، وموسكو ليست منافسات كأس عالم وحسب، فهناك أماكن مهمة يمكن زيارتها خلال التواجد بهذه المدينة، فالعاصمة الروسية كلها معالم تاريخية كدولة عظمى في السابق، وكلنا يعرف الاتحاد السوفيتي الذي كانت عاصمته موسكو، وبقيت كذلك بعد التفكك، وتحدثنا خلال الأيام الماضية عما فيها، وبعض معالمها، وعن نهرها، وطول نهارها، وقصر ليلها، واليوم نتحدث عن متحف الفضاء الروسي الذي يروي قصة أول زيارة من الأرض للفضاء عبر التاريخ، وهو أمر يتغنى به الروس كثيرًا ويتميزون به عن الآخرين، كأول من صعد إلى الفضاء، وكلنا يذكر الروسي يوري جاجارين الذي كان أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض في يوم 12 أبريل 1961 على متن مركبة الفضاء السوفيتية، ومن ثمَّ وعد الرئيس الأمريكي جون كنيدي شعبه بأن يلحقوا بالروس ويصعدوا كذلك إلى الفضاء، وهو ما تم لاحقًا عن طريق آلان شيبرد في 5 مايو من العام ذاته (1961)، لذلك يتغنى الروس كثيرًا بأنهم أصحاب السبق في هذا الصدد، ويحفظ هذا المتحف للروس هذه الأسبقية ويوثق كل شيء يخص تلك الرحلة بما فيها البدل التي صعدوا بها. المتحف مميز وكبير، وبه الصواريخ والمركبات الفضائية، ومجسمات من صعدوا وملابسهم، متحف مميز بكل ما تعنيه الكلمة، يزوره سنويًا حوالي 6 ملايين شخص، رغم أن روسيا لم تكن مفتوحة للسياحة في السابق، والآن بعد أن فُتحت لها، فمن المؤكد أن الرقم سيصبح أضاعفًا مضاعفة، لا سيما أن موسكو مدينة جميلة، وجوّها مميز جدًا في الصيف. حقيقة حرصت على زيارة هذا المتحف وتجولت فيه وحيدًا، وتنقلت بين جنباته، المشكلة أن الغالبية لا يتحدثون سوى الروسية ويوجد القليل من الأشخاص الذين يتكلمون بالإنجليزية لتوضيح بعض الأمور. التصوير في المتاحف عادة ممنوع، لكن في المتحف الفضائي الروسي التصوير مسموح جدًا وبمرونة لا متناهية، شاهدت المركبات ومداخلها وكل التفاصيل، حتى ما كتبته الصحافة الروسية عن تلك الرحلة موجود ومحتفظ به، عمومًا موسكو بها عدّة معالم جميلة وتاريخية كدولة عظمى، والمتحف يعد من أبرز تلك المعالم، لأنه كما بدأنا الحديث يوثّق أول رحلة صعود عبر التاريخ إلى الفضاء.