قوة الروابط بين الشعبين السعودي والمصري ليست «كليشيه» فقد قيمته من كثرة استخدامه، فهناك كل يوم ما يؤكد التمازج بين الشعبين الشقيقين، وكرة القدم بطبيعتها الجامعة لشعوب العالم، إحدى دلالات تلك العلاقة القوية بيننا وبين الإخوة المصريين، وهو ما يثبته التزايد الملحوظ لأعداد المحترفين من أبناء الكنانة في دورينا، كأحد النتائج المباشرة لتعديل اللوائح ورفع عدد المحترفين الأجانب في كل فريق بالدوري إلى 6، وهو ما فتح المجال لإعادة إنتاج قصص عديدة من الاحتراف المصري في المملكة، والذي بدأ منذ عقود. بالأمس الأول، أصبح مؤمن زكريا لاعب الأهلي الجديد، أحدث الوجوه المصرية في الكرة السعودية، بعد أن تدخل معالي المستشار تركي آل الشيخ لينقل اللاعب من الأهلي المصري، إلى نظيره السعودي، موفيًا بوعده الذي قطعه بأن يدعم صفوف «قلعة الكؤوس» بصفقة مفاجأة. ورفع زكريا عدد المحترفين المصريين في الدوري السعودي حاليًا إلى 9، أقدمهم محمد عبدالشافي ظهير أيسر الأهلي المنتقل أمس الأول إلى الفتح بالإعارة، حيث ضمه «الراقي» في صيف 2014، قادمًا من الزمالك، وأمضى «شيفو» مع الفريق الأهلاوي 3 مواسم ونصف، قبل إعارته للنموذجي. وفي المرتبة الثانية من حيث الأقدمية، هناك محمود عبدالمنعم الشهير ب»كهربا» المعار من الزمالك إلى الاتحاد، والذي يخوض موسمه الثاني مع النمور، بعد أن صال وجال خلال الموسم الماضي، وترك بصمة كبيرة ساهمت في تجديد إعارته، بصرف النظر عن تراجع مستواه مؤخرًا. وبعد قرار زيادة المحترفين الأجانب إلى 6، اتجهت أنديتنا بقوّة إلى اللاعب المصري، عطفًا على نجاح عبدالشافي وكهربا، فشهد الصيف الماضي حضور 4 لاعبين مصريين دفعة واحدة إلى الدوري السعودي للمحترفين، إذ ضم التعاون الحارس الأسطوري في الكرة المصرية والإفريقية عصام الحضري من نادي وادي دجلة، ومعه الموهبة الزملكاوية مصطفى فتحي، والثنائي يقدم موسمًا مميزًا مع «سكري القصيم» كان آخر شواهده الفوز الكاسح على الفيحاء برباعية نظيفة. في المقابل استعاد النصر لاعبه السابق حسام غالي من الأهلي المصري، بعد أن خلّف ذكرى طيبة في فترته الأولى مع «العالمي» بين عامي 2009 و2010، بل ومنحته الإدارة شارة القيادة بلفتة طيبة من محمد السهلاوي وعمر هوساوي، ومؤخرًا بات غالي أحد العناصر المؤثرة في صفوف النصر، رغم البداية الصعبة وتعرضه لانتقادات شديدة بداعي ضعف اللياقة والتقدم في العمر. وأخيرًا كان نصيب الرائد من المحترفين المصريين، النجم الزملكاوي محمود عبد الرازق «شيكابالا» الذي كوّن ثنائيًا مميزًا في رائد التحدي مع الغيني إسماعيل بانجورا، ولفت الأنظار بلمسته الفنية ومهاراته الفطرية، رغم أن مردوده البدني ليس كحاله في سنوات شباب «الأباتشي» بالملاعب، عندما كان يحرث الميدان طيلة 90 دقيقة. وفي الشتاء استمرّ «التريند» (ب لغة تويتر)، وتواصل تدفق المحترفين المصريين إلى دورينا، من خلال 3 لاعبين حتى الآن، بداية بمهاجم الأهلي المصري المخضرم عماد متعب الذي حطّ رحاله في التعاون، مدعمًا بخبرة سابقة في الملاعب السعودية قضاها بين جدران قلعة النمور، عندما ساهم بأهدافه العشرة في فوز العميد بأول دوري محترفين (2008-2009). ثم جاء الدور على الاتفاق ليجني ثمار تحركات المستشار تركي آل الشيخ، الذي أهداه المهاجم الشاب أحمد الشيخ هداف الدوري المصري الموسم الماضي، وذلك عن طريق الإعارة من القلعة الحمراء، قبل أن يلقي المستشار أمس الأول بهدية «مؤمن زكريا» بين أحضان القلعة الخضراء. أبرز المحترفين السابقين مثلما سلفت الإشارة، هناك نماذج عديدة سابقة لتواجد المحترفين المصريين في الدوري السعودي، لعل من أقدمها: محمد إبراهيم المزاتي الشهير ب»بوبو» الذي انضم للطائي قادمًا من الاتحاد السكندري، وأشرف قاسم الذي انتقل من الزمالك إلى الهلال في أوائل التسعينيات الميلادية، وفي الألفينيات توالت الأسماء إسلام الشاطر وعماد متعب (الفترة الأولى) وحسني عبد ربه في الاتحاد، ورضا سيكا ومحمد بركات ووليد سليمان في الأهلي، وعماد النحاس وحسام غالي (الفترة الأولى) في النصر، وإبراهيم صلاح مع العروبة، وأحمد حمودي في الباطن وغيرهم.
