ولكن فيهم رجولة لا تجدها الآن إلا ماندر». وهنا يحضر الوعي الذي يملأ الإنسان بالفكر الذي يقدمه ويعينه على اتخاذ القرار، وهنا يكون الفرق بين مغرد تافه وآخر جاء للفائدة والاطلاع ومشاركة الآخر في التواصل البنَّاء والهادف، وهي قضية كبرى أن ترى الكثير من الهاشتاقات لمغردين جاءوا وفي ذهنهم لا شيء سوى العدم والألم، جاءوا بعقول بيضاء وكأن كل همِّهم التسلية، وهي مشكلة حقيقية أن يكون الهدف من منصات التواصل هو التسلِّي فقط!. التواصل هو إعلام حديث ينقل لك كل شيء بالصوت والصورة في ثوانٍ ويمنحك فرصة لمتابعة كل ما يجري حولك، صحيح أن بعض المغردين لا يقدمون لك شيئاً يذكر سوى أرواحهم الخالية من الإحساس والمملوءة بالجهل والحماقة، لكن هذا لا ينطبق على البعض الذين يكتبون بأناقة ويرسمون حروفهم وفي ذاكرتهم هدف جاءوا من أجله ليقدموا أنفسهم للقارئ بطريقة أنيقة ومحترمة، جاءوا ليقولوا لك: نحن هنا جئنا لنشاركك الواقع ونفيد ونستفيد، وهؤلاء يعكسون صورة لتربيتهم وتعليمهم وثقافتهم، أما أولئك الفارغون الذين يدعون للشفقة فهم يشكِّلون الأغلبية والتي باتت تفرض نفسها على الآخر في هذا العالم الافتراضي المسكون بالوجع والفزع والسخافة. (خاتمة الهمزة).. لا تكترثوا أبداً بالتافهين والعالقين في شراك الحماقة، واتركوهم يغرِّدون مع أنفسهم إلى يوم آخر، فربما يخلصنا الزمن والوعي من شرهم.. وهي خاتمتي ودمتم.